الوحش : قديماً كان التلفاز ، واليوم الموبايل ..

قال أحدهم : لقد أخرجت الوحش من بيتي ..
سألوه : من هو الوحش؟
فقال: ضيف زارنا، وضعناه في صدر البيت، أصغينا له ساعات طويلة، أنا وزوجتي وأولادي، كرمناه تكريماً كبيراً، بعد حين اكتشفت أن هذا الضيف وحش، أقام علاقة متينة جداً بينه و بين أولادي، على حساب علاقتهم معي، أقام علاقة طيبة جداً بينه وبين زوجتي وأولادي، وأنا أصبحت مهمتي أن آتي لهم بالطعام فقط ليأكلوه، وهم مع الوحش، ثم اكتشفت أنه ما لم أطرد هذا الوحش من بيتي، سيقضي علي وعلى أسرتي .

أيها الأخوة .. دخلت مرةً بيتاً يريد أحد الأخوة أن يشتريه، فطلب مني أن أراه، فقبلت ذلك، دخلنا الغرفة فرأيت طفلاً مضطجع على ظهره، واضعاً رجلاً فوق رجل، وبيده موبايل، والله لم يتحرك لما دخلنا، ومعي أبوه، والله لم يلقي لنا بالاً، ولم يشعر حتى بوجودنا !!
هذا هو ( الوحش )

أيها الإخوة والأخوات .. والله، الموضوع خطير ..

يوم كنا صغاراً، إذا ذهب أحدنا إلى فيلم في السينما، كان يعاقَب من أشد أنواع العقاب .
اليوم : أصبح في كل بيت يوجد ملهى ليلي، وفي كل غرفة، وبيد كل شخص، من الزوج والزوجة والأولاد !

هذه بيوت المسلمين، والله شيء مؤلم جداً !!
فإذا لم نُقم الإسلام في نفوسنا أولاً، ثم في بيتونا ثانياً، ولم نربي أولادنا تربية إسلامية، ولم يكن في البيت طهر وعفاف، وذكر لله، وتلاوة للقرآن، وإقامة الصلوات، وفيه روحانية الإسلام، فيه تجليات من الرحمن ..فهذه البيوت ستصبح اليوم بوجود هذا الموبايل قطعة من الجحيم، كله مشاكل، وصخب، وضرب، وتكسير، وسبّ، وطرد على بيت الأهل، وحرد ..لأن هذا من فعل الشيطان .
أما إذا كان هناك طاعة للرحمن سيختلف الأمر تماماً .
أرجو أن يكون بيتكم إسلامياً، بالتوبة، بغض البصر، بالصدق، بتربية الأولاد، بأداء الصلوات، أيقظ زوجتك وأولادك على صلاة الفجر ..

سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه، حينما طُعن، أُغمي عليه، فحينما صحا من إغمائه ماذا قال ؟ تصوروا ماذا قال؟
قال : هل صلى المسلمون الفجر؟
يعني ما همه أمر نفسه؟ ما همه أمر أنه قُتل، أو طُعن، وهو في طريقه إلى الموت ..همه هو هل صلى المسلمون الفجر؟

وأنت ما همك ؟
هل صلى أهلك الفجر؟ هل صلى أولادك الفجر اليوم ؟ هل صلت زوجتك الفجر ؟ أم أنك أصلاً أنت لا تصليها ؟

أنت أول ما تدخل البيت تسأل زوجتك هل تعشى الأولاد؟ هل كتبوا وظائفهم ؟ تقول لك : نعم، بسرور ، لكن هل صلوا العشاء؟ لا تسألها !
تسألها عن الأكل وكتابة الوظائف فقط .

هل هذا البيت هو بيت المسلم ؟!
الدكتور راتب النابلسي