منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 10 من 13

العرض المتطور

  1. #1

    القاضي أبو عمر القاضي الأزدي


    النسب و المولد: هو : الإمام الكبير ، قاضي القضاة ، أبو عمر ، القاضي ببغداد ومعاملاتها في سائر البلاد محمد بن يوسف بن يعقوب بن إسماعيل ، ابن عالم البصرة حماد بن زيد بن درهم الأزدي مولاهم البصري ثم البغدادي المالكي .كان مولده بالبصرة لتسع خلون من رجب سنة ثلاث وأربعين و مائتين .




    صفاته وملامح شخصيته : لم يكن للقاضي أبو عمر نظير في الحكام عقلاً وحلماً وذكاء ، فلقد كان مضرب المثل بعقله وسداده وحلمه ، حتى إنه ليقال في العاقل الرشيد : كأنه أبو عمر القاضي ، وفى الحليم : لو أنى أبو عمر القاضي ما صبرت .وكان من أهم ما يميز ملامح شخصيته اتصافه بالكرم والزهد في الدنيا وحسن المعاشرة ، ومما جاء في ذلك ما رواه البغدادي عن طريق بعض شهود الحضرة القدماء حيث يقول : كنت بحضرة أبي عمر القاضي وجماعة من شهوده وخلفائه الذين يأنس بهم، فأُحضر ثوبا يمانيا قيل له في ثمنه خمسين دينارا ، فاستحسنه كل من حضر المجلس ، فقال : يا غلام ، هات القلانسي ، فجاء فقال : اقطع جميع هذا الثوب قلانس واحمل إلى كل واحد من أصحابنا قلنسوة ، ثم التفت إلينا فقال : إنكم استحسنتموه بأجمعكم ، ولو استحسنه واحد لوهبته له ، فلما اشتركتم في استحسانه لم أجد طريقا إلى أن يحصل لكم واحد شيء منه إلا بأن أجعله قلانس فيأخذ كل واحد منكم واحدة منها .[1]


    أبو عمر والقضاء: نشأ أبو عمر في بيت القضاء ، حيث كان أبوه قاضيا ، وقد استخلفه على القضاء في حياته ، ففي سنة أربع وثمانين ومائتين ولي أبو عمر قضاء مدينة المنصور والأعمال المتصلة بها ، والقضاء بين أهل بزرج سابور و الراذانين و سكرود و قطربل ، وجلس في المسجد الجامع بالمدينة .ثم استخلف لأبيه يوسف على القضاء بالجانب الشرقي ، فكان يحكم بين أهل مدينة المنصور رياسة وبين أهل الجانب الشرقي خلافة إلى سنة اثنتين وتسعين ومائتين ؛ فإن أبا حازم توفي وكان قاضيا على الكرخ أعنى الشرقية ، فنقل أبو عمر عن مدينة المنصور إلى قضاء الشرقية فكان على ذلك إلى سنة ست وتسعين ومائتين .ثم صُرف هو ووالده يوسف عن جميع ما كان إليهما ، وتوفي والده سنة سبع وتسعين ومائتين وما زال أبو عمر ملازما لمنزله إلى سنة إحدى وثلاثمائة ؛ فان أبا الحسن علي بن عيسى تقلد الوزارة فأشار على المقتدر به ، فرضى عنه وقلده الجانب الشرقي والشرقية ، وعدة نواح من السواد والشام والحرمين واليمن وغير ذلك ، وقلده قضاء القضاة سنة سبع عشرة وثلاثمائة .[2]



    آثار القاضي أبو عمر وحياته العلمية : كانت حياة أبو عمر القاضي كلها حافلة بالعطاء، فقد روى الكثير عن المشايخ ، وسمع محمد بن الوليد البسري والحسن بن أبى الربيع الجرجاني وزيد بن أخرم وعثمان بن هشام بن دلهم ومحمد بن إسحاق الصاغاني وطبقتهم ، وكان ثقة فاضلا، وحدث عنه الدارقطني والقاضي أبو بكر الأبهري الفقيه وأبو بكر بن المقرئ ويوسف بن عمر القواس وأبو القاسم بن حبابة وعيسى بن الوزير وغيرهم من الحفاظ ، وكان من النجابة في ذلك أنه كان يذكر عن جده يعقوب حديثا لقنه إياه وهو بن أربع سنين ، وهو عن وهب بن جرير عن أبيه عن الحسن أنه قال : لا بأس بالكحل للصائم .فقد حمل الناس عنه علما كثيرا من الحديث وكتب الفقه التي صنفها إسماعيل يعنى بن إسحاق وقطعة من التفسير، وقد صنف مسنداً كبيراً قرأ أكثره على الناس ، ولم ير الناس ببغداد أحسن من مجلسه . وكان العلماء وأصحاب الحديث يتجملون بحضور مجلسه ، حتى إنه كان إذا جلس للحديث جلس أبو القاسم بن منيع عن يمينه - وهو قريب من أبيه في السن والسند - و جلس عن يساره أيضا ابن صاعد ، وبين يديه أبو بكر النيسابوري ، وسائر الحفاظ حول سريره من كل جانب ، قالوا : ولم ينتقد عليه حكم من أحكامه أخطأ فيه قط .[3]



    نماذج من أقضيته :


    يقول ابن كثير: " وكان من أكبر صواب أحكامه وأصوبها قتله الحسين بن منصور الحلاج في سنة تسع وثلاثمائة" ، يقصد قضاؤه بحل دمه (الحلاج) وذلك سنة 309هـ ، وهذه هي قصة الموقف ( انظر ترجمة الحلاج في نهاية البحث ) :يذكر ابن كثير أنه " لما كان آخر مجلس من مجالسه (مجالس الحلاج وكان محبوسا) أحضر القاضي أبو عمر محمد بن يوسف وجيء بالحلاج وقد أحضر له كتاب من دور بعض أصحابه وفيه : من أراد الحج ولم يتيسر له فليبن في داره بيتا لا يناله شيء من النجاسة ولا يمكن أحدا من دخوله ، فإذا كان في أيام الحج فليصم ثلاثة أيام وليطف به كما يطاف بالكعبة ، ثم يفعل في داره ما يفعله الحجيج بمكة ، ثم يستدعي بثلاثين يتيما فيطعمهم من طعامه ويتولى خدمتهم بنفسه، ثم يكسوهم قميصا قميصا ويعطي كل واحد منهم سبعة دراهم أو قال ثلاثة دراهم، فإذا فعل ذلك قام له مقام الحج .وإن من صام ثلاثة أيام لا يفطر إلا في اليوم الرابع على ورقات هندبا أجزأه ذلك عن صيام رمضان ، ومن صلى في ليلة ركعتين من أول الليل إلى آخره أجزأه ذلك عن الصلاة بعد ذلك ، وأن من جاور بمقابر الشهداء وبمقابر قريش عشرة أيام يصلي ويدعو ويصوم ثم لا يفطر إلا على شيء من خبز الشعير والملح الجريش أغناه ذلك عن العبادة في بقية عمره .فقال له القاضي أبو عمر : من أين لك هذا ؟ فقال : من كتاب الإخلاص للحسن البصري فقال له : كذبت يا حلال الدم ؛ قد سمعنا كتاب الإخلاص للحسن بمكة ليس فيه شيء من هذا، فأقبل الوزير على القاضي فقال له : قد قلت : " يا حلال الدم " فاكتب ذلك في هذه الورقة وألح عليه وقدم له الدواة ، فكتب ذلك في تلك الورقة وكتب من حضر خطوطهم فيها وأنفذها الوزير إلى المقتدر.." فما لبث ثلاثة أيام حتى قتل .وبجانب هذه التي تعد من أهم قضاياه ، فقد حكى البغدادي أن أبا عمر القاضي قال : قدّم إليه بن النديم بن المنجم في شيء كان بينهما ، فقال له بن المنجم : إن هذا يدل بخاصة له عند القاضي ، فقال أبو عمر : ما أنكرها ، وإنها لنافعة له عندي غير ضارة لك ، إن كان الحق له كفيناه مئونة اجتذابه ، وإن كان عليه سلمناه إليك من غير استذلال له .وفي صفة مقدرته في القضاء وتمكنه منه يقول البغدادي : " حدثنا على بن أبى علي المعدل حدثنا أبو عبد الله الحسين بن محمد بن عبيد الدقاق قال : قال لي أبو إسحاق إبراهيم بن جابر الفقيه الذي تقلد بعد ذلك القضاء (أي بعد القاضي أبو عمر) : لما ولي أبو عمر محمد بن يوسف القضاء طمعنا في أن نتتبعه بالخطأ لما كنا نعلم من قلة فقهه ، فكنا نستفتى فنقول : امضوا إلى القاضي، ونراعى ما يحكم به ، فيدافع عن الأحكام مدافعة أحسن من فصل الحكم على واجبه وألطف ، ثم تجيئنا الفتاوى في تلك القصص فنخاف أن نخرج إن لم نفت ، فنفتى فتعود الفتاوى إليه فيحكم بما يفتى به الفقهاء ، فما عثرنا عليه بخطأة ".



