بدأت العاصفة... متى يتدخل الله؟!
كتب الدكتور رجائي حرب
منذ بداية عام 2020 ونحن نعيش أيام رعب وترقب بسبب إدخال العالم عنوةً في نفق فيروس كورونا المظلم؛ وبدا واضحاً أن مَنْ خطط لهذا الوضع لم يغفل أدق التفاصيل ليوهم الناس أن المرض هو وباء طبيعي ولا تقف خلفه مؤامرة شيطانية تريد تحقيق أهداف خاصة تحصد من ورائها أهداف سياسية واقتصادية
ولكن واقع الأمر يُظهر أن ما تم من إجراءات على مستوى العالم، وما تم من تطبيق لبروتوكول التعامل مع الفيروس بهذه الصورة العالمية يظهر وبكل وضوح أنه مخطط منذ زمن طويل؛ وتم تعميم الاجراءات على الجميع جبراً وقسراً لتطبيقه
وطريقة الإجبار هذه أصبحت هي ديدن دول النظام العالمي الجديد الظالمة بزعامة الولايات المتحدة الأمريكية والتي لا تنفك تبطش بالعالم وتعمل جاهدةً على استعباد البشر من خلال مخططاتها والذهاب بهم عنوةً لصياغة عالمٍ جديدٍ لا يكون فيه إلَّا العناصر التي يريدونها؛ مع التخطيط لفناء الآخرين وإبادتهم؛
وبالتالي فقد تم إعداد ورسم الخطط الشيطانية ليبدو المشهد طبيعياً كما فعلت عندما قضت على قوة العراق وورطته في غزو الكويت وكان ما كان، ثم طبقت نفس النهج عندما توجهت لمحاربة الحضارة الاسلامية، حين أخرجت بطريقة أفلام هوليوود أحداث الحادي عشر من سبتمبر وقصة أبراج التجارة العالمية في نيويورك ولعبة الارهاب الكبرى، إنهارت الأبراج وطار جورج بوش الابن ومن خلفه اللوبي الصهيوني واليمين المسيحي المتطرف والدولة الأمريكية العميقة والحكومة الخفية العالمية ليستبضعوا بجسد أمتنا ويقطعوا أوصالها، ويلعبوا لعبة إذكاء الصراع الطائفي بين أبناء الأمة من أهل السنة والشيعة لتهوي أمتنا من الداخل في مهاوي الردى
هذه البوابات التاريخية التي تحاول الدول الغادرة والطامعة الدخول منها للسيطرة على العالم هي نفسها التي خططت لكذبة فيروس كورونا؛ وهي التي هوَّلتْ خطورته ونشرت الرعب حوله ليستنفر العالم كل إمكانياته، ويعطلوا حياته لتحقيق غاية عظمى وهي إقامة الحكومة العالمية على الأرض، وطمس كل المباديء الاخلاقية، والقضاء على الشرائع الإلهية التي تعزز علاقة الانسان بخالقه، وتحرير الانسان من الضوابط التي تُهندس حياته لتسهل السيطرة عليه واستعباده سواءاً كان دولةً أو جماعةً أو منظمةً أو فرداً.
وبالبحث تبين أن المؤامرة قد تم إعداد برامجها بطريقة شيطانية محترفة للتحكم بمصائر الناس، فقد استطاعت تغيير سلوكيات البشر بالتلاعب بأذهانهم وعقولهم وطريقة تفكيرهم؛ وخلق جيلٍ أفكاره ومعتقداته سطحية؛ وتبين أن أعظم منوم مغناطيسي للبشر على سطح الأرض هو الإعلام الذي تتحكم به الأنظمة الشيطانية الهالكة من خلال بث الأوهام والأكاذيب لإقناع الناس بما يخدم مؤامراتهم
وخلق النظام العالمي الجديد منذ بدايات التسعينيات جيلاً كاملاً لا يعرف أي شيء سوى ما يراه على شاشات التلفزيونات، وتم برمجة هذا الجيل بطريقة يتم بها قيادته كقطيع ماشيةٍ إلى الذبح
هذه القوة الاعلامية اللعينة المتمثلة بالقنوات الفضائية ووسائل التواصل الاجتماعي أصبحت تحطم دول وتطيح برؤساء؛ ترفع أشخاص وتقصي آخرين؛ والويل والثبور لنا جميعاً إذا تم استخدام هذه القوة بيد ملاعين العصر لأنهم دمروا حياتنا وقضوا على حضارات وثقافات حتى وصلنا لعصر الجنون الجماعي الذي نعيشه.
لقد كشفت مرحلة فيروس كورونا العديد من الحقائق عن المؤامرة الكبرى التي بدأنا نرى ما يقف خلفها من نوايا وكما يلي:
أولاً:
تقتضي المرحلة الأولى من المؤامرة تطبيق مبدأ الحجر الصحي والعزل القسري رغم أن الفيروس لا يمتلك الخطورة التي هولوا لها. وأثبتت الوقائع أن عملية حجر المواطنين القسري وعزلهم في بيوتهم ما هي الا خطة خبيثةٍ من علماء النفس الاجتماعي التابعين لدول التآمر والتي تقول أن الانسان اذا تم عزله وحجره قسراً مدةً لا تقل عن 40 يوماً، فإن بالامكان تعليمه سلوكيات جديدة ويمكن جعله ينسى عادات وسلوكيات كان معتاداً على ممارستها. وبالتالي فهُمْ يريدوننا أن ننسى التواصل فيما بيننا في المرحلة الأولى ليحذفوا إنسانيتنا وطبعنا الاجتماعي، وما يتبع هذا التواصل من إطلاق للطاقات الايجابية الكامنة في حقيقة أن الانسان مخلوق إجتماعي لا يستطيع العيش بمفرده؛ يريدون منا أن ننسى مساجدنا وكنائسنا ودور العبادة الجماعية التي تعزز تواصلنا مع خالقنا؛ يريدون منا أن ننسى التراحم فيما بيننا كأناس خلقنا الله من ذكر وأنثى كي نتعارف ونتقارب لا أن نتباعد
ثانياً:
وبعد أن نجحوا في تطبيق المرحلة الأولى وأصدرت دول العالم قوانين الحجر والحظر والعزل وأصبحت هذه القوانين غير قابلة للنقض أو للرفض؛ وأغلقوا علينا دولنا ومدننا وقرانا وحاراتنا وبيوتنا، بدأوا بتنفيذ المرحلة الثانية وهي الدفق الاعلامي الكبير وبث الأخبار المروعة عن ضحايا الفيروس بالكورونا، لدرجة أنني وخلال البحث لكتابة هذه المقالة استمعت لشهادات العديد من الأطباء حول العالم والذين يقولون أنه تم إجبارهم على اعتبار أية حالة وفاة في المستشفيات هي وفاةً بسبب فيروس كورونا، وعلق الأطباء على ذلك بأنه لم يكن لديهم القدرة على الرفض كون الدول قد تم وضعها تحت منظومة قوانين الدفاع والأحكام الصارمة التي تجرِّم كل من يتعدى على سلطة النظام في الاعلانات الصحفية، ولضبط هذه الرسالة الاعلامية الموجهة جعلوها على لسان المسؤول الأول في المجال الطبي في الدول وهو وزير الصحة ليتم تنفيذ المطلوب منها بصورة دقيقة ودون مواربه.
ولم يعد لنا ملجأ إلا أن نتوجه للمصدر الوحيد والسهل للمعرفة والموجود في بيوتنا وبين أيدينا وهي وسائل التواصل الاجتماعي والفضائيات المسمومة والتي تبث الرسائل الموجهة والتي يتم تدجين الناس وحشو أفكارهم حسبما يشاؤون وكيفما يريدون لخلق حالة الرعب التي يستسلم من خلالها أصحاب القلوب الضعيفة والأفهام السطحية ويصبحوا أدواتٍ في أيديهم يستخدمونهم كيفما يشاؤون وليكونوا معاول هدم ورفض لنا نحن الرافضين لهذه الكذبة الكبيرة عندما نرفض قبولها.
ثالثاً:
وبعد كل هذا، وعندما تحين ساعة الحسم وبعدما حصلوا على مرادهم وهدموا إيجابية الإنسان ولوثوا معتقده وقطَّعوا تواصله مع الآخرين، وحطموا طبائع الخير عنده؛ والتقارب الايجابي فيما بينه وبين المحيطين به؛ ينقض الوحش الخفي الذي دبر كل هذا الرعب، ورسم كل هذه الخطط الشيطانية، ينقضُّ ليمارس خطة الخلاص المتمثلة باتجاهين: الأول وهو الاعلان عن اختراع لقاح للتخلص من الفيروس قوامه جرعةً تحمل رقائق الكترونية يتحكموا من خلالها بملايين الناس الذين أُجبروا على أخذ اللقاح. والثاني الاستفراد بالإنسان وعزله نهائياً بقطع الاتصال والتواصل الفضائي كاملاً؛ وبخطةٍ يكون دبرها تحت مسمى عاصفةٍ مغناطيسية تقضي على إشارات الإرسال الفضائي ووسائل التواصل الاجتماعي، ليدخل العالم في حالة من التيه المطلق، يقوم من خلالها بانتقاء الدول أو الجماعات أو الأقاليم التي يريد إعدامها وبدمٍ بارد وبعيداً عن الصخب الإعلامي الذي ربما يؤلِّبَ الشعوب ضده؛ فيطلق بعض الأوامر لهذه الرقائق المزروعة في أجساد الملايين لإنهاء حياتهم؛ وهنا تُبادُ شعوبٌ كان قد صنفها هذا النظام مسبقاً كشعوبٍ لا تستحق الحياة حسب وجهة نظره
رابعاً:
ثم تبدأ بعد ذلك المرحلة الأخيرة وهي تصنيف البشر الذين كانت لهم حضوة البقاء للعيش في النظام العالمي الجديد؛ كلٌ وله دوره، حيث يعملوا كعبيدٍ لحكومةٍ عالميةٍ واحدة، ومملكة عالميةٍ واحدة، وقيادةٍ شيطانيةٍ واحدة تخطط لتعلن بعدها الحرب على الله كما أعلنتها ممالك الجن قبل خلق آدم عليه السلام، حيث بعث الله جنود الملائكة وأبادوهم شر إبادة
وأمام هذا الكيد الشيطاني الكبير، والمكر الخبيث، لا يرضى الله سبحانه أن ينتصر الشر على الباطل؛ فكما تدخَّلَ سبحانه في كل دورةٍ بشريةٍ وفي كل عصرٍ مضى سيتدخل في هذه اللحظات التي تريد فناء الإنسان واستعباده، والتحكم به، وهذا ما لا يرضاه الله سبحانه.
فقد تدخل عندما أرادوا حرق إبراهيم الذي أتى بالنور إلى قومه فجعل النار عليه برداً وسلاما؛ وتدخل عندما تَبِعَ فرعون وجنوده موسى فشق لهم البحر طريقاً يبساً، وتدخل عندما أراد اليهود صلب عيسى، فشبهه لهم ورفعه إلى السماء، وتدخل عندما حاصر الأحزاب المدينة للقضاء على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاقتلع خيامهم وقلب قدورهم وشتتهم شر تشتيت
إنَّ قرارَ الله تعالى بإهلاك قوى الشر في العالم يعني أنَّ المُهلَكين قد وصلوا إلى نقطةٍ لا يُمكنُ بعدها أن يعودوا إلى رشدهم، فهم وصلوا إلى مرحلة الطغيان وقتل البشر وسفك دمائهم بالامراض والحروب واستعبدوهم، وهذا ما لا يمكن أن يسمحَ اللهُ تعالى باستمراره. وبما أن الله حاضرٌ دائماً، فإنني أجزم بتدخله وبطريقته ومكره الذي يغلب كل مكر. وأن ساعة الحسم قد اقتربت، وأن العاصفة الحسوم قد بدأت، وذلك ليس على الله ببعيد
لقد غدونا نتنسم عطر الفرج القادم من الله في كثير من العلامات؛ وبدأنا نرقب نهاية ( عادٍ الثانية ) بعد كل هذا التجبر والطغيان؛ وبدأنا نرى أحداثاً تقع كنا نظنها من المستحيلات؛ فطوبى لمن أدرك ذلك النصر الذي بدأ يطرق أبوابنا، ويستنهض هممنا لإعلان التوبة والعودة إلى الله واللحاق بركب الصادقين والمؤمنين بنصر الله وردعه الالهي للذين تهاونوا وفرطوا بحُرمة دماء البشر وأرواحهم الغالية عند الله، وعندها سيعلمُ الذين ظلموا أي منقلبٍ ينقلبون

23/5/2020