من معوقات تجديد الفكر الديني (6)
===================
نكران البعض ( للعلوم ) اللامتوافقة مع نمط تفكيرهم :
----------------------------------------------------
بسم الله الرحمن الرحيم
[ وكأيّن من آية في السماوات والأرض يمرون عليها وهم عنها معرضون ] يوسف-105

الله تعالى أراد للإنسان ان ُيعمل العقل في كل ما يشد إنتباهه من ظواهر ، يتقصى اسرارها ويتعلم عبرها علومآ لم يكن يعلمها من قبل . ولأن الله خلق الإنسان مجبولآ على حب الإستكشاف والتعلم ، فقد ظل الإنسان دؤوبآ على التعرف على أسرار الكون والحياة . فأقام الجامعات ومراكز البحث العلمي ، وإستخدم كل ما إخترع وطور من تقنيات ، بلغت من الدقة مستويات تبعث على الدهشة . ومكنه كل ذلك من الحصول على كم هائل من المعلومات والحقائق العلمية . ووقف مذهولآ أمام نتائج أبحاثه ، ونحن نرى أنها تعلن مطابقتها التامة وفي معظمها ، لتلك الحقائق والإشارات والرموز التي أوردها القرآن الكريم قبل أربعة عشر قرنآ .

[ سنريهم آياتنا في الافاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق ] فصلت – 53
و " سنريهم " .. تفيد المستقبل والإستمرارية ..
وعلماء الإنسانية هم الباحثون عن الله والمقتفين والمتلمسين آثاره ، بالمنطق و " بإكتشاف " قوانين الطبيعة التي لابد لها من واضع وصانع وموجد وخالق . حيث للكون تاريخ وحكاية يحاولون علماء كثيرون روايتها إستدلالآ وبحثآ . معتمدين على قواعد هي :
1- القوانين الطبيعية المكتشفة بشكل دائم . " الإستمرارية " .
2- قوانين " النسبية " . وهذا يعني وجود قوانين أخرى " كلية " .
3- قوانين وقواعد المنطق .
4- مبادئ " ميول الطبيعة " . وهما ميلان رافقا الطبيعة منذ نشوئها : الميل إلى الإتحاد ، والميل إلى الإستقلال. وهذا صراع وتناقض جدلي ، ضمن " الكلي " .

يقول الحلاج : ( فلنبدأ بتحطيم المعابد القديمة في أنفسنا ) .. فعندما نتحرر من الأحكام المسبقة ، تاريخ نشوء الكون ، تاريخ نشوء الحياة على الأرض ، تاريخ نشوء الأرض ذاتها ونشوء غلافها الجوي ، والشروط الكونية لكل ذلك . نجد أنفسنا أمام أفق واسع ومختلف تمامآ ، ويقف على النقيض مما كنا " نظنه " حتى الآن .
فمن خلال وجود الحياة ، وجدت الأدمغة ، ثم وجد " الوعي البشري " . والذي لم يكن ممكنآ .. إلا لأنه يوجد دائمآ في هذا الكون ومنذ اللحظة الأولى لنشوئه : عقل كلي وخيال وسعي نحن الهدف . فالعقل موجود " قبل وجود الأدمغة " التي تجعل " الوعي " ممكنآ ، بزمن طويل .
من هنا .. سأنطلق ، وأنتهي .. من البداية / الإنفجار العظيم : بدء الخلق . وجميع ما بين البداية والنهاية ، سيكون ضمن صورتيهما .
في دراسة للدكتور / علي حسين عبد الله / أستاذ وباحث جامعي في الكويت ، يقدم عرض علمي حول هذا الموضوع ، بعنوان : ( صدى الإنفجار العظيم : أقدم حفرية في الكون ) ، يقول :
( في عام 1989 أرسلت وكالة ناسا قمرآ إلى الفضاء الخارجي بإسم / كوبي / لدراسة موجات خاصة لها علاقة بخلق الكون . فما هي هذه الموجات ؟ . إنها إشعاع يملأ الكون كله في الليل والنهار وفي "جميع الإتجاهات " . وهذا الإشعاع يفسر على أنه الإشعاع الباقي من الإنفجار العظيم عند بدء خلق الكون . لذلك يقال عنه ، أنه أقدم حفرية في الكون . ولا يمكن رؤيتها بالعين المجردة لأنها تقع ضمن موجات الميكروويف ، وهي : أول وأبعد وأقدم أشعة يمكن لأي تلسكوب إلتقاطها ، ومن المستحيل أن نرى قبلها أي شيئ . والسبب ان الكون ماقبل هذه الأشعة كان " قاتمآ " . إن الإنسان في القرن العشرين إستطاع من إلتقاط " صورة للكون عندما كان الكون وليدآ " . وتمددت موجات الأشعة مع تمدد الكون ، وبالتالي زاد طول موجتها عما كانت عليه ، ولذلك فهي تقع في نطاق الميكروويف .
وأرسل القمر الصناعي / كوبي / مع أجهزته الحساسة ، صورآ للكون منذ بداياته الأولى " تقريبآ " ، أي عندما كان
" الكون جنينآ صغيرآ " بعمر 300 ألف سنة . وهو رقم لايذكر بالنسبة لعمر الكون الذي قدر : 7 , 13 مليار سنة .
وأرسل القمر / كوبي / تأكيد على وجود إختلاف في درجات حرارة الكون عند بدايات خلقه ، بدقة قياس تصل إلى
1 / 100000 . أي : إن تمدد الكون هو الذي أدى إلى إختلاف في توزيع المادة في الكون ، وهذا يعني أن البذور الأولية للمادة في الكون ، سببها إختلاف في حرارة الكون . ) .

في عام 2001 أرسلت ناسا قمرآ صناعيآ بمجسات حساسة جدآ بإسم / دبليو ماب / ، وكانت أهم النتائج المحصول عليها :
1- الحصول على صورة للكون ،بقياس الإختلاف في درجات الحرارة في السماء ، سميت ( الخريطة الخضراء ) . وتمثل هذه الخريطة ، صورة الكون في مراحله الأولية عند ولادته . " عندما كان طفلآ " .
2- حدد العلماء صدور الخلفية الإشعاعية بعد الإنفجار العظيم ، ب : 380 ألف سنة .
3- تم تحديد عمر الكون ، ب : 7, 13 مليار سنة ، بنسبة خطأ : 1% .
4- بعد مرور 200 مليون سنة على الإنفجار العظيم ، ولدت أول النجوم .
5- الكون يحتوي على : 4% من المادة التي نعرفها – 23 % من المادة المظلمة ، لانعرف عنها الكثير -
73 % " طاقة " مظلمة لايعرف عنها الكثير .
6- إثبات وجود التمدد المفاجئ في بدء الخلق ، بما يسمى ( نظرية التضخم في الكون ) .
7- الكون في حالة تمدد . – وإختلفوا إن كان سيستمر هذا التمدد إلى الأبد ، أم سيتوقف . " ثم أتت دراسات علمية ورياضية لاحقة ، تنفي الإستمرارية في التمدد إلى الأبد .
على أن من أهم ما وصل إليه العلماء أيضأ : التأكيد التام على ( أفكار آينشتاين ) ، بأن [ المادة في الواقع ، ليست سوى حالة معينة للطاقة ) . وبقي السؤال حول المادة والطاقة : أيهما مولد للآخر ، أم أنهما تولدا معآ ؟؟
وعندما حاول / آينشتاين / أن يعرف شيئآ عن ( الحالة غير القابلة للتصور ) ، والتي يمكن أن يكون فيها الكون المتناهي " محدودآ " ، حصل على الجواب : بأن ( الفضاء الكوني محدب ) . وهو لذلك لايحتاج إلى حدود . فالكون الثلاثي الأبعاد ، وفي بعده التالي الأعلى " الرابع " ، ينغلق على ذاته دون أن تكون له حدود .
إننا هنا نتحرك في مسألة حدود الكون ، على الأطراف القصوى " لقدرة أدمغتنا " الناشئة في " شروط أرضية " على الإستيعاب . وعندما نحاول " تصور الكون المحدب " ، فإننا نصطدم مرة تلو المرة ، لابحدود الكون .. إنما
( بحدود أدمغتنا ذاتها ) .

إن نظرية الإنفجار العظيم " بيغ بانغ " وحسب ما أثبت / إيدفن هوبل / مدير مرصد قمة مونت ويلسون في كاليفورنيا : أن الكون يتمدد . وأن المجرات تبتعد عن بعضها البعض بسبب الإنفجار الحاصل قبل 7, 13 مليار عام. وكما الجسم المقذوف ، فإن المجرات المتباعدة ستصل سرعتها في زمن آت إلى ( سرعة الصفر ) . ثم تبدأ رحلة العودة إلى التجاذب بين المجرات . إن الحركة الإنفجارية للكون لن تستمر حتى الأزل . وبالتالي توصل العلماء إلى أنه ( يجب أن يكون للكون بداية ، ويجب أن يكون له نهاية ) . وان التوسع الحالي للكون ، آخذ في (الإنكباح ) وهذا ضمن كثير من المؤشرات التي تؤيد إمكانية تباطؤ التمدد كنتيجة للتجاذب المتبادل بين جميع الكتل التي يحتويها الكون . وفي الجديد ، قال العلماء أن الكون قد وصل إلى " منتصف العمر " تقريبآ .
عندما ( ينكبح التمدد ) ، سيأتي يوم خلال مليارات السنين ، لتصل فيه حركة الهروب ، إلى توقف . ثم ... تنقلب بعدئذ في "الإتجاه المعاكس " نحو الإنكماش والإنضغاط . = إنعكاس مكان شروق الشمس ، ليصبح من الغرب = .
وخلال عملية " الإنكماش " سوف تتزايد بإستمرار ، سرعة الكتل المندفعة تجاه بعضها البعض ، وأخيرآ سترتطم كل هذه المجرات التي لاحصر لعددها ، سترتطم مع بعضها البعض ، و " تنصهر " في أتون إصطدام هائل . عندها سيتحطم الكون بكامله بإنفجار هائل وسريع لامثيل له . إنهيار العمارة الكونية .

