منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 2 من 2
  1. #1

    نُسيت حتى كذريعة

    الثلاثاء - 18 صفر 1439 هـ - 07 نوفمبر 2017 مـ رقم العدد [14224]
    سمير عطا الله
    كاتب وصحافيّ لبناني، عمل في كل من صحيفة النهار ومجلتي الاسبوع العربي والصياد اللبنانية وصحيفة الأنباء الكويتية.


    ينحاز المرء إلى فريق دون آخر، مهما كان النزاع بعيداً عنه، لتخوفه من أن بعض النزاعات معدية كالأوبئة. وهذه عندي قناعة، لا مجرد خوف. ومنبع هذا الخوف الدائم هو الحذر من الطبيعة البشرية وتحولاتها السريعة والمرعبة. بعد الحرب العالمية الثانية، توحدت يوغوسلافيا في إطار عرقي وإثني. ثم تفككت في الإطار نفسه لأسباب طائفية وإثنية. ولم يتوقف الصرب والبوشناق لحظة عند كونهما من العرق السلافي.

    من ناحيةٍ رأينا أوروبا تتوحد في حماس شديد رغم حروبها ولغاتها وجذورها، والآن نراها منزلقة إلى التفكك لأسباب أقل أهمية بكثير: أسباب «خارجية» كمخاوف الهجرة في بريطانيا، وأخرى واهية أو غير مقبولة كما في كاتالونيا في القرن الحادي والعشرين.
    يكاد الحماس الجماهيري السطحي، يكون واحداً، في الدخول وفي الخروج. مرت مئوية وعد بلفور من دون أي مظاهرة في العالم العربي، لماذا؟ لأن المنظمين قد غابوا. ففي ذكرى 25 عاماً على الوعد الجائر، وفي ذكرى 50 عاماً، وفي كل ذكرى سنوية، كانت شوارع العواصم العربية تكتظ بالمعترضين، وجميعهم صادقون ومخلصون. لكن العرب نسوا المناسبة هذا العام الخاسر وتذكرها المستثمر الأكثر صفاقة، بنيامين نتنياهو.
    نزلت الجماهير بمئات الآلاف في مدن وعواصم عربية لكي تصفق لاحتلال صدام للكويت. وكانت الجماهير تصخب غاضبة من أجل الفيتنام. وقد أخفقنا في تنظيم احتجاج مدني ملحوظ في أي عاصمة عالمية، احتجاجاً في مئوية الرجل الذي حملت الكارثة الفلسطينية اسمه.
    في هذه الأثناء، كانت ثمة أرض فلسطينية أخرى تستعاد، ويتم التوافق على تقاسمها: حماس تقول للسلطة، لكم كل ما هو فوق الأرض، ولنا كل ما تحتها! تم ذلك في الوقت الذي توصلت إسرائيل إلى حدث علمي يكشف الأنفاق ويتمكن من تدميرها، منهياً بذلك مرحلة أخرى من مراحل الكفاح السري الفلسطيني.
    احتفلت تيريزا ماي هي أيضاً بالمئوية القاتلة. فمن يعاتبها على وضع الملح في الجرح العربي؟ لقد تلبد فيه نهر الدم وتجعدت في جلده طبقات النسيان. والذين كانوا يجرّون الأمة إلى الحرب من أجل فلسطين، يخوضون كل حروبهم بعيداً عنها. والذين بلغوا الحكم والسلطة باسمها، لم يعودوا في حاجة إليها حتى كذريعة. حتى كمذكرة احتجاج. كل البشر تحتفل بمناسباتها، ونحن أشرف لنا أن ننسى.

  2. #2

    رد: نُسيت حتى كذريعة

    أجل أخي الأستاذ ناجي , إن السكوت عن الحق يشبّه صاحبه بالشيطان الأخرس , فالكلمة لها رصاصتها ولو كانت باللهجة العامية , وللكلمة قوتها كالسيف مسلطاً على رقاب الظالمين , ولكن كيف يحتج الطير وهو مهيض الجناح أمام الصقر الجارح ؟ فالصقر يمنعه من الحركة فكيف لا يمنعه من إضراب يؤلم صديقه في أرضنا المحتلة ؟
    لقد تكلم الشعراء حول وعد بلفور
    قال أحدهم :
    يا وعد بلفور يا شؤم المواعيد ... يا وصمة العار في أيامك السود
    وقال آخر:
    إن ينقصكم السلاح فاقتلوا الأعداء وخذوا منهم سلاحهم .
    فيا أخي لقد كانت الكلمة توعية وتفتيح عقلي وتعبئة نفسية , فدعوا الشعراء يتكلمون بما لديهم من ثروة كلامية احتجاجية , كقول الشاعر:.
    كم كان وعدك يا بلفور مشأمة ........أعوذ بالله من شؤم المواعيـد
    دون البلاد وتعويد البـلاد كما........... يـرون عزم أباة غير مردود


    وقال إبراهيم طوقان


    قد شهدنا لعهدكم بالعدالة ...... وختمنا لجندكم بالبسالة
    وخجلنا من لطفكم يوم قلتم .....وعد بلفور نافذ لا محالة


    وغيره من أمثال: مطلق عبد الخالق الذي يقول:


    عشرون عاما قد مضين ولم تكن يا يوم إلا ريبة المرتاب
    أو لست ذا وجهين وجه باسم لهم .. ووجه بارز الأنياب

    من شاء فليأخذ عن القسـام أنموذج الجندي في الإسلام
    وليتخذه إذا أراد تخلصــا من ذلك الموروث خير إمام

    وقال:
    يا ساسة العرب هبوا للنضال معا
    ثم اتركوا بالىَ الأحقاد والتهم
    يكن لكم خالق الأكوان معتصما
    حمي الرحيم لدينا خير معتصم
    ردوا إلى المسجد الأقصى كرامته
    وافــدوا بنوته بالمال أو بدم

    وأخيرا يا أخي ناجي فإن بلادي هي بلادك كما قال الشاعر
    بـلادي بلادك لست أنا ولا أنـت إلا ضحايا البشر

    لك الشكر على اهتمامك وبارك الله بك , وإلى الأمام لتوضيح ما يدور بيننا من وئام

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •