| سراي خان القرم (1) |

من جملة مفتقدات الإسلام في عصور الضعف و الإنحطاط الذي ألم بحضارتنا العظيمه ، هي بلاد القرم الكائنه اليوم من ضمن حدود ما يعرف بأوكرانيا المعاصره .

كان سلطان هذه البلاد يعود أصله للتتر الذين ارتحلوا إلي هذه الجهات من ضمن المد التتري الكبير في بداية القرن الـ 13 م و يعرف هذا الملك بـ (خـــان القرم) و هو الخاضع سيادياً للسلطان العثماني منذ بدايات القرن الـ 16 م ، و قد كانت له الهيبه العظيمه في قلوب أمراء و ملوك روسيا و بولاندا و شرق أوربا الغير مسلمين ، فهو من كانت له الصولات و الجولات ببلادهم و التاريخ يفيض بذكر أخبار هذه السلاله .

خان القرم المعروف بصاحب كراي الذي عاش ما بين (1501–1551) م هو أحد أشهر هؤلاء الخانات ، لكننا نتناول ذكره هنا بأحد الجوانب العمرانيه التي تنسب اليه ، فقد اتخذ هذا الخان من المدينة التي أسسها و أطلق عليها بخشه سراي ( Bakhchysarai ) عاصمة له حينما أتم تعميرها في 1532 م و اتخذ من القصر الذي بناه (قصر الخان) في قلبها مسكناً له و لمن تبعه من ذريته ، فجاء هذا القصر من اجمل و أبدع ما عمر من القصور في التاريخ الإسلامي .

ظلت هذه المدينه معقلاً لخانات القرم و مركزاً حضارياً للتتر المستوطنين بشبه جزيرة القرم و الساحل الشمالي للبحر الأسود حتي أواخر القرن الـ 18 م بعدما اجتاح الروس هذه البلاد لتبدأ موجات من تهجير المسلمين التتر حتي غابت الصبغه الإسلاميه و تم إحلال السكان بالتدريخ حتي صار التتر ليسوا بقله في أوكرانيا و حسب بل و يعاملون كونهم مواطنون بالدرجه الثانيه يعانون التهميش و تتجاهل السلطات ثقافتهم و لغتهم .

في منشورات تاليه نتناول جوانب معماريه و تاريخيه لقصر الخان ببخشه سراي في شبه جزيرة القرم ... فتابعونا .
__________________________________
* الصوره من فناء القصر و يظهر فيها مئذن جامع الخان ، الذي يعود تاريخ بنائه لنفس تاريخ بناء السراي .

أ.س




نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي