(1)
إعادة المعنى لمفهوم التربية
التربية والتعليم والتعلم والثقافة كلمات متداولة ولكننى أحتار فى فهم معانيها. هل هذه الكلمات هى مترادفات لنفس المعنى أم أن لها معانى مختلفة؟ من المتوقع ان تكون لها معانى مختلفة لأننا عندنا وزارة للتربية والتعليم ، ووزارة للتعليم العالى ووزارة للثقافة تقوم بوظائف التربية والتعليم والتثقيف. ولكن ماذا عن كلمة ومعنى التعلم وارتباطها بالتربية؟
فإذا قلنا ان التعليم والتعلم خاص بالمعرفة والمعلومات فى مجالاتها المختلفة وإذا لاحظنا المقررات والإمتحانات التى يأخذها الطلاب فى التعليم العام والعالى نجدها كلها تتركز حول تجميع المعارف والمعلومات ولا تعطى أهتماما بالمهارات الفكرية والعلمية واللغوية وغيرها، ولا تضع فى معاييرها للتقويم قياس ما تعلمة الطالب من اساسيات ومفاهيم كل علم. وكم كنت أحب ان ارى دراسات على الخريجين من أقسام عدة تجرى عليهم بعد عدة سنين من تخرجهم نعرف من خلالها كم تبقى فى عقل الطالب من معارف ومعلومات بعد تخرجه.
هذا عن التعليم والتعلم ولكن أين نجد التربية؟ وما معناها؟ التربية شىء محير فى النظام التعليمى السائد من عقود. هناك كليات للتربية وهناك مقررات لعلوم التربية ، كما ان هناك نظريات خاصة بالتربية والعلم والتعليم والتعلم . أيضا هناك مقررات خاصة بفلسفة التربية وفلسفة التعليم وفلسفات العلم. ولكن من ملاحظة ما يحدث فى غرف التدريس فى المدارس وقاعات المحاضرات فى الجامعة ، لا نجد فرقا جوهريا بين ما يجرى فى كليات التربية وبين ما يجرى فى غيرها من مدارس وكليات. بمعنى كلها مقررات ، كتب و محاضرات و دروس، يتلقاها الطالب ويذاكرها ويتذكرها للإمتحان وينسها بعد التخرج. إذن ما هى التربية؟ وما الداعى لها؟ وهل الوقت والمال الذى يصرف عليها له عائد إنسانى؟ أسئلة ملحه يجب أخذها فى الإعتبار عند كل من يفكر فى إصلاح أو تطوير نظم التعليم أو البحث عن معايير للجودة.