أرقصوا لعباس وغنولو: راح ع أميركا، إجا من أميركا
عبد الستار قاسم
20/آذار/2014
غالبا كل يوم نثبت لأنفسنا أن المراهقة السياسية تصف تصرفاتنا، ونثبت أن القضية الفلسطينية قد أصبحت خلف ظهور جمهور غفير من الشعب الفلسطيني. فضلا عن خطابات المراهقة والإدانات الذاتية لعباس ودحلان، يخرج علينا مسؤولون فلسطينيون مصابون بالعقم ويطغى على قلوبهم النفاق والدجل والتضليلل يعطلوا المؤسسات التعليمية من مدارس وجامعات لتقديم الدعم لعباس. هؤلاء يعتبرون المدارس مزارع أغنام لمن خلّفوهم وبإمكانهم التلاعب بها في أي وقت يحتاجون فيه إلى التهريج السياسي. منذ قدوم السلطة والمدارس تستخدم لأغراض سياسية فئوية تسيء لفلسطين وللشعب الفلسطيني. وبدل الحرص على كل حصة تدريسية، والحرص على رفع مستوى التعليم في المدارس والجامعات، هم يعتبرون المؤسسات التعليمية مخازن بشرية مهمتها التصفيق والتصفير والتهريج. والهتاف. هذا علما أن أغلب الطلاب يتركون المؤسسة إلى بيوتهم ويرفضون المساهمة في هذه النخاسة الواطية.
في مناسبات عدة تتم الدعوة لتقديم الدعم لعباس، وعلى المدرسين أن يخضعون بآذان متدلية خوفا على الراتب ليقودوا طلابهم إلى سوق من المزايدات التافهة، والتي تلقى بها كلمات محشوة بالكذب والتزوير والتضليل.
راح أبو مازن إلى واشنطون، أخرجوا دعما له، وعاد من أمريكا، أخرجوا احتفاء بالانتصارات المؤزرة التي حققها ورمت بأوباما ومعاونيه الأرض، ومرغت أنفه بالأوحال. خاصة أننا رأيناه على الشاشة يمسك بأذني أوباما الكبيرتين ويُشَحوِط به في الشارع ويدعّس على رأسه.
هو عباس لماذا ذهب إلى أمريكا؟ وما هي الرؤوس المقطوعة التي عاد بها في شوال الخيش الذي أخذه معه.
المفروض أن درجة الوعي الشعبي قد ارتفعت بعد سماع عباس يدين نفسه في حديثه حول دحلان. لقد أدان نفسه لأنه يقوم بذات الأشياء التي يتهم دحلان على أساسها.
هذه الاستعراضات ليست غريبة على الشعب الفلسطيني والشعوب العربية. فالمهزومون يعملون دائما على التغطية على هزائمهم بالمهرجانات الزائفة التي يعرف السعب مسبقا أنها بلا رصيد، وأنها ليست سوى خطابات واهية لا تمت للحقيقة بصلة. ما يصنعه بعضهم بالتلاعب في الشارع الفلسطيني يسيء للنضال الوطني، ويمثل الإصرار على الخذلان والضعة والهروب من الحقيقة.