الحياة والرزق...بقلم آرا سوفاليان
لقد وهب الله سبحانه وتعالى لنا الحياة ومؤيداتها، ووضعنا حيث نحن واتاح لنا أسباب الرزق، ويأتي من يأتي ليمنع الحياة ويحصدها بحصد اصحابها ويمنع الرزق الذي اتاحه الله لمخلوقاته، ويتحفظ عليه ويضاعف أثمانه دون وجه حق، ويأتي القوي ليحدد زمان بقاء الضعيف على وجه هذه الارض، فينهي هذا البقاء بمفخخة، والارض وما عليها لخالقها وهو أرحم الراحمين، فلا أحد يملك الحق بإنهاء حياة أحد...إلاّ الله سبحانه الذي يحيي ويميت.
ولا نعرف متى استقامت حواء ورزقت بقايين وهابيل، ولو كنا نعرف لحددنا عمر الانسان وعمر بدء المفاسد على الارض وهي بكر عندما قتل قايين أخاه هابيل فارتعدت السماء.
منذ بدء الخليقة والى اليوم لم يجد الانسان أي حلّ ليستبدل وحشيته بالإنسانية ويشذب طباعه وخلقه رحمة بالارض وبمن عليها وبشركائه فيها من الكائنات الأخرى.
الكتب تقول عشرات الآلاف من السنين والعلماء يقولون بضعة ملايين من السنين، وبين هذين الرقمين تضيع الحقيقة، ويضيع شيء آخر وهو العدل، حيث لم يتمكن الإنسان طيلة هذه السنين من التماس طريقه نحو الخير والعدل فيقنع بما هو له ويترفع عن الاعتداء على الغير، لقد عرف الانسان منذ البدء طريق الخير وعرف أيضاً طريق الشر، فقرر الانسان ولا يزال ان يمتهن الشر إلاّ من رحم ربي.
وما بين تلك السنين يخرج من يقول "وإن جاءني جائع من مصر قطعت يدك" فيُقتل بالخنجر ليأتي حفيده ويقول"انثروا القمح على رؤوس الجبال؛ لكي لا يقال جاع طير في بلاد المسلمين" فيقتل أيضاً ولكن بالسم...هؤلاء القتلة ومن في جانبهم أسهموا ليس في قتل ضحاياهم فحسب بل قتلوا أيضاً الى جانب ضحاياهم ولا يزالوا شيء آخر نبيل...وهو عنوان كان سيقدم للإنسانية جمعاء ينضوي تحته العدل والرحمة والأمل والخير والرجاء.
آرا سوفاليان
كاتب انساني وباحث في الشأن الأرمني
الاثنين 06 05 2013
arasouvalian@gmail.com