بسم الله الرحمن الرحيم.
السلام عليكم :
مشكور أستاذنا سالم وريوش الحميد على غنى جوابك حول أدب الأطفال ، و اسمح لي أن أبدي رأيي في هذا الموضوع بشكل عام ؛ أما تعريفك لأدب الأطفال و مراحل التأثير فيهم بات معروفا في هذا العصر أو اسمح لي أن أقول بأنه قديم بطريقة ما لأن جيلنا بات مطلع على جميع المعلومات بمختلف مجالاتها ، و أما بالنسبة لسبب تدهور رواج المجلات و الكتب بين الأطفال فاسمح لي يا أستاذنا أن الأسباب التي طرحتها أيضا باتت قديمة و السبب الرئيسي في هذا العصر هو من نوع أخر ، إن المجلات ما زالت تلقى رواجا في كل انحاء العالم بين الأطفال و حتى بين الشباب بمختلف اعمارهم و لكن ليس في عالمنا العربي ، و أنا أقول هذا من خبرة لأنني كنت ممن له اهتمام كبير بالمجلات و الكتب و كنت اتابعها بفراغ الصبر ، و لكن بعد فترة قد توقفت عن هذا ،و ممن هو مثلي في هذا الموقف الكثير الكثير ، و السبب هو بأن المجلات و انتم الجيل الكبير لم تعودوا ترتقوا معنا بالأفكار و الرؤية و لكن تستمرون بالتكلم بالمستوى نفسه و تنسون أننا نتابعكن و غدونا بمتسوى أعلى و نشعر أحيانا مثل لو كنا في الصف التحضيري أو ما قبل الصف الأول ، و حتى أنكم تقصرون في سماعنا و تشجيعنا ما يخالجنا من طموح و أحلام و تفيدونا من خبراتكم و أمي خير شاهد على هذا حيث أني حاولت أن أصل إلى مكتب المجلة التي طالما أحببتها و أمي لم تمنعني من رغبتي في ذلك و قد وصلت حقا و كنت قد طلبت منهم نصيحة لما لدي من طموح و سألتهم لو يقبلونني معهم في فريق عملهم ، و لكن كالعادة يتكلمون و لا يعطوا أي إجابة للسؤال الذي طرح و عدت متحيرة لردة فعلهم الغريبة ، ما زلتم تلومون الأطفال عن عدم رغبتهم في اقتناء الكتب و الكبار مما فيهم المعلمين و مديري المدارس و المعاهد و حتى الأقارب، في هذا الحال من البرود و الخمول و البخل في جوابهم و عطاءهم و تشجيعهم لنا؟ نعم ما زلتم تلومون الغرب و انتم تتخيلون أنكم قد قدمتم دوركم على أحسن وجه ، و لكنكم تغنون على ليلاكم و لستم معنا في أي شيء.
و بالنسبة للألعاب و الأفلام فأعتذر عن قول هذا و لكن أقول الصراحة أنكم لا تفتؤون تتهمون الغرب و ما يخططون لنا من شر منذ قرون ، أؤقف الغرب حياتهم كلها و يقضونها مهمومين بطريقة يضروننا بها؟ أنحن صحابة أم ملائكة فيحسدوننا على ذلك فيتربصون بنا المصائب؟ هذا كلام لا يتقبله عاقل و لا مجنون ، أنتم الكبار لم لا تتوقفون عن رفع أصابع الاتهام و تتوقفون في كلام ليس منه فائدة أو تفسير منطقي؟ لم لا تبادرون في دعم الشباب الذين لهم المعارف في صناعة الألعاب و تأليف القصص و الأفلام و توجهوهم حسب قيمنا فنصنع بأنفسنا بديلا بدلا من لعن الظلام طول القرون الماضية؟ إذا لا تستطيعون فعل أي من هذا فتنحوا جانبا و ذرونا نحن جيل الشباب نصنع الحضارة ، تحسبوننا متأثرين مما يعرضه الغرب و كأننا ليس لنا عقول نفكر بها؟ في هذا العصر حتى الأطفال يعون ماذا يشاهدون ، الجيل الأن كان يجعل من الكبار قدوة و ينبهرون بهم ، و بسبب وماقفكم السلبية على الدوام تركنا الاقتفاء بكم و سنشق الطريق للصواب ، أرجو ألا تجد هذا الموضوع موجها فقط لك بل هو رسالة لكل المثقفين الكبار الذين تركوا دورهم المشجع و الموجه و يهدرون قواهم الثقافية في اللوم و لعن و كره و...الخ.
اسمح لي يا أستاذنا أن أذكر ملاحظة على بنية الموضوع الذي كتبته بغض النظر عن المحتوى ، السؤال كان عن رأيك في أدب الأطفال ، كلمة " رأي" يندرج تحتها مصطلحات تعبر عن أرائك و تطلعاتك الشخصية ، و لكنك كتبت معلومات علمية و أمور من الواقع ، و لما بدأت بطرح رأيك في أمر ما ، لم تكمل الفكرة كما في المقطع "العيب في اعتقادي ليس في دور النشر أو المؤسسات الثقافية وإن كانت تتحمل بعض من القصور العيب في العائلة والمدرسة ، لأن تنمية المشاعر والإحساس بالمادة الأدبية يكاد يكون معدوما"
و كذلك في المقطع الأخير بدأت تذكر مضار الأفلام و لكنك انتهيت به بأرباح هذه الأفلام و ذكرت أن العرب لم يحصلوا شيئا من هذه الأرباح ، أولا الفكرة الرئيسية للمقطع هو ضرر الأفلام ، و عرضت أفكارا ليست لها علاقة بهذه الفكرة . و اسمح لي بتعليق... أهذا ما يهمك من كل هذا الكلام بأنك أو غيرنا من العرب لم يحصدوا أرباحا؟ هكذا بات اهتمامكم في كنز المال و الجاه؟؟؟
تقبلوا مروري.