الـمـحـمـديـة
عن " أمِّ مَـعْـبـَـدَ " في صـفـات مُـحَـمَّـدٍ (ص)
صُـغْــتُ القـصِـيـدَ بـمُـسْـنـَدٍ عنْ مُـسْـنـَدٍ
ونــظـَـمْــْتُ عــنـهـا مـا رَأتـْـهُ ولـم أرَى
إنَّ الـمـُــشـَـاهِــدَ لا كــَمَـنْ لـم يـَـشْــهَــدِ
فــإذا أصَـبْــتُ فــلا مِـــنــَانَ وحَــقــِّـكــُمْ
وإذا عـَـثــَرْتُ فــَـعـَـفـْـوكـُم يـا ســيـِّــدِي
قــالــتْ: رأيْــتُ الـحُـسْــنَ آيـَـتـَـهُ الــتـّي
لو أنــَّها قــُرئـَـتْ لـَـقـِـيـلَ لـيَ اسْــجُــدِي
وضّــأتُ عــيــنِـي من جــلال جَــمــالِـــهِ
وسَــجَــدْتُ فــي سِـــرِّي بـغــيــر تـَــرَدُّدِ
وكــأنـّــنـي لــمّــا وقــَـفــْـتُ أمـــَـامـــــهُ
قــُـلِـبَ الأمَــامُ إمَــامـــة ً فـي الـمـسـجـدِ
قـــمَــرٌ عــمَــامَــتـُـهُ الـسّــمَــاءُ وبُــرْدُهُ
لـيْــلٌ تـُـــراوحِـهُ الــرّيـَـاحُ فــتــغــْـتــَدِي
الـوجـْـهُ مـن فـَـلــَقِ الـصَّـبـاحةِ مُـشْـرقٌ
والـثــّغــرُ يَـفـْـتِـرُ عن فــُصُوص زبَرْجَـدِ
عَــيْــنـاهُ سِــدْرَةُ مُــنْــتـَـهَـى أوصـافـــهِ
أرأيْـتَ ـ قـبـليَ ـ سـِـدرة ً مـن إثـْــمِــد ؟؟
وكـــأنـّـمــا عـَــقــَـدَ الــحَــوَارُ قِـــرَانَــه ُ
لـيَــضُـمَّ حُــرمَـة أبـْــيـَـض ٍ فـي أســـودِ

فــي صَـوْتــهِ صَـحَـــلٍ تــكـادُ تــظــُـنـُّـه ُ
هَــدْيـــًا تــدَفــَّــقَ في مَـسَـامِـع مُـهْــتـَـدِ
فـإذا تـَـكــلـَّــمَ عـن حـــلاوةِ مَـــنــْطِـــق ٍ
نـَـظـَـمَ الــكـَـلامَ ولـم يــكـن بــمُــقِــصِّـدِ
وإذا أصـابَ الــصّــمــتُ مـنـهُ لـســَانـَـهُ
نـطَــقَ الــوقــارُ بـألــْســُن ٍ لـم تـُعـْــقـَـدِ
تـاللهِ غـُصْـنٌ بـيـن غــُصْــنـيــنِ ارْتـدى
ثــوبَ الــنـّــضَــارِ وكـَـان أوَّلَ مـُــرْتـَــدِ
أحْــلــَى وأحـســن مـا يــكـونُ إذا دَنـَـى،
أبـْـهـَى وأجْـــمَــل صــورة إنْ يـَــبـْـعُـــدِ
فــي رفـْـقـةٍ مــثــلَ الــنـُّجــومِ تــحُــفـُّـهُ
وتـَـــدُورُ حـَـوْلَ إيــَـاتِــــهِ كــالــفــَـرْقـَـدِ
لا عــابــســـًا فــي وجـــهِ أيـّـِـهـِــمُ ـ إذا
مــا أذنـَــبـُـوا خـَـطـَـأ ـ ولا بــمُـــفـــنــِّـدِ
لـو أنَّ نـِــسْــوَةَ يــوســفٍ أبْـــصَــرْنـَـهُ
مــا كـان يـَكـْـفـِـيـهـِـنَّ تــَقــْطِـيـعُ الــيَــدِ
سُــبـحــانَ مـنْ سَـــوَّاهُ فـي ألـــقٍ وفـي
نـُــورٍ عــلـى نـُـورٍ بـــيــومِ الـْـمـَــوْلـِــدِ
نــورٌ..، ولـم يُــكـْـتــَبْ لـغــيـر مُـحــمّـدٍ (ص)
جَـبُّ الـغــشــَاوَةِ عـن عُـيُـونِ الـمُـرْمَـدِ
قــد كــان مـــولـــده بــــشـــارةَ أمّـــــة ٍ
قــبــلَ الــنـُّـبـُــوءَةِ مـجْـدُهـا لـم يـُـولـَــدِ

يـــومٌ بـــلا قـــبْـــلٍ ولا بـــعْــــدٍ كـــــأنْ
لـم تـُـعْــقــبِ الــدُّنــيـا بـــأمــسٍ أو غـَـدِ
يــومٌ تــنــاهــتْ فــيــه كـُــلّ جَــمِــيــلـةٍ
وازْدانــَتِ الـــــدّنـــيــا بــنــور مُـحــمّــد
إنـّي رأيـــتُ الــمَـهْـــدَ قـــامَ مُــهَـــلـّــلا ً
والـقِـمْــط يـتــبـعـهُ بــصــوتِ مُــزَغْــرِدِ
الخـلـقُ ـ كـُـلّ الخــلـقِ ـ بـيـن مُـسَــبّــح ٍ
ومُـــسَـــلـِّــم ٍ ومُـــــكـَــبِّـــرٍ ومُـحَـــمِّـــدِ
وحـلـيــمـة ٌ جـاءت تـُـفــاخــرُ ربْـعـَـهــا
أنْ حَـلَّ فـي " سَعْـدٍ " ضِـياءُ الأسْـعَــد
الـهـاشِـــمِـيّ فـتى قــُريْـش مـا اعْـتـلـى
عــرشَ الأنــَـامِ بــطـَـارفٍ أو مُـــتـْــلـــدِ
كــلا ولا حـــازَ الــمـــراقــيَ سَـــطـْــوَة ً
أو نـَـالَ مَـرْتـَـــبَـة ً بـرِفـْـعـَـةِ مـَـحـْــتـِــدِ
الـصَّــادقِ الـمَــصْــدُوقِ حـُجّــة ُدهـــرهِ
ومَــــنــَـارةُ الإيــــمـــانِ للــمُــتـَـــزَهـّـِـدِ
قـد ســفـَّـهَ الأربــابَ لـــم يـــأبَــهْ لــِـسَـ
ـاءَةِ فــَاسِــق ٍ، أو زَمْــجَـــرَاتِ مُــهــدِّدِ
واسْــتــلَّ سـيـْفَ الحـقِّ يُــزْهِــقُ باطـلا
لـم يُــبْـقِ مـنـهُ سـِـوَى غــُـبـار مُــعَـــرِّدِ
فــي حــالــكِ الأيَّــــام أصْـــدرَ نــُـــورَهُ
لِــيُــبــَـدِّدَ الــظـُّـلــُمــَاتِ عـنـدَ الـمَــوْرِدِ

اللهُ أكـــبـــرُ مـــا أجَــــلَّ مـَـــقــَــامـَـــهُ؛
صِـيــتٌ.. وحـلـَّـقَ فـي جـوانـح سُـــؤْددِ
مـــا كـان إلا أنْ يـُــقــالَ: " مـحـمّــدٌ " (ص)
لِـــيُــفـَـكَّ قـَـيـْــدٌ عـن أكـُـفِّ مُـــقــــيَّـــدِ
ويـُجَـارَ في بَــيْــتِ الـقــَـتِــيــلِ مُـجَــرَّمٌ
ويُــقـِـــيـــمَ حَــدَّ الله أهْــلُ الـمُــعْــتـَـدِي
مــا كــان إلا أنْ تـَــعِـــنّ سَـــحَـــابــــة ٌ
لــيــُـقــَـالَ أقــبـَلَ فـي تــَمَـامِ الـمَــوْعِـدِ
أو كــان إلا أنْ يُـــصــافـِـــحَ مُـــفــْـــرَدًا
حـتـى يـُـقــَــبـَّـلَ نـَـعْــلـُــهُ في مَـحْــشَــدِ
يـا مـن يُــقــاسُ مـَــقـَـالـُـهُ بــفـــعــالـِـهِ
وعـــطـــاؤُهُ بـــرفــَـادَةِ الـمُـسْــتــرفِــدِ
ما لي سواك ـ إليك ـ يَـسـْـمَـعُ صرخـتي
فــامْــدُدْ يــَـديكَ لِــهَــالـكٍ مُــسْـتــَـنــْجـِـدِ
ودَّعْــتـُـنـِي زَمَـنَ الجَـهَــالـَـةِ يــائــســًا
مِــنـّي ولــم أدْرِكْ بـجـَهْــلـِي مـَـقـْصِـدِي
ووَجَـدْتـُـنِي أقـضِي الـحـيـاةَ مُــضَــلـِّـلا
نـفـسـي وفـيـكَ رَشــَادُهـا يـا مُــرْشِــدِي
لــولاكَ لـم تـَـعْــرفْ طـريـقِـي عــوْدَتِـي
ولـَـمَـا رَجــعـْــتُ إلـيَّ بــعــدَ تـــشَــرُّدِي
فـاشـفـعْ لآخــر مُــذنِـبٍ أفــنـى الــزَّمَــا
نَ يـَــعِـــيــثُ بـيـنَ مُـعـــابـثٍ ومُـعَــرْبِـد
ِ
بـــأبــي وأمّـي أفـْــتــَدِيــكَ وبــالــوَرَى
وأزيــدُ فــوقـَـهـــُمُ عُــيـُون الـمُـفــتـَـدِي
فــإذا رأيـْـتــُكَ ســاعــة ً هـل بــَـعْــدَهـَا
شـيءٌ ـ أراهُ ـ يـفـوقُ حُــسـنـكَ سَـيِّـدِي ؟؟