رابعاّ: التعليم العام ومفهوم التربية المأمول

تكلمنا عن الجزء المعرفى ووضعنا أهدافا للتعلم وهى تدور حول قدرات ومهارات عقلية لجمع وتصنيف ومعالجة المعلومات للوصول إلى معارف ، ولكننا لم نطرح بعد الأهداف السلوكية المطلوب تحقيقها تربوياّ ، وكيف تؤثر وسائل الأعلام و الثقافة السائدة والعادات والتقاليد على تغيير المعنىالأساسى و المعروف للتربية. لقد تحولت التربية إلى مقررات للدراسة حول معنى التربية وفلسفة التربية والنظريات التربوية وإنفصلت عن الحياة وإنعدم تاثيرها على تغيير الواقع السلوكى للطلاب والمدرسين والأساتذة. وأصبحت التربية مرتبطة بالحصول على معارف ومعلومات حول التربية وليس تحقيق أو تعديل سلوكاّ غير ملائم. وتعود الطلاب ان يدخلوا الإمتحان للنجاح فى مادة التربية ولا يهم المعنى الحياتى للتربية وحتى ان بعض مدرسى التربية يناقضون كل ما يعلموه للطلاب عن التربية من خلال تعاملهم الفعلى فى الفصل مع الطلاب وهم يدرسون مادة التربية.

هل التربية هى مقررات دراسية للدراسة وإجتياز الإمتحان للحصول على شهادة؟ أم ان التربية شىء أخر، هل هى مثلا أداة لتغيير السلوك فى المواقف الكثيرة فى الحياة بحيث يتصرف الطالب ويسلك مثل ما تقولة النظريات والفلسفات التربوية؟ وهل يمكن ان نعيد للتربية وضعها الصحيح؟ وكيف؟ وكم يتكلف هذا من مال ومجهود؟ وما هو الوقت التى يمكن هيه للتربية ان تعطى ثمارها؟ وهل هناك من يصبر على إعداد وتنفيذ المشروع التربوى المأمول؟ البحث عن معنى للتربية وكيف نحقق هذا المعنى عمليا فى المدرسة أاو الجامعة هى محور أساسى سوف نتعرض له بإختصار فى هذا الجزء من رؤيتنا المستقبلية للتعليم.