( حكايات لانا والجنية مانا )

ــ 4 ــ (( الصداقة ))

في غرفة استقبال الضيوف ــ الصالون ــ رأت
الطفلة الحلوة لانا ،أمّها الحبيبة وهي تجلس مبسوطة ضاحكة مع سيدة غريبة لم ترها من قبل
، وتتكلّم معها بكل حُبّ وترحيب .. فتعجّبت كثيراً
من هذا الموقف ، وقفزت إلى أمام وهي تُغرّد
قائلة :

ــ ماما ... ماما... ماما ... !
فأخذتها الأمّ بين يديها وهي تقول :
ــ تعالي يا لانا تعالي يا حبيبتي ... هيّا سلّمي
صديقتي طانت إلهام .

وبعد أن سلّمت لانا بحياء وخجل وتردّدعلى صديقة أُمّها السيدة إلهام ، انفلتت من حُضن
ماما وركضت مسرعة إلى غرفتها ، وهناك
إلتقطت فانوس رمضان السحري وهزّته ومسحت عليه وهي تنادي متلهّفة رفيقتها الجنية مانا :

ــ مانا .... مانا .... مانا .... هيّا اطلعي ....
عندنا صديقة ماما طانت إلهام وأنا سلّمت عليها !.

وما أسرع ما أضاء الفانوس المزخرف فأشرقت
أنواره البهيجة ، وخرجت منه الجنية الجميلة مانا
وهي تبتسم ، ثم اقتربت من لانا التي أكملت كلامها سائلة :

ــ ولكن ما معنى أن يكون لماما صديقة ؟ .. وماهي الصداقة ؟ .
أجابت الجنية المتألّقة قائلة :
ــ الصديق والصديقة يا لانا هما تماماً مثل الأخ
والأخت ، نحتاج إليهما على طول العمر ، ولا
نقدر أن نعيش بدونهما ، والصداقة هي من أعظم
روابط الخير والمودّة التي خلقها الله سبحانه وتعالى ، وجعلها برحمته بين الناس خصوصاً
المسلمين والمؤمنين وأهل الخير منهم ، وذلك
لكي يتواصلوا ويتحاببوا فيم بينهم ويتعاونوا على
البرّ والتقوى ولا يتعاونوا على الإثم والعدوان .

ضحكت الحلوة لانا وهتفت مغرّدة :
ــ فهمت يا صديقتي مانا ، إن من نعم الله علينا
في هذه الحياة أن يكون لنا أصدقاء مؤمنين مخلصين نُحبّهم في الله ويدلّوننا على الخير ! .

نهاية الحكاية الرابعة
بقلم : ايهاب هديب
جميع الحقوق محفوظة بأمر الله