    آراء العلماء فيه :


    بلغ القاضي أبو عمر شأوا عظيما عند العلماء ، حتى لقد قال عنه ابن كثير: " كان من أئمة الإسلام علما ومعرفة وفصاحة وبلاغة وعقلا ورياسة بحيث كان يضرب بعقله المثل ".ووصفه الخطيب البغدادي فقال : " أبو عمر محمد بن يوسف في الحكام لا نظير له عقلا وحلما وذكاء وتمكنا ، واستيفاء للمعانى الكثيرة باللفظ اليسير، مع معرفته بأقدار الناس ومواضعهم وحسن التأني في الأحكام والحفظ لما يجرى على يده ".وقد أعطاه بعض حقه طلحة بن محمد بن جعفر الشاهد حيث قال : " أبو عمر محمد بن يوسف من تصفح أخبار الناس لم يخف عليه موضعه ، وإذا بالغنا في وصفه كنا إلى التقصير فيما نذكره من ذلك أقرب ، ومن سعادة جده أن المثل ضرب بعقله وحلمه وانتشر على لسان الخطير والحقير ذكر فضله ، حتى إن الإنسان كان إذا بالغ في وصف رجل قال : كأنه أبو عمر القاضي ، وإذا امتلأ الإنسان غيظا قال : لو أني أبو عمر القاضي ما صبرت ، سوى ما أنضاف إلى ذلك من الجلالة والرياسة والصبر على المكاره ، واحتمال كل جريرة إن لحقته من عدوه وغلط إن جرى من صديقه ، وتعطفه بالإحسان إلى الكبير والصغير ، واصطناع المعروف عند الداني و القاصي ، ومداراته للنظير والتابع ..".وفي جماع ذلك كله يقول الخطيب البغدادي أيضا : " سمعت على بن محمد بن الحسن الحربي يقول : كان يقال : إن إسماعيل القاضي بكاتبه ، ويوسف القاضي بابنه ، وأبو الحسين بن أبى عمر بأبيه ، والوصف في جميع هذه الأمور عائد إلى أبى عمر أو كما قال ".[4]




    ما أُخذ على أبو عمر القاضي : أن يسعى الإنسان للكمال ويقترب منه فهذه مندوحة أيما مندوحة ، ولكن كفى بالمرء نبلا أن تعد معايبه ، فالكمال لصاحب الكمال، ويأبى الله إلا أن يتفرد بالكمال ، وقد قيل: إن لكل جواد كبوة كما لكل عالم هفوة ، بهذه البداءة كان التقديم لحادث أُخذ على القاضي أبو عمر ما كان ينبغي أن يُقدم عليه .فقد ذكر ابن الأثير والطبري وغيرهما أن القاسم بن عبيد الله وزير الخليفة المكتفي كان يكره القائد بدر المعتضدي ، وكان يعمل على قتله ، فأخذ يوغر صدر الخليفة عليه، وكان بدر في واسط ( مدينة في وسط السواد بالعراق بناها الحجاج بن يوسف الثقفي ) مع قادة آخرين يقوم بمهمة عسكرية ، فدعاه الوزير إلى بغداد فامتنع ، فدعا الوزير أبا حزم قاضي المنطقة الشرقية ببغداد وطلب إليه أن يذهب إلى بدر ويطيب نفس الخليفة عليه ويدفع إليه كتاب أمان منه ، فطلب القاضي أبو حزم من الوزير أن يسمع ذلك من الخليفة بالذات ، فصرفه الوزير .ثم دعا القاضي أبا عمر وقال له مثل ما قال للقاضي أبي حازم ، فسار إلى بدر وبلغه أمان الخليفة، فخرج بدر من واسط يريد بغداد ، فأرسل الوزير غلمانا وأمرهم بقتله ، فلما وصل إل المدائن تنحى عنه القاضي عمر، و فجأة الغلمان فقتلوه وحملوا رأسه للوزير.وقد تكلم الناس فيه وقالوا : هو كان السبب في قتل بدر، وقالوا فيه شعرا فيه طعن وهجاء لما فعل من تمكين وزير حقود قتل قائد كبير في يوم جمعة وفي شهر الصوم ، وقيل إن أبا عمر القاضي رجع إلى داره بعد هذا الحدث كئيبا حزينا لما كان منه في ذلك، ومما قيل فيه :قل لقاضي مدينة المنصور... بم أحللت أخذ رأس الأميربعد إعطائه المواثيق والعهد ... وعقد الأمان في منشور أين أيمانك التي شهد الله ... على أنها يمين فجورأن كفيك لا تفارق كفيه ... إلى أن ترى مليك السريريا قليل الحياء يا أكذب الأمة... يا شاهداً شهادة زورليس هذا فعل القضاة ولا يحسن ... أمثاله ولاة الجسورأي أمر ركبت في الجمعة الغراء... من ذي شهر خير الشهورقد مضى من قتلت في رمضان ... صائما بعد سجدة التعفيريا بني يوسف بن يعقوب أضحى... أهل بغداد منكم في غروربدد الله شملكم وأراني... ذلكم في حياة هذا الوزيرفأعد الجواب للحكم العدل ... من بعد منكر ونكير[5]





    وفاته : يقول البغدادي: " قال البرقاني أو كما قال لي الحمدوني : حدثنا على بن المحسن من حفظه حدثنا القاضي أبو محمد عبد الله بن محمد الأسدي قال : قال لي أبي دخلت يوما على القاضي أبو عمر محمد بن يوسف وبين يديه بن ابنه أبو نصر وقد ترعرع ، فقال لي : يا أبا بكر:إذا الرجال ولدت أولاده ... واضطربت من كبر أعضداهاوجعلت إعلالها تعداده ... فهي زروع قد دنى حصادهافقلت : يبقى الله القاضي، فقال ثم أيش ؟؟!!ففي يوم الأربعاء لخمس بقين وقيل لسبع بقين من شهر رمضان سنة عشرين وثلاثمائة فاضت روح القاضي أبي بكر إلى بارئها ، وقد تم له ثمان وسبعون سنة ، ودفن في داره ، رحمه الله رحمة واسعة .وفي مسك الختام يقول البغدادي : " حدثنا أبو بكر البرقاني قال : حكى لي الحمدوني أن إسماعيل القاضي ببغداد كان يحب الاجتماع مع إبراهيم الحربي ، فقيل لإبراهيم : لو لقيته؟ فقال : ما أقصد من له حاجب ، فقيل ذلك لإسماعيل فنحى الحاجب عن بابه أياما ، فذكر ذلك لإبراهيم فقصده ، فلما دخل تلقاه أبو عمر محمد بن يوسف القاضي ، وكان بين يدي إسماعيل قائما ، فلما نزع إبراهيم نعله أمر أبو عمر غلاما أن يرفع نعل إبراهيم في منديل معه ، فلما طال المجلس بين إبراهيم وإسماعيل وجرى بينهما من العلم من تعجب منه الحاضرون وأراد إبراهيم القيام نفذ أبو عمر إلى الغلام أن يضع نعله بين يديه من حيث رآها إبراهيم ملفوفة في المنديل ، فقال إبراهيم لأبي عمر : " رفع الله قدرك في الدنيا والآخرة " ، فقيل : إن أبا عمر لما توفي رآه بعضهم في المنام فقال : ما فعل الله بك ؟ فقال : أدركتنى دعوة الرجل الصالح إبراهيم فغفر لي ". [6](6)





    من هوامش البحث : تعريف الحلاج قتيل قضاء أبو عمر الأزدي:هو الحسين بن منصور بن محمى ، الملقب بالحلاج أبو مغيث ، فيلسوف متصوف ، بعض المؤرخين يعده من السهاد المتعبدين ، وبعضهم يعده من الزنادقة الملحدين ، ولكل منهم فيه أقوال ، كان جده محمى مجوسيا وأسلم، أصله من مدينة (البيضاء) بفارس ، ونشأ بواسط وانتقل إلى البصرة وحج وأقام بمكة مدة ثم عاد إلى بغداد ومنها انتقل إلى مدينة (تستر) بالأهواز .ظهر أمره سنة 299هـ فاتبع بعض الناس طريقته في التوحيد والإيمان ، ثم كان ينتقل من بلد إلى بلد وينشر طريقته سرا، وكانت تروى عنه أمور تعد من الخوارق ، يقول الذهبي في كتابه (العبر في خبر من غبر) : إن الحلاج صحب سهل التستري والجنيد وأبو الحسين النوري ، وهم من أئمة الصوفية ، ثم فتن فسافر إلى الهند وتعلم السحر، فحصل له حال شيطاني وهرب منه الحال الإيماني ، ثم بدا منه كفر أباح دمه وكسر صنمه .وقال عنه أبو الفرج عبد الرحمن ابن الجوزي في كتابه (المنتظم) : أفعال الحلاج وأقواله وأشعاره كثيرة ، كان يتكلم بكلام الصوفية فتبدو كلمات حسان ، ويدعي أنه يحيي الموتى وأن الجن يخدمونه وأنهم يحضرون إليه ما يشتهي ، ولما رفع أمره إلى الخليفة المقتدر أمر أبا الحسن علي بن أحمد الراسبي ضامن خراج الأهواز أن يأتيه به ، فقبض عليه مع غلام له وحمله إلى بغداد سنة 301ه ، فصلب على جذع شجرة ، ثم سجن وظل مسجونا ثماني سنين ، ثم عقد له مجلس من القضاة والفقهاء (كان على رأسهم - كما وضحنا - القاضي أبو عمر) ، فشهد عليه أناس بما يدينه بالزندقة والإلحاد فصدر الحكم بقتله وإحلال دمه ، فسلم إلى (نازوك) صاحب الشرطة فضرب ألف سوط ثم قطعت أربعة أطرافه ثم حز رأسه وأحرقت جثته .وهناك من الصوفية من يدعي أن الحلاج كوشف حتى عرف السر وعرف سر السر، وأنه حين قدم إلى القتل قال قبل قتله : حسب الواحد إفراد الواحد ، فما سمع أحد من الصوفية بهذه الكلمة إلا رق له ، كانت عقيدته الصوفية تقوم على (وحدة الوجود) أي أن الإنسان ، وهو خلق الله تعالى مندمج في ذات الله، فهو والله شيء واحد. ولا يمكن للإنسان أن يرى صورة الله في نفسه إلا بمحبته محبة العاشق للمعشوق ، وهو حب روحي ووجداني، لا يرقى إليه الإنسان ولا ينعم به إلا إذا تخلى عن لذاته وشهواته المادية، فإذا بلغ هذه المرتبة انكشفت له الحجب ورأى ما لا يراه المبصرون . كان شاعرا مجيدا وقد عبر عن صوفيته وفلسفته بأشعار نظمها منها قوله :أنا من أهوى ومن أهوى أنا نحن روحان حللنا بدنافإذا أبصرتني أبصرته وإذا أبصرته أبصرتناومنها قوله :مزجت روحك في روحي كما تمزج الخمرة بالماء الزلالفإذا مسك شيء مسني فإذا أنت أنا في كل حالوقوله :الله يعلم ما في النفس جارحة إلا وذكرك فيها نيل ما فيهاو لا تنفست إلا كنت في نفسي تجري بك الروح مني في مجاريهاإن كانت العين مذ فارقتها نظرت إلى سواك فخانتها مآقيهاأو كانت النفس بعد البعد آلفة خلقا عداك فلا نالت أمانيها .ويذكرون أن الحلاج سمي بهذا الاسم لأنه اطلع على ما في القلوب ، وكان يخرج لب الكلام كما يخرج الحلاج لب القطن . وقيل إن أباه كان يحلج القطن ، وقيل غير ذلك . كتب عدة مصنفات ذكرها صاحب الفهرست ومنها كتاب (طاسين) أو (الطواسين) وكتاب (الظل الممدود والماء المسكوب) وكتاب (خلق الإنسان والبيان) وكتاب (التوحيد) وكتاب (النجم إذا هوى) وكتاب (مدح النبي) وكتاب (الصلاة والصلوات) وكتاب (اليقين) وغير ذلك من الكتب .

  2. #2
    عبد الله التل

    يعد عبد الله التل من أبرز الشخصيات التي لعبت دورًا رئيسيًّا وتاريخيًّا في الصراع العربي الصهيوني منذ بداية عام 1948م ، من خلال المعارك البطولية التي قادها ضد المستعمرات اليهودية قبل دخول الجيوش العربية إلى فلسطين في 15 مايو 1948م ، ثم دخوله على رأس الكتيبة السادسة مدينة القدس ، وتطهير المدينة القديمة من القوات اليهودية ، وحمايتها من الهجمات المتكررة لاحتلالها . ونتيجة للانتصارات التي حققها عبد الله التل في الميدان العسكري والسياسي خلال تلك الحرب، ولِمَا تحلى به من كفاءة حربية عالية ، وذكاء نافذ ، وحنكة سياسية ، وشجاعة بينة ، وإيمان قوي ، ووطنية راسخة ، برز اسمه ولمع في وقت قصير على الساحة العربية والدولية ، حتى أصبحت إنجازاته العسكرية وتصريحاته السياسية وصوره الشخصية تتصدر الصفحات الأولى ، وبعناوين بارزة متواترة في الصحافة العربية والعالمية ، واستحق لقب بطل معركة القدس من الأوساط الرسمية والشعبية . وُلد عبد الله التل في مدينة " أربد " عام 1918م ، وفي مدارسها أتم دراسة المرحلتين الابتدائية والمتوسطة ، ليلتحق مثل كثيرين من أبناء جيله بثانوية السلط ، وليتخرج منها في العام 1937م . عمل لمدة خمس سنوات موظفًا مدنيًّا في مديرية الجوازات ، كما حصل على دورة أركان الحرب من بريطانيا عام 1946م ، ثم ماجستير آداب من جامعة الأزهر 1965م . كما عمل ملازمًا في الجيش العربي عام 1942م ، ثم عُين حاكمًا عسكريًّا للقدس في الفترة 1948م -1949م ، ويُعد من الضباط الأردنيين الذين دافعوا عن القدس عام 1948م ، وسُمي " قائد معركة القدس ". وبسبب شجاعته وكفاءته سجل سابقة حميدة في الجيش العربي ، حين حصل على أربع ترقيات عسكرية خلال ست سنوات .



    معركة القدس أرتبط اسم المجاهد عبد الله التل بمدينة القدس والدفاع عن هويتها الإسلامية و عروبتها ، حتى صار مصطلح بطل معركة القدس ملازمًا لاسم هذا القائد العسكري المتميز . ومن المؤكد أن بطلاً بمواصفات عبد الله التل لا يحتاج إلى شهادة أحد، فقد شهدت له معارك الدفاع عن عروبة القدس عامي 1947م و1948م ، ويتذكر المقدسيون وغيرهم من المجاهدين العرب بطولات هذا القائد ضد العصابات الصهيونية ، وربما كانت واحدة من أقسى اللحظات التي عاشها العسكري الشجاع أبو المنتصر " عبد الله التل " لحظة إعلان الهدنة وتوقف المعارك ، وهو يرى بأم عينه جزءًا عزيزًا من فلسطين ومن القدس الشريف قد أصبح تحت سيطرة العصابات الصهيونية . بحكم موقعه القيادي في الجيش العربي ، وبحكم وعيه وقراءته العسكرية والسياسية الناضجة ، فهم عبد الله التل كثيرًا من أسرار الحرب ، ودور الجيش البريطاني في دعم العصابات الصهيونية وتوفير الحماية لها ؛ لذلك كانت مذكراته التي أصدرها في القاهرة تمثل وثيقة سياسية مهمة من قائد عسكري محنك، قال كلمته بجرأة وشجاعة في كل ما رآه في تلك الحرب ، التي لم تكن متكافئة ، وحجم المؤامرة التي تعرضت لها فلسطين في تلك المرحلة . دورات عسكرية عديدة اجتازها عبد الله التل ، الذي أصبح أحد أبرز الكفاءات العسكرية في الجيش العربي، استحق عليها عددًا من الأوسمة ، وعندما تم تعيينه في أركان حرب الجيش العربي أحسَّ " جلوب باشا " بخطورة ذلك على مستقبله ومستقبل الضباط الإنجليز من وجود كفاءات عربية ، فنقله إلى قائد لحرس القوافل ، وقد استثمر وجوده هناك لتوفير الدعم للمجاهدين العرب والفلسطينيين وتدريبهم لمواجهة الخطر الصهيوني ، وتعرف بحكم موقعه إلى قادة فصائل الجهاد في فلسطين وفي مقدمتهم عبد القادر الحسيني . ومن الأحداث المهمة في حياته ، أن آخر العمليات العسكرية التي قام بها القائد عبد الله التل خلال معركة القدس عندما رفع نيرانه ضد القوات اليهودية ؛ لم تكن مؤيدة بأوامر صريحة من قائد الجيش الأردني الجنرال البريطاني " جون باجوت جلوب " الشهير " بجلوب باشا " ، وكان رجال العشائر يلقبونه بـ" أبو حنيك "؛ لأنه كان قد فقد جزءًا من حنكه بسبب إصابة خلال إحدى الحروب التي خاضها في زمانه . فقد اعتبر جلوب باشا مبادرة عبد الله التل وكأنها تمرد على الأوامر، ولكي يتفادى الملامة من المسئولين العرب الآخرين رضخ الملك عبد الله الأول على مضض لمبادرات عبد الله التل العسكرية المتحمسة ، حيث كان الملك في خضم مباحثات سرية مع بعض قادة الحركة الصهيونية والوكالة اليهودية ؛ مثل: جولدا مائير، وموشيه شاريت ، وإلياهو ساسون ؛ طمعًا في الحصول على بعض أجزاء من فلسطين . وقد عكست مبادرات عبد الله التل العسكرية عدم تحمُّله هو وجنوده الوقوف مكتوفي الأيدي بينما يقع مواطنيهم سكان القدس تحت رحمة نيران العدو دون من يدافع عنهم ، بينما يقوم ملكه بالتآمر مع هذا العدو . وما إن تم التوقيع على هدنة بين الأردن والحكومات العربية الأخرى من جهة والقيادة اليهودية من جهة أخرى - علمًا بأن الفلسطينيين لم يشكلوا طرفًا في تلك الهدنة أو في الاتفاقيات التي تلتها- أظهر الملك عبد الله ساعتها غضبه تجاه مبادرات عبد الله التل العسكرية ، التي كانت على وشك أن تُفشِل مخططاته. ومن دواعي العجب أن تمرد عبد الله التل هو الذي أنقذ القدس القديمة وأمَّنها للملك عبد الله الأول ، وإلاّ فإن قوات " الهاجانا " اليهودية كانت ستحتلها عام ١٩٤٨م . وفي نهاية الأمر، تعد عملية الدفاع عن مدينة القدس هو الانتصار العسكري الوحيد ذو الأهمية الذي سجلته الجيوش العربية في حرب فلسطين ١٩٤٨م- ١٩٤٩م ، فقد حالت العمليات العسكرية الناجحة التي بادر بها القائد عبد الله التل، دون سقوط مدينة القدس القديمة وبعض ضواحيها في أيدي قوات " الهاجانا " ، وإن كانت المدينة -وما تبقى من فلسطين - قد سقطت في نهاية الأمر بين أيدي الإسرائيليين عقب حرب يونيو ١٩٦٧م ، أو حرب الستة أيام كما تُسمَّى أحيانًا . ولقد خشي الملك عبد الله الأول أيضًا من شعبية عبد الله التل المتزايدة ، فاتهمه فجأة بأنه يتآمر مع السوريين للاستيلاء على الحكم وضم الأردن إلى سوريا ، وبدلاً من أن يعود عبد الله التل إلى بلده وعشيرته كبطل ؛ فقد اضطُرّ التل إلى اللجوء إلى مصر حيث أمضى ما يقارب العشرين عامًا كلاجئ سياسي ، ومثلما لمع اسم القائد عبد الله التل في معركة القدس، فقد لمع كذلك أثناء إقامته في القاهرة التي كانت مليئة بالسياسيين من مختلف جهات الأرض ؛ مما مَكَّنه من التعرف على سياسيين وعسكريين ومثقفين مصريين .



    الجريمة الكبرى أظهر عبد الله التل في كتابه القيم " كارثة فلسطين .. مذكرات عبد الله التل قائد معركة القدس" ، وقد ظهرت طبعته الأولى عام 1959م ، أن النصر على اليهود كان قاب قوسين أو أدنى بسبب تضييق الحصار عليهم ، إلا أن الخيانات العربية والتدخل البريطاني والأمريكي باقتراح الهدنة التي ساعدوا فيها اليهود حالت دون ذلك ، يقول موضحًا ذلك : (حينما أيقنت بريطانيا من قرب هلاك ربيبتها "إسرائيل"، ولم يمض على دخول الجيوش العربية إلى فلسطين أكثر من أسبوعين؛ سارعت لنجدة اليهود -سياسيًّا- تلبية لاستغاثة كبار الصهيونيين الذين نشطوا لإقناع الإنجليز والأمريكان بخطورة الوضع في فلسطين، فتقدم المندوب البريطاني لمجلس الأمن في آخر شهر مايو 1948م باقتراح يقضي بوقف القتال لمدة أربعة أسابيع ، وتعيين وسيط دولي للتوفيق بين العرب واليهود ، وقد استخدمت بريطانيا نفوذها للتأثير في جميع أعضاء مجلس الأمن ؛ فأقر المجلس الاقتراح البريطاني في 29 مايو 1948م بوقف القتال في فلسطين لمدة أربعة أسابيع ، وتعيين " الكونت برنادوت " وسيطًا منتدبًا من قِبَل هيئة الأمم ، مهمته التوفيق بين العرب واليهود . وبعد أن أبلغ مجلس الأمن قراره إلى اليهود والدول العربية ، وطلب الرد على هذا القرار، اجتمعت اللجنة السياسية لجامعة الدول العربية في عمان لدراسة قرار مجلس الأمن ، واتخاذ الخطوات اللازمة بشأنه ) . ثم يقول: ( وهكذا وافقت الدول العربية على قرار الهدنة بعد أن اشترطت أمورًا معينة ، ما لبثت أن تنازلت عنها بعد أن سعى " برنادوت " وأقنعها بقبول حله الوسط )! ويتابع التل قائلاً : ( ليس لي إلا أن أصفها بالجريمة الكبرى! وهي أخفّ وصف يمكن أن توصف به موافقة الجامعة العربية على شروط الهدنة التي قدمها " برنادوت " بدون قيد أو شرط، فقد وافق أعضاء اللجنة السياسية على أكبر خطيئة في تاريخ الحروب بالشرق العربي ؛ ألا وهي السماح بفك الحصار عن مدينة القدس ، وإنقاذ مائة ألف يهودي كانوا على وشك التسليم أو الموت جوعًا وعطشًا . وافقوا - أي العرب - قبل أن يفكروا قليلاً في نتائج ما أقدموا عليه ، وافقوا قبل أن يفكر أحدهم فيما سيقع بعد عشرة أيام فقط من ذلك اليوم المشئوم ، وافقوا لأنهم وثقوا من وفد الأردن في اللجنة السياسية ، وصدَّقوا رئيس الحكومة الأردنية الخائن، وافقوا قبل أن يفهموا أن القدس هي كل شيء في فلسطين ، وأن من يحتلها ينهي المعركة كلها ، وافقوا قبل أن يسألوا ليفهموا : كيف كانت حال مائة ألف يهودي في القدس ، هم سُبع يهود فلسطين ؟! وافقوا قبل أن يسمعوا ما يقوله القائد العربي في تلك المدينة العظيمة ، وقبل أن يعلموا مقدار الدماء والدموع والجهود التي بذلناها في القدس حتى جعلناها تترنح لتهوي صاعقة على رأس الصهيونية فتزيلها إلى الأبد . وافقوا قبل أن يفكروا قليلاً في نوايا الإنجليز وعزمهم على إنقاذ الصهيونية وخاصة في القلب " فلسطين " ، وافقوا قبل أن يسيئوا الظن قليلاً بشروط الهدنة ويفرضوا شرطًا واحدًا على الأقل لمراقبة طريق الحياة للقدس ، وجعل تموين اليهود تحت إشراف العرب ، لقد وافقوا ولو لم يفعلوا لتغير مجرى الحرب في فلسطين . وإنني أعتبر جميع الدول العربية مسئولة عن ذلك القرار في اليوم الأسود بعمان ؛ لأن الواجب كان يقضي بإخراج الأردن من الجامعة العربية في ذلك التاريخ ما دامت النتيجة واحدة ، وما يريده الأردن من فواجع وكوارث لا بد أن يتحقق . أما إذا كانت الدول العربية في ذلك الحين حسنة الظن في عمان ، فتكون الجريمة قد تمت نتيجة الجهل الفاضح وسوء الإدراك لما يجري على مسرح السياسة ، وفي هذا مسئولية لا تقل عما سبق ).


    مؤلفات عبد الله التل وكما جاهد عبد الله التل بالسلاح ، جاهد بالكلمة ، فترك عدة كتب في قضية فلسطين ، والتي تعدُّ من أهم الكتب التي يجب على الجميع قراءتها ؛ لفهم جذور قضية فلسطين القضية الإسلامية الأولى عند المسلمين ، وجميع هذه الكتب طُبع في الأربعينيات والخمسينيات من القرن الميلادي الماضي . أي خلال أو بعد الإعلان الرسمي عن سرقة أرض فلسطين وتقديمها لليهود ، وبفضل الله هي موجودة على شبكة الإنترنت , ومن أهمها : كتاب " كارثة فلسطين " ، وهو مذكراته وتفاصيل معركة القدس التي انتصر فيها جيش المسلمين على جيش اليهود وفيالق الانتداب . و كتاب " الأفعى اليهودية في معاقل الإسلام " ، ويدور حول التغلغل الباكر لليهود في عقول الطبقات السياسية الحاكمة وغيرها من الطبقات في العالم الإسلامي ، وكتاب "جذور البلاء " الذي يبحث في أصل مشكلة فلسطين ، وكتاب "خطر اليهودية العالمية على الإسلام والمسيحية " .



    وفاة عبد الله التل كان عبد الله التل صخرة من الصخور العربية التي لا تقبل التفجير، ومن سيوف الإسلام التي لا تقبل الانحناء ، ولا يكون الإنسان مبالغًا إذا قال بأنه كان الرمح العربي الذي لا يقبل الانكسار، فقد ظل عند ثوابته على الرغم من مئات الوشايات والاتهامات الباطلة التي كالها له أصحاب الأحقاد . وقد فاضت روحه لبارئها في الثالث عشر من أغسطس عام 1973م ليُدفن في مسقط رأسه ، وقد ملأ الحزن قلبه على ما آلت إليه أوضاع الأمة العربية والإسلامية ، ولم يُكتب له أن يشهد يوميات معركة أكتوبر التي نشبت بعد شهرين على رحيله ، وفيها تم بفضل الله هزيمة الصهاينة. وقد أنجب ابنة واحدة اسمها " إيناس " ، وخمسة أولاد هم : " منتصر" و" صلاح " و" أسامة " و" خالد " و" حمزة ". خمسة وخمسون عامًا عاشها عبد الله التل كانت مليئة بالأحداث الكبيرة ، قدَّم فيها الكثير لدينه وأمته .






    المصادر: موقع لواء الشريعة.روابط ذات صلة :- المزيد من مقالات أعلام المجاهدين- خيانة فلسطين - فيديو - ظهور المقاومة الفلسطينية ولعبة الجامعة العربية - فيديو- فلسطين قضية المس
    لمين الأولى - فيديو - فلسطين ما زالت حية بقلم د. راغب السرجاني- الشعوب المسلمة وفلسطين بقلم د. راغب السرجاني

المواضيع المتشابهه

  1. حياة ق.ق.ج
    بواسطة ياسر ميمو في المنتدى فرسان القصة القصيرة
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 03-16-2013, 06:38 PM
  2. هل "ثلث"القضاة فقط في الجنة؟!!
    بواسطة محمود المختار الشنقيطي في المنتدى فرسان القانوني
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 03-14-2012, 07:48 PM
  3. حلم دياب
    بواسطة عادل صابر في المنتدى فرسان الشعر الشعبي
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 01-28-2012, 12:08 PM
  4. اضراب المحامين واختلاف القضاة بمصر
    بواسطة رضا البطاوى في المنتدى فرسان المواضيع الساخنة.
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 10-23-2011, 03:56 PM
  5. حياة
    بواسطة ياسمين شملاوي في المنتدى فرسان القصة القصيرة
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 12-21-2009, 06:45 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •