الأمة بحاجة لجيل طليعي (عبادا لنا)! (2)
ذلك الجيل الطليعي فكرا وممارسة في سنوات قليلة أصاب العدو بحالة من الرعب لم يعرفها ممن قبل، ولم يستطيع قادته على جميع المستويات إخفاءها لخطورة التغيير الذي أحدثته في الواقع الفلسطيني على مستقبل وجوده، ومن تصريحاتهم تدرك نوعية التغيير في الفكر والممارسة الذي ميزه عن كل من سبقهم! ونذكر هنا ببعض تصريحاتهم:
فقد أعلن وزير حرب العدو الصهيوني (إسحاق رابين) في حديث بثته إذاعة العدو الصهيوني: "إن ما يثير القلق بالفعل هو تعاظم قوة التيارات الدينية الشوفينية في (يهودا والسامرا –الضفة وغزة-) وإننا نخشى أن يتحول الأمر إلى صراع ديني". أما (مناحيم بيجن) فقد كان أكثر صراحة عندما قال: أن "المشاعر الإسلامية المتنامية هي الخطر الأكبر الذي يتهدد (إسرائيل) الآن".
أما الوكالة الفرنسية للأنباء أذاعت في 29/10/1987 تقريراً عن المقاومة داخل الأراضي المحتلة قالت : (يعد الاتجاه الأصولي فكرة جديدة في فلسطين لكنها خلال سنوات معدودة حققت من التقدم ما جعل بعضهم يتحمس لها وبعضهم الآخر يشعر بقلق بالغ اتجاهها "وأضافت" إن هذا الاتجاه المتمثل في سرايا الج8اد وغيرهم يعطي أبعاداً جديدة للمقاوmة ضد إسرائيل، فهياكله لم تعد تلك المتوارثة من أيام حروب التحرير في الخمسينات والستينات وإنما تضرب جذورها في عمق الضمير الإسلامي، ثم إن الأصولية الإسلامية حلت محل البيروقراطية. بفضل المثل الشخصي والتضحية بالذات فضلاً عن حرص الأصوليين على النضال وسط الأهالي والموت إلى جوارهم. مما يميزهم عن غيرهم ممن يقاتلون في الخارج بعيداً عن المسرح الحقيقي للنضال).
كما أضافت: أن الاستراتيجيين (الإسرائيليين) يخشون من امتزاج الوطنية بالتطرف الديني وأن هذا المنطق يجعل الج8اد الإسلامي أكثر خطراً من أي مقاوmة واجهتها (إسرائيل) في الماضي، خصوصا تلك الرغبة المثيرة التي تتملك أولئك الشبان بالاندفاع إلى الموت دفاعاً عن القضية".
أما وكالة رويترز فقد بثت تقريراً مماثلاً في 29/10/1987 قالت فيه: "أن الحمية الإسلامية بين صفوف الإسلاميين أصابت مسئولي الأمن (الإسرائيليين) بالذعر، ونقلت عن قائد جيش الاحتلال في الصفة الغربية، الجنرال (عمران متيزيا) قوله: "إنها ظاهرة تنذر بالخطر فاليقظة الدينية تشكل تهديداً يؤرقنا".
الأمة الآن بحاجة إلى جيل مقاوm ينتمي لدينه وأمته ومصلحتها لا إلى حزبه ومصالحه