المعارضة ليس معناها إلا تصحيح المواقف , فمن نقدك فقد أعانك , فأنت تتناول عروض تخصص للشعر والبحور الشعرية , فلا تنتقل من العروض إلى موسيقا الألحان , فهذا باب أوسع من العروض , ولكل منهما قواعده , فالموضوع بين السمع والبصر أو تحليل النغم أو إيضاح مخارج الحروف أو ما شابه ذلك ليس من العروض في شيْ .
وهذا هو الذي أعارضك به , وأما إعجاز القرآن لا دخل للعروض به أيضاً , وأما الأرقام فهي مخصصة لكل أبواب العلوم وليس للعروض وحساب النغمات , وأنت صدقت عند حد قولك :
((ورأيي معرض للخطأ ولا قدسية فيه .)) ومن هنا نحن نريد أن نكشف هذا الخطأ , وكشفنا جزء منه , لكي تفكر بالأجدي للقارئ,
((كما أنه لا قدسية لعبارة (( نشوش وششونا )) وإن كان فيها جمال إيقاعي ,))
وهذا الجمال يا أستاذ خشان , الذي تراه في كلمة نشوش , ليس له مقياس رياضي, فالذي تراه جميلاً بإذنك قد يشوش أذني , فالجمال وكل الجمال يبقى نسبي , لا حكم عليه بمقياس ثابت .
(فلا يعني أن الآيات القرآنية تخلو من ذلك الجمال ),
لا نستطيع أن نحكم غير الحكم بجمال الآيات جملة وتفصيلا, لأنها من عند خالقنا , ولكن وصفك لهذه الآيات بالإيقاع , فأنا أقول لك , بإن معنى الإيقاع لدى الموسيقيين هو غيره في نظر الأدباء , فالأدباء كل شيء عندهم به إيقاع , للحرف إيقاع , وللنجوم إيقاع ,وللهواء إيقاع , وللرسم إيقاع , وهي تصورات خاصة لكل أديب , أما الأيقاع الشعري الموسيقي فهو يختلف عن إيقاع الأدباء , لأن الإيقاع الشعري الموسيقي يدخل به حساب الزمن بشكل دقيق .
وأما قولك: ( عبارتان أولاهما ( الله أكبر ) وثانيهما ( الكذب أغبر ) فأيهما ترين أجمل لتمثيله؟ ... وهنا بحث جمالي لا أكثر )
لا أستطيع أن أفيدك بكل صدق أيهما أجمل إيقاعاً , ولا أيهما أكثر جمالاً , لأنك وضعت كلمة ( الله اكبر ) كمصيدة لنا , لنقول هي الأجمل , علماً أن الحروف هي الحروف , ودائماً كلام الله هو الأجمل , ولكن يا أستاذ خشان , هل العروض الرقمي من خصائصه أن يترك الشعر وتقطيعه ليذهب إلى جمال الحروف , والجمال كما قلت لك هو شيء نسبي ,
ثم تعال معي , كيف صنعت من كلمة ( الله أكبر ) كل هذا الإبداع بالحروف والأرقام والزوايا والهندسة ؟, ألم تعترف بأنه خداع بصري , وليس للرسم أي قيمة علمية . لماذا ؟ تعال معي :
إن اختيارك لكلمة ( الله أكبر ) هي لجلب عواطف الناس بالألوهية وعظمتها , ليقولوا ( سبحان الله ) وهذا جيد إن كانت الحقيقة كما نريدها نحن )
إنك قمت بتكرير كلمة ( الله أكبر أربع مرات , أليس كذلك ؟
تعال معي لنكرر كلمة وأي كلمة ’ أربع مرات على وزن الله الكبر , أو أي كلمة أخرى ) فهل نحصل على الرسم البياني والنجمة نفسها أم لا .
إذاً ما فائدة نجمة ( الله أكبر) إن كانت كلمات أخرى حسنة اللفظ أو سيئة اللفظ سترسم النجمة نفسها مثل ( الشاة أكبر ) ( اللام أكبر ) الجاه أكبر ) الحاء أصغر ) فكل هذه الكلمات تعطينا الأرقام نفسها , وإذا تكررت فتعطينا النجمة نفسها , فما فائدة تعبك بهذه الرسوم ؟, هل لتصل إلى معجزات القرآن ) ليتك تصل إليها .
تحياتي