لا تطفئي لغتي !
شعر : د. محمود الحليبي
لا تطفئي لغتي و ومْضَ نقوشي = هي ثورتي وخنادقي ونُعوشي
هي غفوتي هي صحوتي هي غضبتي = هي رعشتي في قلبيَ المنهوشِ
هي زفرتي ، هي عبرتي ، هي سلوتي = في غابةٍ من عَتمةٍ ووُحوشِ
لا .. لا يسرُّكِ أن تَريْ معزوفتي = ممسوخةً في قبرها المنبوشِ
رُشِّي عليها من روائكِ نشوةً = لتفيقَ من سرِّ النَّوى المخشُوشِ
أحتاجُ صوتَكِ كي أعيدَ مدينتي = وأقيمَ مُلكيَ فوقها وعُروشي !
لا تطفئيها باجتراحِ حكايةٍ = خرساءَ إلا من صدًى مَغْشُوشِ
هذي شموعيَ أوْقِديها فرحةً = بلسانِ حانيةٍ ، ووجهِ بشوشِ
هي أحرفٌ من ثغركِ البسَّامِ ؟ لا ؛ = بل إنها - لو تعلمينَ - جُيوشي !
فلَكَمْ ذكرتُكِ والنسورُ جوارحٌ = بوحي وتزأر في العداةِ خُدوشي
فوددت لو قبلتُ طيفَكِ إِذْ بَدا = وشممتُه في عطركِ المرشُوشِ
يا أنتِ هُزِّي جِذعَ قافيتي فَفِي = رُطَبي ِغنًى لكِ عن حُلىً وقُروشِ
والشعرُ أغلى من رِياشٍ زائلٍ = والحبُّ أبقى من هوىً منفُوشِ
هذان أثمنُ ما لديَّ ، وخيمتي = بهما تفيضُ وبالهنا المفروشِ !
هي فرصةٌ كبرى فشُدِّي خيطها ؛ = بيديكِ تَغْدُ جُنَيْنَتِي وعَرِيشي
لا تطفئي لغتي فأنتِ غنيةٌ = بالضوءِ ! ؛ فانتشري عليَّ وعِيشي
هيَّا لنرسُمَها بروحكِ لوحةً = مسكونةً ، مجنونةً برتُوشي
كوني سياجَ رُؤايَ .. طلَّ قريحتي = أَوَ لسْتِ في عينيَّ أنتِ رُمُوشي ؟!
:wa: