عجيبٌ أمر الموت ، إن كنت في ضيقٍ فتذكُّر الموت يُوسّع هذا الضّيق ، وإن كنتَ في سعةٍ تفكّر الموت يضيّق هذه السّعة ، إن كنت تعاني من مشكلة ، من ضيق ذات يدٍ ، من مرضٍ ، من مشكلةٍ ، من مأساةٍ ، من فقْد حبيب ، من شبح مصيبة ، إذا ذكرْت الموت ذكَّرك بالآخرة ، ذكَّرك ما عند الله من نعيمٍ مقيم ، ذكّرك بالجنّة ، وما فيها من طيّبات ، ذكّرك بإكرام الله جلّ جلاله ، وذكّرك بالحياة الأبديّة التي لا قلق فيها ، ولا همّ ، ولا حزَن ، ولا كبر ، ولا مرض ، ولا خوف، ولا فقْر ، وإن كنتَ في سعةٍ وقد ركنْت إلى هذه السّعة ، ورأيْت أنّ الدنيا كلّها بين يديك ، وأنّها طوْعُ بنانك ، إذا ذكرْت الموت ، وأنت في هذه السّعة ضيَّقها عليها ، عجيبٌ أمر الموت ! له مفعولٌ متعاكس فإن كنت في ضيقٍ وسَّعه عليك ، وإن كنت في سعةٍ ضيّقها عليك ، أعيد عليك نصّ الحديث : ((أكثروا ذكر هاذم اللذات الموت؛ فإنه لم يذكره أحد في ضيق من العيش إلا وسعه عليه، ولا ذكره في سعة إلا ضيقها عليه)).
[ رواه البيهقي ]
وعلماء التوحيد يرَوْن أن كلام النبي وحْيٌ ، ولكنّه غير مَتْلو ، لقوله تعالى :

وما ينطق عن الهوى × ان هو الا وحي يوحى

سورة النجم