لقاء الفرسان مع الاديب والناقد /سالم وريوش الحميد

[سارة الحكيم]

بسم الله الرحمن الرحيم.
السلام عليكم :
مشكور أستاذنا سالم وريوش الحميد على غنى جوابك حول أدب الأطفال ، و اسمح لي أن أبدي رأيي في هذا الموضوع بشكل عام ؛ أما تعريفك لأدب الأطفال و مراحل التأثير فيهم بات معروفا في هذا العصر أو اسمح لي أن أقول بأنه قديم بطريقة ما لأن جيلنا بات مطلع على جميع المعلومات بمختلف مجالاتها ، و أما بالنسبة لسبب تدهور رواج المجلات و الكتب بين الأطفال فاسمح لي يا أستاذنا أن الأسباب التي طرحتها أيضا باتت قديمة و السبب الرئيسي في هذا العصر هو من نوع أخر ، إن المجلات ما زالت تلقى رواجا في كل انحاء العالم بين الأطفال و حتى بين الشباب بمختلف اعمارهم و لكن ليس في عالمنا العربي ، و أنا أقول هذا من خبرة لأنني كنت ممن له اهتمام كبير بالمجلات و الكتب و كنت اتابعها بفراغ الصبر ، و لكن بعد فترة قد توقفت عن هذا ،و ممن هو مثلي في هذا الموقف الكثير الكثير ، و السبب هو بأن المجلات و انتم الجيل الكبير لم تعودوا ترتقوا معنا بالأفكار و الرؤية و لكن تستمرون بالتكلم بالمستوى نفسه و تنسون أننا نتابعكن و غدونا بمتسوى أعلى و نشعر أحيانا مثل لو كنا في الصف التحضيري أو ما قبل الصف الأول ، و حتى أنكم تقصرون في سماعنا و تشجيعنا ما يخالجنا من طموح و أحلام و تفيدونا من خبراتكم و أمي خير شاهد على هذا حيث أني حاولت أن أصل إلى مكتب المجلة التي طالما أحببتها و أمي لم تمنعني من رغبتي في ذلك و قد وصلت حقا و كنت قد طلبت منهم نصيحة لما لدي من طموح و سألتهم لو يقبلونني معهم في فريق عملهم ، و لكن كالعادة يتكلمون و لا يعطوا أي إجابة للسؤال الذي طرح و عدت متحيرة لردة فعلهم الغريبة ، ما زلتم تلومون الأطفال عن عدم رغبتهم في اقتناء الكتب و الكبار مما فيهم المعلمين و مديري المدارس و المعاهد و حتى الأقارب، في هذا الحال من البرود و الخمول و البخل في جوابهم و عطاءهم و تشجيعهم لنا؟ نعم ما زلتم تلومون الغرب و انتم تتخيلون أنكم قد قدمتم دوركم على أحسن وجه ، و لكنكم تغنون على ليلاكم و لستم معنا في أي شيء.

و بالنسبة للألعاب و الأفلام فأعتذر عن قول هذا و لكن أقول الصراحة أنكم لا تفتؤون تتهمون الغرب و ما يخططون لنا من شر منذ قرون ، أؤقف الغرب حياتهم كلها و يقضونها مهمومين بطريقة يضروننا بها؟ أنحن صحابة أم ملائكة فيحسدوننا على ذلك فيتربصون بنا المصائب؟ هذا كلام لا يتقبله عاقل و لا مجنون ، أنتم الكبار لم لا تتوقفون عن رفع أصابع الاتهام و تتوقفون في كلام ليس منه فائدة أو تفسير منطقي؟ لم لا تبادرون في دعم الشباب الذين لهم المعارف في صناعة الألعاب و تأليف القصص و الأفلام و توجهوهم حسب قيمنا فنصنع بأنفسنا بديلا بدلا من لعن الظلام طول القرون الماضية؟ إذا لا تستطيعون فعل أي من هذا فتنحوا جانبا و ذرونا نحن جيل الشباب نصنع الحضارة ، تحسبوننا متأثرين مما يعرضه الغرب و كأننا ليس لنا عقول نفكر بها؟ في هذا العصر حتى الأطفال يعون ماذا يشاهدون ، الجيل الأن كان يجعل من الكبار قدوة و ينبهرون بهم ، و بسبب وماقفكم السلبية على الدوام تركنا الاقتفاء بكم و سنشق الطريق للصواب ، أرجو ألا تجد هذا الموضوع موجها فقط لك بل هو رسالة لكل المثقفين الكبار الذين تركوا دورهم المشجع و الموجه و يهدرون قواهم الثقافية في اللوم و لعن و كره و...الخ.

