أخي سامي :
كم أسعدتني مشاركتك حول الاستعلام عن سبب استخدام اسم الإشارة ذاك على أنها تشير للبعد والله سبحانه وتعالى قريب بل أقرب لنا من حبل الوريد. وكان يمكن استعمال الضمير وهو بدلها...هكذا فهمت السؤال.
استعمال اسم الإشارة هنا ليس للبعد فلم تستعمل معها لام البعد (ذلك) لدلالة البعد واستعمالها هنا للتعظيم والدلالة عليه سبحانه وتعالى وإظهار حقيقة كماله وأنه مهما كان قريباً منك بلطفه ورحمته فإنه واسع بها بعيد عن أن تلم أو تحيط بهذا الكمال . وهذا استعمال قرآني واضح في بداية سورة البقرة :
ذلك الكتاب لاريب فيه *
فاستعمال اسم الإشارة هنا مع لام البعد أبلغ دلالة على التعظيم، أي رغم أن الكتاب قريب منك ، بل بين يديك فإنه بعيد عن أن تلم به أو تحيط بمعانيه.. وهذا من باب تعظيم الكتاب .
ولو كان الوزن يسمح لي باستعمال لام البعد ذلك لكان المعنى أبلغ وأكثر مقاربة للاستعمال القرآني.
أرجو أن يكون الهدف من المعنى أصبح واضحاً.