اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ملدا شويكاني مشاهدة المشاركة

السلام عليكم وهمة مباركة إدارتنا العزيزة:
أرحب بداية بالأديب والناقد الواضح البصمة : الأستاذ سالم وريوش الحميد:
يتبارد في ذهني سؤال أتمنى أن أجد إجبابة مسهبة حوله:
الأدب رسالة عامة يظهر ويعكس البيئة المحيطة بالأديب بقدر ما ..ولكن هناك خصوصية لكل بلد عربي نابعة من الخصوصية البيئية والفكرية والتراثية له:
فهل تجد فعلا أدب شامي مثلا وأدب مصري ووو إلى حد ما؟
مع أمنياتي بلقاء ممتع ومفيد.
ملده

الأستاذة العزيزة ميلدا الشوكاني
عذرا أستاذ مؤيد إن قدمت عليك الأستاذة ميلدا
شكرا لك على هذا الثناء وهذا الفيض من كلمات الإطراء التي خصصتني بها
أستاذتي الغالية
الأدب مهما تنوعت مشاربه وتعددت مناهله يبقى مرهونا بقيمة القلم المبدع فهو البضاعة التي لا خسران فيها
لا لبائعها ولا لشاريها ، وتبقى للبيئة وللمحيط والظروف التي يمر بها الكاتب دورا مهما في قيمة إنتاجه ، إضافة إلى الموهبة التي يتمتع بها ، ولو تتبعنا مسيرة الأدب على مر العقود منذ بداية القرن المنصرم وحتى هذه الساعة لوجدناها تتنوع في كثافة و قيمة الإبداع ، و تسير بشكل مضطرد تبعا لحركة المجتمع وتطوره وشكل الأنظمة السياسية ، وبرأيي أن الإبداع يصل إلى القمة إذا ما وجد الأرض المناسبة له ـ في العراق على سبيل المثال قبل السقوط كانت هناك حركة إبداعية كبيرة ، وقد برزت أسماء كان لها تأثيرا في الحركة الأدبية العربية رغم الخناق الذي كان يمارسه النظام على الكلمة وأن الثقافة كانت محصورة بثقافة السلطة ، هذه الأسماء لم تكن نتاج المرحلة تلك أنها امتداد لثقافة ما قبل عام 1968 وقد كان نتاجهم تراكم معرفي لسنوات وصل فيه الإبداع للذرى ، فظهر عبد الوهاب البياتي وبلند الحيدري ، وغائب طعمة فرمان وزهور دكسن ، وسعدي يوسف ، ويوسف الصائغ ، وبرزت الحركة الشعرية بشكل أكبر من الحركة القصصية والروائية ،التي ليس من السهل أن تفلت من عين الرقيب في حين إن الشعر فيه مرونة أكبر في استخدام الرمز الذي يقبل أكثر من تأويل أما أدباء ما بعد السبعينات فوجدوا أنفسهم محاصرون بطوق رقابي ،الكلمة الحرة يحسب لها ألف حساب فجعلت أدباء تلك المرحلة ،
أما أن يتقوقعوا ا ويتركوا الأدب أو ينصهروا مع ثقافة السلطة ، أو يبطنوا نتاجهم في رمزية موغلة
ولم تضمحل الثقافة حينها لآن الحركات السياسية اليسارية إن صح التعبير التي كان تمتلك رصيدا كبير ا من الأدباء والمفكرين
وكان لهم حضورهم الفاعل ، وجدوا في أدب الغربة بديل ، بعد أن هاجر معظم الأدباء وكانت سوريا واحدة من البلدان التي احتضنت أدباءنا وفنانينا وعلمائنا ، ومنهم مصطفى جمال الدين والشاعر الكبير محمد مهدي الجواهري
وحول سؤالك حول هل هناك أدب محلي أقول نعم هناك أدب محلي يختص ببيئة ما وحدود جغرافية محدودة لكن هذا الأدب مصيره البقاء في حدود محليته
الأدب العربي بصورة عامة واحد وذلك ما استثنينا الأدب في المغرب العربي ، فقد عانى هذا الأدب من الغربة لفترت طويلة غربة عدم معرفته وابتعاده عن الساحة العربية ، علما أن هناك عدد من الأسماء استطاعت أن تجد لها صدى وينشر لها في بعض المجلات العربية أو دور النشر ، لكنه الآن أصبح أكثر قربا إلى الأدب العربي
فنحن حين نقرأ لحنا مينه أو حيدر حيدر ، او عبد الرحمن منيف أو غائب طعمة فرمان أو جبرا ابراهيم جبرا او الطيب الصالح تشعر أنك تقرأ أدبا عربيا قد تدور أحداثه في العراق أو سوريا أو مصر أو السودان او أي بقعة من الوطن العربي فيما لو لم يحدد الكاتب جغرافية المكان ،
لذا فأن الأدب العربي يصب في بوتقة إبداع واحدة وكله ينضوي تحت مسمى الأدب العربي وبرأيي أن الكاتب الجيد هو الذي يستطيع أن يخرج من القطرية الضيقة ببصمات قد لا تخل بقيمة عمله وإن كتبه مخصوصا لبيئة معينة ، في منطقة ما من الوطن العربي ، نحن تأثرنا بالأدب المصري والسوري والعراقي ، تاثرنا بتوفيق الحكيم ويوسف أدريس مثل تأثرنا بأدمون صبري ، ومثلما تأثرنا بشمران الياسري رغم تناوله أبسط مكونات الشعب من طبقات كادحة ومسحوقة
شكرا لك سيدتي و أكليل من الورد لك