اسمح لي يا أستاذنا أن أذكر ملاحظة على بنية الموضوع الذي كتبته بغض النظر عن المحتوى ، السؤال كان عن رأيك في أدب الأطفال ، كلمة " رأي" يندرج تحتها مصطلحات تعبر عن أرائك و تطلعاتك الشخصية ، و لكنك كتبت معلومات علمية و أمور من الواقع ، و لما بدأت بطرح رأيك في أمر ما ، لم تكمل الفكرة كما في المقطع "العيب في اعتقادي ليس في دور النشر أو المؤسسات الثقافية وإن كانت تتحمل بعض من القصور العيب في العائلة والمدرسة ، لأن تنمية المشاعر والإحساس بالمادة الأدبية يكاد يكون معدوما"
و كذلك في المقطع الأخير بدأت تذكر مضار الأفلام و لكنك انتهيت به بأرباح هذه الأفلام و ذكرت أن العرب لم يحصلوا شيئا من هذه الأرباح ، أولا الفكرة الرئيسية للمقطع هو ضرر الأفلام ، و عرضت أفكارا ليست لها علاقة بهذه الفكرة . و اسمح لي بتعليق... أهذا ما يهمك من كل هذا الكلام بأنك أو غيرنا من العرب لم يحصدوا أرباحا؟ هكذا بات اهتمامكم في كنز المال و الجاه؟؟؟

تقبلوا مروري.

[wgxblack]

اهلا بك استاذ سالم لايمكن للمعلومات ان تذهب ادراج الريح هكذا بكل سهولة فهي غالية دائما على صاحبها..غن عرفت خبيرا فسوف يخرجها لك..ولو كنت قريبا منا لخدمناك..
طمنا ولك التحية والمحبة
وائل

[سالم وريوش الحميد]

العلاقات الشخصية من وراء الأدب.

أستاذة ريما

[سالم وريوش الحميد]

و الهدف الحقيقي للكتابة الأدبية.

الحقيقة أن السلوك البشري يخضع لتأثيرات سيكولوجية و بايولوجية و وراثية وبيئية وتأثيرات أخرى مكتسبة تكون بمجموعها الشكل الذي تتقولب عليه شخصية الفرد وتحدد شكل أفعاله ، فالفرد مهما كان منعزلا عن بيئته لا يمكن أن يحدد سلوكه تأثيرا واحدا دون آخر ، ومنها الإبداع وفي كافة الميادين ، الإبداع قبل أن يكون محاولة للإشهار والكسب المادي ، هو محاولة لإرضاء الذات والوصول إلى مبد أ اللذة والمتعة ، وهي طاقات كبيرة مشحونة داخل النفس البشرية إن لم تأخذ طريقها ومسارها بالشكل الصحيح يمكن أن تكون نتائجها عكسية ، الفرق بين الإبداع والجنون هو قدرة المبدع على السيطرة على أعنة خياله ،

والإنسان بطبيعته ميال للعظمة والشهرة والظهور بشكل يميزه عن الجميع وهذا ما يجعله يبحث عما يوصله لهذه الغاية عن طريق إظهار ما يمتلكه من خصائص فردية ، وتشكل بذلك شخصيته ظاهرة عامة معروفة ،
ومن أسبابها أن يكون هناك النموذج أوالرمز أو المثال الذي يقتدى به هو الدافع وراء الكتابة الميل للتقليد ،
أومحاولة الاستفادة من المعارف المكتسبة ، وعكس التأثيرات البيئية والاجتماعية بكل جوانبها الاقتصادية والسياسية والنفسية والتجارب الشخصية والمنقولة في الكتابة
محاولة التنفيس عن الأحباط الذي يصيب الفرد أو التعبير عن حالة الحزن أو الفرح ،كلها دوافع تجعل من الكتابة رغبة لآرضاء النزعات الداخلية
و قد يقودنا ذلك إلى محاولة التمييز بين العقل المبدع والسلوك الإبداعي ،
فالكثير من السلوكيات الإبداعية لا تملك عقلا مبدعا ولكنها تسير بطريق الإبداع ، العقل المبدع هو الذي يمتلك موهبة ربانية تكون ضمن التركيب الجيني للفرد أي أنها صفات وراثية ، مثلها مثل موهبة الغناء والذكاء الغير طبيعي إن لم تصقل بالمعرفة لا يمكن استغلالها بالشكل الأمثل
و هناك تأثيرات بايلوجية في تركيبة الدماغ هي التي تحدد طبيعة الإبداع حيث يصادف أن تكون الطبيعة الفسلجية للدماغ لها تأثير على مستوى العطاء ، لقد ثبت أن دماغ العالم أنشتاين لا يمتلك التجويف الدماغي وهو بذا تزيد مساحة سطح دماغه عن البشر العادي حوالي 15%
وحتى لا أخرج عن الموضوع أردت أن اقرب الدوافع الرئيسية للكتابة فهي مجموعة عوامل مشتركة يكون تأثيرها متفاوتا على قيمة العطاء
1. دوافع غريزية لأرضاء الذات
2. طاقات كامنة وشحنات فائضة تتخذ مسارات عدة ويعتبر الأدب هو أحد هذه المسارات
3. محاولة للتمييز عن الآخرين أو التشبه بالعظماء والذين يشكلون لنا نماذج إقتداء وهي سجايا كامنة في داخل النفس البشرية
4. سلوك تعويضي بديل لما يفقده الإنسان في حالة الفشل في مجالات أخر
5.وجود العقل المبدع الذي يجب أن تتوفر له أدوات وسلوكيات الإبداع والكتابة هي واحدة من هذه الأدوات

[سالم وريوش الحميد]

أديب مشرف من غيرممارسة حقيقية للإشراف

أعتقد إني أنا المقصود بهذا السؤال حقيقة أستاذة ريمة أشعر بتقصير كبير تجاه هذا الموضوع لأنني لا املك الوقت وإني مرتبط بعدة نشاطات أدبية واجتماعية و في غمرة هذه الفوضى أجد

نفسي قد لا أحقق شيئا يذكر ، فحين أتوجه إلى عمل معين أجد نفسي أبحث عن العمل الأخر ثم أنتقل إلى عمل ثالث والمحصلة النهائية إني لم أحقق شيئا غير الدوران في دوامة مفرغة و حتى في القراءة أجد نفسي تواقا لقراءة كتاب معين ثم أعدل لقراءة كتاب ثان و أتجه لقراءة كتاب آخر وحتى أستقر على كتاب أكون قد ضيعت الكثير من الوقت في مثل هذا التردد
وقبل أن
أ وجه نصحي لأحد
أنصح نفسي هو أن لا يشتت الأديب نفسه في عدة أعمال

و أن يعرف أين يضع قدمه ويحدد مسارها ،
وحتى أحقق رضاك عني سأتفرغ يومين في الأسبوع لكي أمارس دوري

[سالم وريوش الحميد]

المادة الأدبية عبر المواقع العربية

ربما سائل يسأل ما المقصود بالمادة الأدبية
وكتعريف بسيط هو كل نتاج فكري ودراسة تعنى بالمواضيع الأدبية وتنقسم لقسمين


1. المادة الأدبية تشمل الأدب كموضوع مستقل بكافة أجناسه

2.والدراسات والبحوث الأدبية ومن ضمنها النقد

والنتاج الأدبي ، والأدب هو أي نتاج حاصل من فعاليات فسيولوجية وهو كالكلام يأتي بانسيابية اذا ما أطلق العنان للتفكير وتختلف هذه القابلية من شخص لآخر والفرق بين الكلام العادي والأدبي أنه يستخدم الأسلوب الوصفي والجمالي وبلاغة الجملة وفصاحة الكلام وخلو النص من التنافر أللفضي في حين أن الدراسة الأدبية تأتي بعد الأدب إذ يتم تحويل المادة الأدبية إلى مصطلحات ومفاهيم فكرية أي تحويل العمل الأدبي إلى عمل معرفي ]أكثر الدراسات الأدبية عبر المواقع الأدبية معادة أو منقولة وهي لاتعتمد على نتاج من جهد الأديب نفسه أما الأدب سواء أكان شعرا أو قصة قصيرة أو خاطرة فليست بمستوى واحد بين جيد جدا وبين متوسط وركيك ولكن والحق يقال هناك أسماء كثيرة كان لها حضورا متميزا وقد استطاع أصحابها أن يؤسسوا أسلوبا قصصيا متميزا ومن الأسماء التي أراها تشكل قدرات إبداعية خلاقة أ راتب عبدالله نفاخ والأستاذ ياسر ميمو أ محمد محروس السيد و الأستاذ الكبير نزار ب الزين والأستاذ علي جاسم وهناك دراسات أدبية متميزة للأستاذة ريمة الخاني

قلة القراء.
الإنسان بطبيعته ميال للبحث عما يثير غرائزه ويرضي حاجاته النفسية والجسدية لذا فأن القراءة , واحدة من تلك الحاجات التي يجب إشباعها
إختلاف الذوق العام وتغير الاهتمام بالمادة الأدبية لوجود البدائل وانعدام الفراغ أصبحت القراءة أقل من السابق بكثير وكذلك عدم وجود ، وأن الاهتمام بالجنس الأدبي يتغير من جيل لآخر فقد كنا سابقا نقرأ الأم لمكسيم غوركي أو البؤساء أو الجريمة والعقاب ونحن في غاية الشوق لإكمالها ،
توفيق الحكيم كان يقرأ مامعدله 100 صفحة يوميا أي عليه أن يقرأ ما معدله 3000 صفحة في الشهر ، وهو برنامج درب نفسه عليه و تعوده ،
وتبعا لحركة المجتمع الرواية أصبحت قصة طويلة ثم تحولت إلى قصة وقصة قصيرة وق ق ج ، ُومضة أو قصة في سطر كل هذه المسميات لم تأت اعتباطا بل جاءت بعد أن أخذ قراء الرواية بالتقهقر وأن الرواية الكلاسيكية على سبيل المثال قد أعطت كل ما أرادت إن تقوله على مدار أربعة قرون ، لذا فلم تعد تستهوي القراء تلك القراءات حتى نزع الكتاب إلى أسلوب جديد في الكتابة وهو تناول الصراع النفسي او الباراسيكولوجي والسياسي والطبقي لتحوز الراوية على متذوقين جدد ومن ثم نحى الأدب نحو السريالية , ولعل تغير الأجناس الأدبية جزء من هذه الدنيامية لحركة المجتمع

---

[ريمه الخاني]

العلاقات الشخصية من وراء الأدب.

أستاذة ريما
المحتوى المخفي لايقتبس

حقيقة انت اجبت عن شق واحد فرعته لشقين وهو تنمية وخلق المواهب وكلاهما للبناء والإبداع بينما نجد انم عالمنا الجديد التقني قد كرس علاقات مشوهة وكما ذكرت آوفا قد لاتكون للبناء بقدر ماتهدم..
ففي كل مجال وليس الادب لنفرض, نجد ان بروز بعض العناصر من خلال العلاقات الادبية تكرس مواهب تستحق ولاتستحق , ولكن بالمقابل قد تكون تلك العلاقات عامل هدم ومن هنا نقف قليلا: فمثلا أحدهم او إحداهن كان لها دور في إبراز بعض المواهب...لكن بعض انانية وأثرة شخصية وأغراض ماانزل الله بها من سلطان , قد تهدم ما بني سابقا مثلا لعدم استجابة أحد الطرفين لأغراض شخصية تنافي المنطق الأخلاقي السليم...ومن هنا نجد المحسوبية رداء لمعظم ما نرى ونسمع إعلاميا والنزاهة ربما باتت قليلة مقارنة بما خفي عن الجمهور العارف بخفايا الامور, ولو وسعنا النظر أكثر..لرأينا ان هذا يستجيب مع التيار الإعلامي العالمي الذي لا يرفع عموما وليس تعميما إلا من يقدم فروض الولاء لجهات مشوبهة لا مجال لذكرها الآن.
كل التقدير والعرفان.

[سالم وريوش الحميد]

^{يتبع قلة القراء}
ومن أهم أسباب تراجع القراءة
1.عدم التشجيع الحكومي لظاهرة القراءة من خلال إيجاد مكتبات عامة ومكاتب مدرسية
2. وجود الأنترنيت الذي يقدم معلومات سريعة تقدم للقارئ معلومات سطحية وغيرعميقة
3. إتجاه الشباب نحو الكسب المادي السريع وإ نشغالهم بأمور المعيشة
4. لم تعد الثقافة تشكل حافزا للشباب لتطوير مداركه و زيادة معلوماته المعرفية
5. تفشي الأمية في العراق وفي كثير من أقطار الوطن العربي نتيجة للسياسات الخاطئة للحكومات وليس أمية القراءة والكتابة بل حتى الأمية المعرفية ،
6. لا يوجد الأدب المؤثر الذي يمكنه أن يغير من الواقع شيئا فهناك روايات عالمية أستطاعت أن تساهم في أيقاف حروب وكان لتأثيرها قوة القرار السياسي
7. عدم وجود دعم مادي للمطبوع والأديب يساهم في زيادة إقتناء الكتب وتحسين المستوى المادي للأديب لآن العوامل الأقتصادية من أهم العوامل التي تجعل من الأدب مادة مرغوبة
8., توجد في العراق صحف على سبيل المثال توزع مجانا لكن هذه الصحف لاتعتمد على دعم حكومي وليس لها قراء لكنها مستمرة بسبب إعتمادها على نشر الأعلان ، لذا فأن الكثير من هذه الصحف تطبع فقط لغرض الأعلان وكل أخبارها وموادها العلمية والأدبية مستقاة من الأنترنيت ولاتقدم خدمة للثقافة بل هي هدر للثروات

أستاذة ريمة حدثت بعض الأخطاء لم أسنتطع تصحيحها بسبب عدم وجود فقرة تعديل المشاركة

[جريح فلسطين]

السلام عليكم وتحية كبيرة من غزة وبعد:
لقاء رائع جدا
كيف تلخص لنا الوضع العربي ككل بطريقتك ورؤيتك الوطنية الحرة؟
مع المحبة.
ناجي-غزة

[سالم وريوش الحميد]

تسيس الثقافة


تسيس الثقافة
الثقافة لابد أن تحمل ايدولوجيا فكرية وهي عقيدة وأخلاق وقيم ، وهذه الايدولوجيا تعبر عن معتقدات وأفكار الكاتب ومبادئه ، لذا لا يمكن عزل الثقافة عن المحيط العام بما فيه السياسي ، لأن الثقافة حركت الكثير من الأحداث سياسيا باتجاه التغيير وهي حركة تنوير قادرة على الانطلاق إلى أبعد الحدود
وكان للكلمة الواعية المحرضة صدى في انتفاضات الشعوب وتغيير الواقع الاجتماعي المتخلف ومعالجة الكثير من أدواء المجتمع لذا فهي وثيقة الارتباط بالسياسة ، وما من حركة ثقافية مجردة بلا قيم ولا أهداف ‘ ولعل التأريخ شاهد على ذلك فالمثقف السياسي ،هو الأكثر تأثيرا في حركة المجتمع ، وشواهدنا على ذلك كثيرة ، لعبت الحركة الثقافية في العراق دورا كبيرا في تحريك الشارع ، ومنها انتفاضة 1948 المسماة بوثبة كانون حيث كان للمثقف العراقي السياسي دور كبير في التهيئة لها والتخطيط وإدامتها
وفيها صدح صوت شاعرنا الكبير الجواهري
أتعلم أم أنت لاتعلم بأن جراح الضحايا فم
فم ليس كالمدعي قوله وليس كآخر بترحم
يصيح على المدقعين الجياع أريقوا دماءكم تطعموا
ويهتف بالنفر المهطعين أهينوا لئامكم تكرموا
أنا لا أؤمن بالتسيس الجبري للثقافة ،وفرض الوصاية والهيمنة الفكرية على الأديب فهذا مناقض لروح الثقافة لأن من خصوصية المثقف الإبداعية هو أن يكون حرا في تعبيره ، لا تحد كلمته حدود ، ولا تملى عليه إرادات الغير لكي
يبطن فيها آ راءه ، إذا ما فقدت الثقافة حريتها فقدت مصداقيتها
المثقف الذي ينظر إلى ما يحيط به نظرة لا مبالية وغير مكترثة
فهو ليس بالمثقف القادر على التغيير ، الإصلاح لا يتم دون وعي ثقافي ،
هذه هي المفاهيم العامة التي يمكن أن تربط الثقافة بالسياسة