هنا .. سيقف ( عدد ) – أقول عدد ليبقى مفتوحآ لأنه بلا إحصاء – سيقف عددآ من العلماء والمشايخ المسلمين ، المؤثرين في " الفكر الديني الشعبي الجمعي " ليقولوا هذا " كفرآ " بواحآ ، وبموجب " المعلوم من الدين " سيخرجوننا عن ديننا .. وقد قالوا في رجمنا بحجتهم ، النص القرآني الكريم :
[ قل أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين وتجعلون له أندادآ ذلك رب العالمين . وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر فيها أقواتها في أربعة أيام سواء للسائلين . ثم استوى إلى السماء وهي دخان فقال لها وللأرض ائتيا طوعآ أو كرهآ قالتا أتينا طائعين ] فصلت : 9 – 11 .
يقولون : إنها ستة أيام " نصآ " ، فكيف تجعلونها مليارات الأعوام ؟ وبها تخالفون نص القرآن ، أي تكفرون بما ورد فيه .
وحول هذه السور الكريمة ، أود أن أستفسرهم وأتساءل :
1- هل الستة أيام – في التفسير والتأويل – هي " مجازية " ، أم " تحديدية " ؟ ولا زال فيها جدل بالفكر الديني.
2- أليس في هذه السور الكريمة ، مايدل على " المراحل / التدرج " في خلق الكون ؟ .
3- ألم يكن بإستطاعة الله – وهو كذلك – أن يقول ( كن فيكون ) بدون هذه المراحل الزمنية ، مهما كان تفسيرنا ومفهومنا " للزمن " و " الأيام " ؟
ثم .. ما المقصود .. [ ثم استوى إلى السماء وهي دخان .. ] ؟
أحد العلماء " الكفار " !! العالم الفلكي / جيمس جنيز / يقول : ( الراجح أن مادة الكون بدأت غازآ منتشرآ خلال الفضاء بإنتظام ، وان السدائم خلقت من تكاثف هذا الغاز ) .
والعرب .. من أكثر الناس فهمآ منذ القديم لمفهوم " الدخان " . أي : دون هباء أو بخار أو هواء . وهي إشارة رائعة ومدهشة من رب العزة ، إلى أن " مادة " السماء الأولية قبل خلقها ، كان لها من ( الصفات ) الهامة ، مايشبه الدخان العادي الذي يتصاعد من " النيران " . كانت ( مادة مظلمة بذاتها ) ، مفككة الأجزاء خفيفة ومنتشرة كما ينتشر السحاب ، ساخنة إلى حد كبير .
ثم .. وبذات الأمر عند ( النهاية ) . يقول تعالى : [ فأرتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين ] الدخان : 10 .
" فبالدخان " بدأ الكون ، و " بالدخان " سينتهي .
و " البعض " يرفضون عملية التوسع بالكون .. يقولون : أن الله خلق الكون فإستقر على ماهو عليه . ويدفعون بالآية الكريمة : [ والسماء بنيناها بأييد وإنّا لموسعون ] الذاريات : 47 .
بأييد : بقوة .
يرددوا فيقولون : أي : جعلنا السماء " سقفآ محفوظآ رفيعآ " . و [ إنّا لموسعون ] أي : لقد وسعنا أرجاءها ورفعناها بغير عمد حتى " إستقلت كما هي " . وبالتالي فقد حدد الله السماء وحدودها وأرجاءها ، ومن الكفر أن نقول أن السماء / الكون ، تتوسع حتى الآن . وهم في ذلك لايزالون متمسكين ببعض قديم من التفسير والتأويل الذي قاله أمثال : ابن عباس ، ومجاهد ، وقتادة ، والثوري ، رضي الله عنهم . ولن يقبلوا بمعظم الأحوال إرتباط التفسير والتأويل بإستمرارية الزمن ومعطياته المتطورة : عقلآ وعلمآ .
وفي نهاية الكون : التقلص والإندماج والإنضغاط ، حتى إنهيار عمارة الكون .. هنا سيثبتون علينا الكفر ورفــض
" المعلوم من الدين " ، بما أن القيامة وتحديد ساعتها في " الغيب " – وهي كذلك - ، مع أنهم يحاجّون بعلاماتها .. أي : يتكلمون عن علامات إقتراب القيامة من صغرى وكبرى . والعلماء يقولون ذلك ، ولم يحددوا و ( لن ) يستطيعوا ان يحددوا موعدها . فالموعد " الحصري " ، هو من المؤكد في علم الغيب .. أي أن العلماء يتكلمون عن فترات زمنية تقترب من بضعة آلاف من السنين وهي لاشيئ أمام مليارات السنوات لعمر الكون .
ومع ذلك .. يرفضون – البعض – علامات علمية متقاربة مع العلامات التي يذكرون : من اشراط الساعة : روى مسلم بسنده عن عبد الله بن عمرو ، قال : حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثآ لم أنسه بعد . سمعت رسول الله يقول : ( إن أول الايات خروجآ طلوع الشمس من مغربها وخروج الدابة على الناس ضحى ، وايهما كانت قبل صاحبتها فالأخرى على أثرها قريبآ ) . وروى مسلم أيضآ عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( بادروا بالأعمال ستة : طلوع الشمس من مغربها والدخان والدابة وخاصة احدكم وأمر العامة ) .
ويعلق الدكتور الفاضل / محمد سعيد رمضان البوطي / على ذلك : ( ليس هذا تقريرآ لبيان الوسيلة التي تخرج الشمس من مغربها ، فعلم ذلك عند الله . ولكنه تقريب لوسيلة الإيمان به ، وتذكير بان ذلك لايخرج عن كونه تغييرآ لبعض مادرج عليه الكون – بمشيئة الله – من نظام وترتيب ) .
ومع كل التقدير والتبجيل لعلم الدكتور البوطي ، إلا أن عدم " جزمه " بهذا وإعتباره من وسائل التقريب والخروج عن دارج الكون ، وهو في هذا كما آخرون أجلاء ، يردّون كل ( أمر غير معلوم في لحظة ما ) إلى ( الغيب ) وهو منوط بالله عز وجل ، مع أن " محددات " ماهو غيب واضح في قرآننا الكريم ، وعليهم " توضيحه وشرحه لنا". وكان أكثر جدارة وعظمة ، أن يحاول الدكتور البوطي وفي تناوله لمثل هذه القضايا والأمور ، الإضطلاع قليلآ والبحث في " العلوم الإنسانية والطبيعية " ، وعندها سيكون أكثر دقة وتوضيح وعلم وعطاء للمسلمين ، على طريق تجديد وتطوير الفكر الديني .
يقولون : قال الله تعالى : [ ونفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله ] .. [ إن هي إلا صيحة واحدة .. ] .. [ فإنما هي زجرة واحدة ] .. [ وما أمرنا إلا واحدة كلمح البصر ] .. [ وما أمر الساعة إلا كلمح البصر أو هو أقرب ] .. [ يسألونك عن الجبال فقل ينسفها ربي نسفآ ] .. صدق الله العظيم .
وبالتالي من يقول ويزعم غير هذا ، فهو كافر بكلام الله .
واقول : كل ماسبق من كلام الله ، هو ( الحق ) لامراءى فيه . وهو علمنا ذلك قبل أكثر من أربعة عشر قرنآ ، قبل أي من الأولين ، وأي من الآخرين . أي : القيامة / الساعة : لمح بصر أو هو أقرب . نسف الجبال ، بل نسف معمار الكون ، ليس كمثله شيئ .. لابراكين ، ولا زلازل ، ولا أيآ مما نعرف ، ولا أيآ من مشاهداتنا .
وهل ماذكر سابقآ من نظريات وإكتشافات علمية لبدء الكون ، أو لنهاية معمار الكون يتعارض ويناقض ذلك ، بل هو إثبات ( عقلي وعلمي ) على صدق الله تعالى – المنزه عن حاجة الإثبات – وعلى صحة إيماننا نحن المسلمين ؟ أم لأنه أتى من " علماء كفار " غير مسلمين ؟ .
فليعقلوا بآية الله العظيم : [ يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب ، كما بدأنا أول خلق نعيده ، وعدآ علينا إنّا كنا فاعلين ] الأنبياء : 104 .

( الله يتجلى في عصر العلم ) .. كتاب إشترك في تأليفه ثلاثون عالمآ من اشهر العلماء المتخصصين في أمريكا ، ترجمه إلى العربية الدكتور / الدمرداش سرحان / ، كتب كل واحد من هؤلاء العلماء فيه – في الكتاب – مقالآ يبين كيف إهتدى إلى وجود الله والإيمان به عن طريق علمه وإختصاصه .
ولا بد لي هنا من أن أشير إلى أن أكبر عالم فضاء في القرن العشرين ، البروفسور الألماني / فون براون / الذي وضع أول رجلين على القمر : نيل آرمسترونغ ، أودين الدرين – في مشروع أبولو ، قد صرح لوكالات الأنباء وأجهزة الإعلام بعد نجاح مشروعه الكبير ، ردآ على سؤالهم : هل تؤمن بالله ؟ . كان جوابه : ( كلما إزددت علمآ بحقائق الكون ، إزداد إيماني بوجود الخالق العظيم ) .
في ذلك الوقت .. وقت هبوط الإنسان على سطح القمر .. لازلتُ أتذكر وقد حفر ذلك ألمآ في نفسي وأنا شاب .. لازلت أتذكر بدايات التلفزيون الأبيض والأسود ، وعليه وفي الإذاعة والصحف والمساجد .. تصريحات ومقابلات وخطب " لبعض " رجالات دين ينكرون فيها ذلك الخبر – هبوط الإنسان على القمر – ويدّعون أن ذلك ماهو إلا إخراجآ مسرحيآ تم في الصحراء .. وبناءآ على " قناعاتهم الدينية " لايمكن أن يخرج الإنسان إلى السماء ، خارج مجالنا الجوي . فكيف إذا وصل إلى القمر وحط وداس عليه ؟ وصالوا وجالوا بتلاوة آيات من الذكر الحكيم ، يؤكدون بالإستناد إليها ، عدم إمكانية حدوث ذلك .. مع ماعنى ذلك وفي بؤرة الحدث الكوني آنذاك ، من نشر آرائهم ومعتقداتهم ، ضمن الفكر الديني الشعبي الجمعي .

واتساءل اليوم .. وفي الختام : ألا يحيط بنا كم كبير من معوقات تجديد الفكر الديني ؟؟ .

=====================
مراجع :
---------
* تاريخ النشوء هويمارفون ديتفورت .
* النسبية البيرت آينشتاين .
* العوالم الأخرى بول ديفيس .
* البحث عن الحياة في الكون مايكل ليمونيك .
* تأملات في الإعجاز القرآني عبد القادر إسماعيل حسين .
* الإعجاز العلمي القرآني محمد سامي محمد علي .
* تفسير القرآن العظيم ابن كثير .
* مباحث الإعجاز مصطفى مسلم .
* كبرى اليقينيات الكونية محمد سعيد رمضان البوطي .
* الإيمان والحياة يوسف القرضاوي .
-----------------------------
فائز البرازي : 30/6/2007