قد حصحصَ الحقُّ قالوا ثـمّ انتحـلا
وجهَ الضفافِ فأخفـى دمعـهُ المقـلا
ربان عفـوه ارسـى الآنَ عـن قلـقٍ
إذ سارَ منعطفـاً عـن أمسـهِ عجـلا
قد أهـدرَ السبـع والاسمـاعُ واقفـةً
فوقَ المعاني فخـرّت تحتـهُ عسـلا
إنّي لمسـتُ دليـلَ المـاء فـي يـدهِ
في كفّـهِ الغيـثُ مأسـوراً و منتقـلا
للأفـق معنـىً وللأبصـارِ أخيـلـةً
إن مرّ طيفاً مـع الامطـارِ منهطـلاً
لـلأن أبحـث عـن ذكـرىً أرمّمهـا
كي توقظ الأمسَ إن في أمسهِ اعتقـلا
خاطبتُ ظلّـي بسطـحِ المـاءِ أسألـهُ
عنّـي فقـالَ سرابـاً مـرّ وأرتحـلا
يوماً سيكتـبُ حـرف الضيـمِ آيتـهُ
فوقَ النجومِ ويخطـو عزمـهُ زحـلا
فاعبثْ كَما شِئتَ فـي أشْلائِنـا ثَمِـلا
واعْصرْ رَحيقَ زُهورِ العُمرِ مُحْتَفِـلا
والعَـقْ دِمائِـيَ إنْ شاهدتَهـا وطنـاً
وانشرْ سرابك لـم يعبـد غـدا هبـلا
واحجب نزيفَ دِماء الشعرِ في رِئتـي
وامنعْ قَـوامَ نخيـلٍ ينتصـب جَبَـلا
وانْظـرْ بطرفـكَ لـلأيّـامِ مقبِـلـةً
هـل كنـتَ تقتُـلُ إلا قاتـلاً بـطـلا
إن ماتَ يخـرجُ مـن أردانِ حفرتـهِ
شمسُ الشروقِ علـى أهدابـهِ وعلـى
كفّيـهِ خارطـةُ التكويـنِ ماأنتقـلـت
إلّا وخلّـفَ فـي أقطابـهـا خَـلـلا
يمشي الغروبُ على شطآنـهِ خجِـلاً
إن شاهَدَ النخلَ ظنَّ النخـلَ مـا قتـلا
أو مرَّ فـي ظلمـةِ الأحـداثِ بدَّدهـا
كفٌّ تشيرُ وأخـرى تضـرمُ الشُعـلا
يـا دمعـةً بعيـونِ الحـزنِ مافتِئـت
ريحُ الغريـبِ تعانـي بُعدَهـا هَـوَلا
هل حانَ قطفُ ثِمارِ الشعرِ إن نضجت
أم نجمُ نحسـكَ للأحـزانِ ارتَحـلا؟؟
أنبئ هلالَ حبيبٍ عـن هـوى شَغَفـي
وَقتَ المغيبِ فدوحـي خلفهـا هَـدلا
يا أختُ.... أينَ سَمـاكِ إنّنـي تَعِـبٌ
نصفي شَتـاتٌ ونصفـي فاقِـدٌ أمَـلا
يا أختُ.... أمّيْ بِمرفا صَبرِها وَقَفـت
كلُّ العذاباتِ حتـى أعجـزت جَمَـلا
ياأختُ... برقُ سحابِ الخوفِ يصعقني
وحدي أُقلّبُ طرفـي خطوتـي عِلـلا
ياأختُ... ليلُ ظلامِ الجـبِّ يجلِدُنـي
وساِقي الخمرِ لم يذكـر وقـد غفـلا
كواكبي أفلت والشمـسُ قـد غربـت
من بعدِ أن سجدت، من بعدِهـا حُمـلا
قتلي وكانَ قميصي الـذ ئـبُ ينكـرهُ
وأنكـرَ الدبـرُ كيـداً كـانَ مفتَعـلا
فالجسـمُ فـي زورَقِ الآلامِ مغتـرِبٌ
بينَ الشطوطِ أسيرَ المـوجِ قـد خَُـذِلا
والقهرُ أبكى بنـايِ الصبـحِ أُغنيّتـي
وأثقـلَ التيـهَ فـي أنفاسهـا جُمَـلا
واحاتُُ سِحرٍ أنا والقطـرُ خاصَمَنـي
وحلمُ عمريَ في الأوصالِ قـد ذَبُـلا
ياواقفاً خلفَ بـابِ الصمـتِ متّشِحـاً
بعضَ السوادِ أما يكفيـكَ مـا فعـلا ؟
هذا المدادُ من ألأضـدادِ فـي لُغتـي
حتى تأجّجَ صرحُ الروحِ ....ما َأحْتملا
أرى بوسـطِ ريـاضِ الدهـرِ أمنيـةً
قد شـحّ ناعورُهـا مستمسكـاًَ وشـلا
لاالقطرُ يسمَـحُ كـي ماترتـوي لِغَـدٍ
أو تّتخذ مـن شَواطـي نهرِكَـم بـدَلا
إنشرْ.... على سِعَةِ الأرضَينِِ خارِطتي
وأفتح نَزيـفَ عروقـي منشِئـاً دُولا
إنشرْ.... طيوفَ عراقٍ واحـدٍ أحـدٍ
لاكفء يعلو على أعتـابِ مـا جُعـلا
الحـبُّ مثـلَ نجـومِ ا لليـلِ يمـلأُهُ
نهراهُ... كفّـا حنـانٍ طوّقـت قِبَـلا
انبئْ.... بأنَّ مليـكَ العـرشِ يعشَقـهُ
بل يصطَفيهِ وأن فـي رزئـهِ اكتَحـلا