الأول من نيسان . هذا اليوم الذي اتفقت عليه الشعوب ان يكون يوم الكذبة اخترته ليكون أصدق يومٍ للمشاعر عندي . أبث فيه لواعجي وأرسل فيه تنهدات اشتياقي لعل عفريت جنٍ يحملها . عفريت من العفريتين الذين رأيتهما قبل عشرين عام وهما يتصارعان وقد ملآ قلبي خوفاً . تلك اللحظة وددت لو قفزت كالكنغر لأهرب أو يكون قربي صديق أو تلتهمني الأرض وقد ضاقت بي الأنفاس . كرهتهما وخفتهما , ولكني اليوم أشتاق لهما واتوسلهما ان يحملا رسالة شوقي لأخوين غابا عن ناظري . أخوين لو خيرت بين حياةٍ أبدية وسماع خبرٍ منهما لاخترت ان اسمع الخبر بل لاشتريته بمقلتي . كنت كلما فتحت نافذتي شاهدتهما اسمان تعودت ان تصافح عيناي حروفهما فينشرح قلبي لهما اخي الشاعر حسن ابراهيم سمعون واختي الشاعرة فاتن علي حلاق لله كم اشتاقهما . فكم من مرةٍ اتصفح الفرسان فجراً لأجدهما أمامي انظر لردودهما وتطمئن نفسي لوجودهما ملاكان يحلقان أمامي . اليوم ماعدت اراهما . اتصفح الفرسان علّي أرى لهما غمزة , وكل مرةٍ أكون وحدي تهاجمني المواضيع الساخنة والاخبار التي تغص بالدماء والمشاحنات فتتكسر العبرات في صدري . ماعادت تبهجنا الكلمة . دندنت بها والروح تستكين للألم . ما الذي حصل ؟ لماذا يغتالون البسمة من شفاهنا ؟ لماذا يغسلون شوارعهم بدمائنا ؟
إلهي هل من فرج ؟ ضاقت بنا الدنيا وإليك المشتكى