االعطاء الأدبيهو كل نتاج أدبي سواء أكان أدبا مقروءا أو مسموعا
وتأتي قوة هذا النتاج من طبيعة الأفكار المسيطرة على النسيج البنائي للنص
والموهبة التي يتمتع بها الناص إضافة إلى ما يحمله من ثقافة متنوعة في كافة العلوم الثقافية
الفلسفية والاجتماعية والسياسية والفنية لأن التنوع المعرفي لدى القاص يعطيه إمكانيات أكبر للتحرك وبمساحات واسعة لطرح نماذج مختلفة من الشخصيات ، فالدخول إلى شخصية عصابية تعاني من مرض نفسي تحتاج إلى معرفة بمبادئ علم النفس ، وإلا سيكون الطرح فيه قصور وربما تناقض مع الشخصية
المراد تصويرها وحين نتكلم عن شخصية سياسية يجب أن يكون لدينا معرفة بالسياسة ـ لذا فأن العطاء الأدبي لا يمكن أن نجرده من الواقع المعاش
والعطاء الأدبي يجب أن يسير باتجاه النوع لا باتجاه الكم لآن التراكم الكمي سيضر بهذا العطاء وقد يضيع الأدب الجيد مع الأدب الردى ء إذا ما حاولنا أن نضعهما في نفس الخانة ـ وقد كانت لنا تجارب فاشلة مع المسرح التجاري بأنتاج أكبر كمية من المسرحيات التافهة بلا هدف وبلا مضمون والتي حققت نجاحا في الشباك لكنها لم تصمد ـ فحين نقارن مسرحية الحلم ، والنخلة والجيران ، والأشجار تموت واقفة ومسرحية الخان وأنا أمك با شاكر نجدها باقية لازالت في الذاكرة رغم مرور عشرات السنين في حيت أن تلك المسرحيات المعدة للإضحاك والتي لا تمتلك خط فكري تموت وينتهي تأثيرها على المشاهد ما أن يسدل الستار
ومن نفس المنطلق حاول أدب السلطة أن يفرض شكل هذا العطاء فوسم الأدب بسمة غريبة عليه ، بل هي
ليست من لحمته فجاء أدب الحرب والذي رفضت السلطة خلال فترة الحرب أي نتاج أدبي لا يتلاءم مع نهجها واتخذ الأدب حينها مسارا ثابتا أما في مدح الثورة والقائد أو تناول الحرب مع إيران بشكل مباشر فجاءت معظم العطاءات رديئة وسطحية والإشكال ليس في تناول مثل هكذا مواضيع الإشكال في أنها كانت مفروضة ولا تنسجم مع الرغبات الفعلية للكاتب ،
لذا فأن العطاء الأدبي يجب أن يخضع لمعايير فنية دقيقة و أن يكون الموضوع طيعا يمكن أن بتحكم الأديب في صوره وتشكيلاته وأن لا يكون خاضعا إلا لقناعات الأديب و أي أن يكون الأخير حرا في اختيارات مواضيعه ،