دور ارادة الانسان في التغييـر
اننا نـقـرأ في القرآن الكريم كل هذه القصص لان الفرد بالرغم من انـه قد يكون ابن المجموع ، ومتأثرا بافكار المجتمع الا انه في الوقت ذاته قد يكون مؤثرا في المجتمع ، شاهدا عليه مغيرا لـه ، و لايتغـيـر بقدر مـا يغير ، ولاتنعكس عليه سلبياتالمجتمع الذي يعيش فيه الا لكي يغيرها ويصلحها ويحولها الى ايجابيات .

ان دور الفرد هو دور ارادة الانسان ، ودور امانة الله التي حملها هذا الانسان الضعيف فاحتملها ، فكان من بين ابناء الانسانية رجال كنوح ( عليه السلام ) ، هذا الرجل الذي مكث في قومه الف سنة الا خمسين عاما يدعو قومه بشكل مستمر ، ولكنهم مع ذلك لم يهتدوا به، ولم يؤمنوا الا قليلا ، وربما لم يبلغ عدد المؤمنين به اكثر من سبعين انسانا ، ولكنــه علــى الرغم مــن ذلك استمر في ثباته وصموده حتى نصره اللـه - سبحانه وتعالى - على اولئك القوم بالطوفان .

ان هذا الرجل هو الذي حمل امانة الله ، هذه الامانة التي عجزت عن حملها السماوات والارض والجبال واشفقن منها ، وخشين من حملها ، وحملها الانسان ، فالانسان هنا رمز ، ورمزه نوح ، وكذلك ابراهيم الذي قاوم كل الضلالة المنتشرة في زمانه بمفرده ، فعندما قيل : من فعل هذا بالهتنا ، ومن الذي سولت له نفسه ان يتجرأ عليها ؟ اذا بشخص واحـد يبرز يقال له ابراهيم ، واذا به يتحدى كل تلك الضلالة .

http://www.almodarresi.com/books/21/a20gbv4a.htm