رؤية نقدية لديوان /يحدث في السهل البعيد:
اولا ادون شكري الكبير للأديب بديع صقور رئيس تحرير مجلة "بناة الأجيال"الصادرة عن نقابة المعلمين بدمشق, لهديته الكريمة وهو ديوانه الجديد:يحدث في السهل البعيد...
وهو الإصدار الخامس عشر للأديب ,وقد تصفحته بداية قبل الشروع بقراءته بجدية وقد فاحت منه عطور الوطن..ورائحة الاهل والوالد والأم والبيئة السورية الصادقة...
والانطباع الأول دوما هو الذي يفتح الباب للقراءة والتامل في حروف ملؤها الوفاء والمحبة الحقيقية...فملامح الوفاء كانت بادية بقوة , تجاه بيئة العائلة
لتشمل المجتمع وينتشر عبقها ليشمل كل ماهو قريب من روح عربية بامتياز...
أقدم انطباعي البسيط فلست ناقدة محترفة:
يطالعك الغلاف وهو نصف الوجبة الثقافية التي تفتح لك الشهية لقراءة الديوان او أي كتاب ثقافي:
كانت اللوحة لالبرت توزولانا:بعنوان /الكونغو.
ورغم أنها إيحائية المسار والنمط الفني, إلا أنها عبرت بصدق عما يحوية الديوان من حميمية ولقطات قرب حقيقية.
نجد على ظهر الغلاف:
مقتطف من قصيدة:
آخر الهدايا من الدنيا كفن...
آخر البيوت قبر..
آخر الدرب..
نأتي بعدك..
ياتون بع
نا..
بكامل غربتنا...
بكامل صمتنا...
في تربة السهل تذوب..
************
نقتطف زهرة مما ورد من قصائد:
ص 27
نشيد الحضور:
بين صوتي وظل أبي تقف الحكاية..
إلى والدي (عليّ)في عامه الخامس والثمانين.
*********
في السهل البعيد...
كان يحدث أني أهبط السهل
أقصد كرم التين
أطلق صوتي
كمهر في المدى المقفر:
أبي!
أبي!يا عليّ!
يرتدصدى صوتي ..أبي لايردُّ
يداهمني خوف الطفوة
لة والغياب.
وتنهال عليَّ الأسئلة:
هل أغرى النهر
أبي فعجل يستحم ؟!
أبي يغسل قلبه الأبيض
أبي يتطهر بماء الصلاة
شاكرا ربه على كل حال
ربما هاجم أبي ذئبٌ شارد !؟
أبي لايخاف الذئاب
وإن هاجمته قطعانها..
أبي وحيدا
كيف يصرع قطيعا من ذئاب؟!
*********
بساطة على بساطة وكأنه يخاطب الجمهور القريب منه...وكأن الوالد قاسم مشترك بينه وبين الجميع...
والشاعر بداعلى يقين من أن الجمهور سيفهمه جيدا...
يحوي الديوان على تسعة عشرة قصيدة نثرية منوعة الغرض تراوحت بين الخطاب الشخصي والعام والوطني الحميم..
تشعران الشاعر يحدثك فعلا ,من بيته من مزرعته من بيئته الحقيقية, يحدثك أنت يامن تقرؤه جيدا كما يبدو له... واثق هو من أنك ستفهمه على أي حال..لبساطة نصوصه ومباشرتها والتي لم تعط بعدا مناسبا وحركية غبر مباشرة تعطب انطباع مبهر كان يجب ان يكون.
فالشعر يحتاج منا لغموض محبب يستفزنا نحو الأعمق ,حتى نفك شيفرة الشاعر الذي يبعث فيها حب الاستطلاع في القارئ لمابين السطور...
يمكننا عبره ان نبحث عن الصور التي تناثرت متفرقة بين القصائد..والتي كنا بحاجة لمزيد منها وربما الكثير..للبيئة الحميمية التي ذكرناها..ولأهمية العنصر الانطباعي في هكذا نمط أدبي .
ورغم هذا لايبقى من بصمة الأدب غير ملامح المحبة والإخلاص والتي كانت واضحة في معظم النصوص تبين ان القلب الكبير لبديع صقور..سوف يكمل رحلته معنا بعيدا جدا وإلى مرابع أروع وأروع.
**********
كانت هذه رؤية انطباعية بسيطةارجو ان يتقبلها مني أديبنا الكبير.
ريمه الخاني 2-10-2011
ملف مرفق 1302ملف مرفق 1303