كما تفضلت, فمرض البيتا تلاسيميا الكبرى يحدث عندما تتأثر كل سلاسل البيتاغلوبين في خضاب الدم كما هو الحال عندما يكون الأبوان حاملان لسمة البيتا تلاسيميا و يرث طفلهما اثنين من الجينات الطافرة، واحد من كل منهما. فعندما يكون الولدان حاملان للسمة (تلاسيميا صغرى) هناك احتمال 25 ٪ في كل حمل أن يولد الطفل مصابا" بالتلاسيميا الكبرى. إذا" يعد الزواج الحلقة الأساسية في مرض التلاسيميا الكبرى أو منعه, إلا أن الكثيرين، بما في ذلك الشباب في سن الزواج، ليسوا على علم تام بهذا المرض وعواقبه الوخيمة على الطفل ومعاناته مدى الحياة. والأهم من ذلك، فإن نسبة الزواج بين الأقارب في سورية حاليا" 32،1-48،4 ٪، والذي يتوقع أن ترفع معدلات انتشار مرض وراثي مثل التلاسيميا الكبرى.
من هنا جاءت فكرة وضع خطة تأخذ في الاعتبار ثقافة وتقاليد سوريا للقضاء على المرض والمقصود هنا التلاسيميا الكبرى وليس الصغرى فحمل السمة لا يعتبر مرضا" . إذ يمكن لتدبير التلاسيميا الكبرى استنزاف الموارد و الميزانيات الطبية في البلدان المتضررة ، بما في ذلك سوريا، إذا استمر عدد المرضى في الازدياد. ولا يمكن تحقيق النصر في القضاء على هذا المرض إلا من خلال 1) زيادة الوعي في المجتمع حول المرض، 2) التقصي المبكر عن طريق اختبارات الدم على الشباب لتحديد حملة السمة قبل أن يأتي الوقت لاختيار الشريك، و3) تجنب الزواج بين الحاملين بقرار يأتي من الحاملين أنفسهم، وبالتالي وقف ولادات جديدة من مرضى التلاسيميا الكبرى. يتألف برنامج الخطة من 9 أولويات أو بنود إلا أن هذه الخطوات الثلاثة هي جوهر الخطة وعندما تطبق على نحو فعال يتوقع أن تؤدي إلى السيطرة على التلاسيميا الكبرى في سوريا.