-
لمثل هذا فليعمل العاملون
لمثل ذلك فليعمل العاملون...
اللهم اجعل أعمالنا خالصة لوجهك الكريم..وأبعدنا عن النفاق والرياء والسمعة..وأبعدنا عن حظوظ النفس وداء العجب والكبر ماحيينا..
التواضع صفة الأنبياء...ولن يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر...
فالموت قريب ..وأمام ملك الملوك ستكشف الحقائق وماتُخفي الصدور...
رحمك الله عمو أبو أنس وجعل مثواك الجنة ونعيمها..كنت مثالاً للتواضع والاحساس بالآخرين ....
هنيئاً لك الفردوس الأعلى ان شاء الله..
بقلم الأخت الحبيبة حسنى جويجاتي:Husna Jw
—————-—————-
تحررت تلك الروح المحلّقة من ثقل الجسد ...
ومضت إلى روح وريحان .. كما كان يُرددّ في أيامه الأخيرة ..
استعجل الله لقاءه .. بل أحب الله لقاءه .. فاصطفاه إليه من هذه الدنيا السراب ..
اتسعت رؤيته للدنيا فعرف قدرها وجعلها مطية لآخرته ..
رافقت عمو أبو أنس في عمله بخدمة الأيتام في جمعية التميز في كفالة الأيتام ، فما أكثر الدروس التي تعلمتها منه دون كلام... معلماً لا بمقاله بل بحاله وتصرفاته..
في منتصف الحرب والوضع الأمني بدمشق خطير جداً جداً ، يترك إقامته المريحة في الكويت ويأتي مخاطراً بنفسه في تلك الأيام العصيبة ليخدم الأيتام ولاسيما كنا في موسم رمضان .. يستغل الناس مواسم العمل والربح ، أما من كانت نظرته للآخرة فهو يستغل مواسم الأجر والحسنات ..
لقطات كثيرة لا أنساها ...
تحلّق الضعفاء والمساكين حوله بشكل مزعج وهو مبتسم ولا يتذمر ولا يحاول إبعادهم .. الجو الحار والمكان الضيق الذي يتسع لمئة ويمتلأ بألف .. وهو يُشعل المكان بصوته ونشاطه وإيجابيته ويعمل على جميع الأصعدة مع الأرامل والمرضى والكفلاء والمتبرعين .. لم يجلس أبداً في برج عاجي ولم يتكبر قط على الناس .. الناس التي كانت تأتي تقصده وتنتظره ساعات طوال لأنها تعرف أن قضاء حاجاتها بيده من بعد الله ..
أختم حديثي بكلمة وموقف لا أنساهما :
*الموقف : نهاية دوام طويل ولم يتبق سوى مراجعين قلائل في الجمعية ، وأغلب الموظفين قد خرجوا ، يخرج عمو من غرفته فيجد أرملة مسكينة لا تعرفه ولا يعرفها أيضاً ، فيناولها مبلغ كبير من المال ويكفل باقي أولادها كفالة دائمة ..
وهذا الموقف متكرر جداً عنده ، فكان يحب جداً إسعاد الناس دون انتظار ، أسعده الله تعالى بلقاءه اليوم .
*الكلمة : حين أعطاني مرة مجموعة من بطاقات السلات الغذائية التي كان يوزعها كل عام وقال لي : وزعوها في أرحامكم ، كلمة الأرحام كلمة قل استعمالها
وأداء حقها في هذا العصر وبالعودة إلى أصلها اللغوي فهي من الرحم و الرحمة ، والرحمة منطوية على معنيين: الرقة والإحسان، فركز تعالى في طبائع الناس الرقة، وتفرد بالإحسان، فصار كما أن لفظ الرحم من الرحمة، فمعناه الموجود في الناس من المعنى الموجود لله تعالى، فتناسب معناهما بتناسب لفظيهما. والله عز وجل هو الرحمن والرحيم، ولا يطلق الرحمن إلا على الله تعالى من حيث إن معناه لا يصح إلا له، إذ هو الذي وسع كل شيء رحمة، والرحيم يستعمل في غيره وهو الذي كثرت رحمته، كان عمو أبو أنس رحمة من الله تعالى لأهل الشام .. فاليوم قد ذهب رحيم الأرض إلى رحمن السماء .. اليوم تهطل الغيمة ديمة ...اليوم تصطف الملائكة مُرحِبة .. اليوم تُستلم الصحائف ملأى .. اليوم يوم الجائزة ...اليوم يزاحم أبو أنس امرأة سفعاء الخدين على باب الجنة.. بُشراك قد وصلت
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى