تفاح الجولان...بقلم آرا سوفاليان
في العام الماضي تم اغلاق المعبر الذي يفصل الجولان عن الوطن الأم سوريا وتضرر فلاحوا الجولان ضرراً كبيراً، فلقد يبست الثمار على الأغصان، وصار بيع الثمار وأهمها التفاح غير مجدي لأنه لا يغطي نصف تكاليف انتاجه، وبالتالي فإن تركه على الاغصان أجدى وأولى.
ولأن الفلاح الاسرائيلي محمي، ويتمتع بالافضلية في بيع انتاجه وتبنيه، فلقد باع الفلاح الاسرائيلي كل انتاجه للسوق المحلية أولاً وللسوق العالمية ثانياً وجنى الارباح الطائلة، وتكبد الفلاح السوري في الجولان المشقة والاعباء والتكاليف والخسائر، وأضطر لترك ثماره على أغصانها، وهذا الظلم تعوّد عليه الفلاح السوري في الجولان، فهو يعرف أنه سيحرم من كل التسهيلات، وسيحرم من مياهه، مياه الجولان، تلك المياه التي تسرق ليتم وضعها في خدمة اسرائيل وشعب اسرائيل والفلاح الاسرائيلي وكل ما يمت بصلة أو يصب في خدمة شعب الله المختار، لأننا نحن وإن كنا أصحاب الأرض وأصحاب الشجر وأصحاب الجهد والعناء، لا ننتمي لشعب الله المختار، فلقد اختار الله جل جلاله أن يكون شعبه المختار شعب آخر غيرنا، والمشكلة أن العالم كله ينضوي تحت هذه القناعة الفارغة والناس على دين ملوكها.
تم اليوم وبموافقة سوريا فتح المعبر لمدة ثلاثة أشهر وهي المدة الكافية لنقل 18 ألف طن من مادة التفاح الى الاسواق السورية، رغم الجراح ورغم الوضع الاقتصادي الذي نحن فيه.
نحن نعاني الأمرين ومع ذلك نفكر في أهلنا في الجولان ونهرع لمساعدتهم...ليس في الدنيا كلها شعب مختار غير الشعب في سوريا الحبيبة، لأننا وفي الشقاء الذي نحن فيه، نفكر كالأم التي تهتم بكل أولادها...تفكر بالمريض حتى يشفى...وبالمسافر حتى يعود...وبالحزين حتى يسعد...وبالفقير حتى يتجاوز فقره...وبالسجين حتى ينال حريته...وكل أهل الجولان في السجن ولكن سجن كبير ومن نوع خاص وبدرجة تفضيلية لا يحسدون عليها وهي في آخر سلالم التفضيل في العالم لأنهم في مواجهة محتل شرس لم تعرف الانسانية مثيلاً له في الوحشية والغطرسة.
آرا سوفاليان
كاتب انساني وباحث في الشأن الأرمني
دمشق 05 03 2013
arasouvalian@gmail.com