رداً على الكذاب نتنياهو حول القائد الفلسطيني الكبير مفتي فلسطين الحاج أمين الحسيني

برر الفاشي نتنياهو مجرم الحرب هتلر و الإيديولوجية النازية و المانيا النازية من عنصريتها و وحشيتها عندما زعم كذباً و بهتاناً كعادة الصهاينة بالكذب و هم اساتذة كبار في فن الكذب و رفعوه إلى مستوى القداسة الدينية و سياسة رسمية يمارسونها و تمارسها إسرائيل, عندما زعم أن مفتي فلسطين أقنع هتلر بارتكاب الإبادة الجماعية بحق اليهود في ألمانيا.
أساء الإرهابي نتنياهو لضحايا النازية من يهود إندماجيين غير صهاينة في ألمانيا و أوروبا عندما برأ هتلر و النازية من عنصريتها المتأصلة في الإيديولوجية النازية الآرية العرقية و من جرائم الحرب و جرائم ضد الإنسانية التي ارتكبتها. واستغلت إسرائيل و الصهيونية العالمية معزوفة الهولوكوست النازي و المبالغة فيها لإقامة إسرائيل في فلسطين قلب الوطن العربي و لتبرير الهولوكوست الإسرائيلي على شعبنا العربي الفلسطيني و على أمتنا العربية.
و قام الصهاينة و قادة إسرائيل بالتعتيم على أسود صفحة في تاريخ الصهيونية و هي التعاون بين الصهيونية و النازية للتشابه النظري و العملي بين الإيديولوجيتين العنصريتين و تحقيقاً لمصالحهما في تنظيف ألمانيا من اليهود و تهجيرهم فقط إلى فلسطين و تعويضهم عن بعض أموالهم و ممتلكاتهم ببضائع ألمانية استلمتها الوكالة اليهودية في فلسطين و روجت بيعها في بلاد الشام.
لذلك أطلق بعض الكتاب الألمان على هتلر أنه مؤسس إسرائيل. و يكشف المقال التالي بعض خفايا التعاون بين الإيديولوجيتين العنصريتين. و من الجدير بالذكر أن اسرائيل تعاونت مع بقايا النازيين و استغلتهم لخدمة مصالحها العسكرية و الأمنية. و قام أحد أصحاب الشركات الكيماوية الماني نازي سابق بشراء و سرقة (650) طن يورانيوم من الولايات المتحدة لتزويد مفاعل ديمونا الذري بالوقود في خمسينيات القرن الماضي.


التعاون الرسمي بين ألمانيا النازية والحركة الصهيونية
ايخمان والتعاون مع الصهاينة نموذجاً (3\3)
د. غازي حسين

أيد هتلر الهجرة اليهودية واتفاقية هافارا لحل المسألة اليهودية التي شكلت له مشكلة ألمانية.
واعتقد أن حلها إنقاذاً لألمانيا من خطر مؤامرة اليهودية العالمية. لذلك أبدى استعداده لتقديم التضحيات المادية في مجال تأمين شهادة الألف جنيه الاسترليني لكل مهاجر والسلع الألمانية.
وكانت ألمانيا النازية تعرف أن هجرة يهود ألمانيا تعني «اشتراك ألمانيا في حفر قبر لمكانة العرب في فلسطين» بحسب تعبير القنصل الألماني في القدس الهر دولي.
ووقع الخلاف داخل أجهزة الحكم النازي حول موقف ألمانيا النازية من تأسيس دولة يهودية في فلسطين ومطالبة دائرة ألمانيا ودائرة الألمان في الخارج التوقف عن سياسة التراتسفير لأنها تساهم في عملية إقامة الدولة اليهودية مساهمة جوهرية.
وكانت معظم المؤسسات والدوائر الرسمية في ألمانيا النازية لا تعارض إقامة الدولة اليهودية في فلسطين.
وبعثت وزارة الخارجية الألمانية (بيلو وشغانته) بمذكرة في 22 حزيران 1937 إلى السفارات والبعثات الدبلوماسية في الخارج لمراجعة السياسة الألمانية جاء فيها:
«دعت الأحداث إلى مراجعة الموقف الألماني من إنشاء دولة يهودية في فلسطين. وكان الهدف الأساسي لسياسة ألمانيا اليهودية هو أن تدعم هجرة اليهود من ألمانيا قدر الإمكان. وقدمت التضحيات من العملات الصعبة لبلوغ هذا الهدف. وأملت الدوافع السياسية الداخلية هذا الموقف الألماني الذي أكسب اليهودية في فلسطين أرضية صلبة عملياً، وسرّعت بذلك بناء دولة فلسطين اليهودية. وهذه (السياسة الألمانية) ساهمت في وجهة النظر وكأن ألمانيا تقف موقفاً إيجابياً من بناء دولة يهودية في فلسطين».
هتلر يقرر هجرة اليهود إلى فلسطين
لعبت الدائرة السياسية في الحزب النازي برئاسة الفيلسوف دوزنبيرغ دوراً في المطالبة بإجراء مراجعة عامة لسياسة الهجرة اليهودية إلى فلسطين، حيث أدّت إلى مساهمة الآريين وغير الآريين في تسهيل الهجرة اليهودية إلى فلسطين. ودعت الدوائر المعارضة لسياسة الهجرة إلى استبدال الهجرة إلى فلسطين بسياسة جديدة وتوجيهها إلى بلدان متعددة في العالم.
وفي الوقت نفسه أبدى بعض كبار الموظفين في الخارجية قلقهم من استغلال الموقف الألماني الجديد وتحريض اليهود الرأي العام العالمي ضد ألمانيا وتصعيد حركة المقاطعة العالمية للسلع الألمانية.
وتصاعد الخلاف بحيث اقتضى الأمر الاحتكام إلى هتلر في مصير اتفاقية هافارا واستمرار الهجرة.
وبالفعل أعلم هتلر في تموز 1937 وزارة الداخلية بضرورة استمرار الاتفاقية والهجرة اليهودية إلى فلسطين.
وأعلن ممثل وزارة الداخلية أن وزارته تصر على استمرار سياسة الهجرة بأية وسيلة ممكنة. وأوضح في اجتماع في 29 تموز أن «الزعيم» أي هتلر أكد رغبته في استمرار الهجرة اليهودية.
وهكذا أصدر هتلر قراراً بدعم الهجرة اليهودية بالوسائل كافة وتوجيهها إلى فلسطين. واعلم هتلر فيلسوف النازية الفرد روزنبيرغ بالقرار لضرورات السياسية العملية وأن هجرة اليهود إلى فلسطين أمر مرغوب فيه، كما يجب عمل كل شيء يساهم في زيادتها.
رفضت المنظمة الصهيونية العالمية بسبب كبر السن ثلثي طلبات الهجرة التي قدمتها يهود ألمانيا، وأعطت الأولوية للهجرة المختارة، هجرة الشباب، إذ كانوا من المتقدمين بالسن، مما يعيقهم من إنجاب الأطفال، إضافة إلى أنهم ليسوا صهاينة ولا يتحدثون العبرية. وبدلاً من هؤلاء اليهود المعرَّضين للاضطهاد والسجن في معسكرات الاعتقال استقدمت المنظمة الصهيونية العالمية ستة آلاف شاب من الولايات المتحدة وبريطانيا ودول أخرى لم يتعرض فيها اليهود للخطر.
وعارضت غولدا مائير في المؤتمر العالمي لإنقاذ المهاجرين اليهود كممثلة للمنظمة الصهيونية العالمية فتح الأبواب الأوروبية والأميركية أمام الهجرة اليهودية. ورفضت بشدة إيجاد ملجأ آخر لليهود الهاربين من الجحيم النازي غير فلسطين، ما أظهر وحشية الصهيونية وهمجيتها حتى تجاه اليهود.
قام الفستابو بما لديه من إمكانيات بتشجيع هجرة يهود ألمانيا إلى فلسطين، وكان بن غوريون يحث باستمرار على ذلك وبعث برسالة إلى جورج لانداو موقعة منه في 21/1/1935 يفوضه فيها نيابة عن الوكالة اليهودية بمناقشة قضايا التدريب المهني لليهود المرشحين للهجرة.
واستجاب زعيم الجستابو لطلب بن غوريون ووضع عدة مزارع في الريف الألماني والنمساوي تحت تصرف الصهاينة للقيام بدورات زراعية وبحرية ومهنية.
ممثل الجستابوا ايخمان والتعاون مع الصهاينة:
عيَّن ميلانشتاين في تلك الفترة أدولف إيخمان مسؤولاً عن التعاون مع الصهاينة لتهجير اليهود إلى فلسطين.
أرسلت الهاغاناه فيسل بولكس (أحد اليهود المهاجرين من ألمانيا) إلى برلين في بداية عام 1937.
وكان يعمل هو وصديقه ريشرت قبل خروجهما من ألمانيا مع القسم الثاني في الأجهزة السرية في الجستابو في برلين. واستقبله أيخمان في 16/2/1937. وأكد بولكس للنازي ايخمان أن المسؤولين الصهاينة راضون تماماً عن السياسة التي تنتهجها حكومة ألمانيا النازية بتشجيع الهجرة اليهودية إلى فلسطين. وأجرى مباحثات مع كبار المسؤولين في المخابرات النازية ومنهم هيربرت هاجن وأدولف ايخمان وطالب فيها ممثل الحركة الصهيونية من المخابرات النازية الإسراع في طرد اليهود الألمان إلى فلسطين مقابل تقديم الحركة الصهيونية خدمات عديدة لألمانيا في منطقة الشرق الأوسط وفي بقية مناطق العالم.
ووافقت ألمانيا النازية على ذلك، كما وافقت على طلب المنظمة الصهيونية العالمية بألا يهاجر اليهود الألمان إلى بلد آخر غير فلسطين.
وسافر في أيلول 1937 أدولف ايخمان وهيريرت هاجن بناء على تعليمات زعيم الجستابو هايدريش إلى فلسطين. وزارا حيفا وجبل الكرمل ثم توجها إلى الاسكندرية والقاهرة واتفقا مع زعماء الهاغاناه في القاهرة على قيام اليهود بتقديم المعلومات السرية التي ترغب فيها ألمانيا النازية مقابل دعم ألمانيا النازية هجرة اليهود إلى فلسطين. وكتب أدولف ايخمان عن هذه المباحثات مع ممثل الهاغاناه بولكس في القاهرة يقول بأن الزعيم الصهيوني أعطاه تقريرين:
الأول: يتضمن معلومات عن اتصالات قائمة بين الأميرين شكيب وعادل أرسلان مع الاتحاد السوفيتي.
والثاني: يحتوي على معلومات عن الحزب الشيوعي الألماني ومكان إذاعة الحزب في ألمانيا بعد أن عجز الجستابو عن معرفة مكانها. وتصاعد التعاون بين الصهاينة وأجهزة المخابرات النازية على أثر تحديد سلطات الانتداب البريطاني للهجرة اليهودية إلى فلسطين بعشر آلاف شهرياً.
وأرسلت المنظمة الصهيونية العالمية عام 1938 موشية بار جيلاد إلى فيينا للتفاوض مع النازي ايخمان الذي أسس المكتب المركزي للهجرة اليهودية، والذي كان ينظم الدورات للشبان اليهود في قصور الأغنياء في الريف النمساوي، وإرسالهم سراً بإمكانيات وعلاقات ألمانيا النازية إلى فلسطين.
وتلقت الهجرة اليهودية ضربة مؤقتة على أثر اغتيال الملحق الثقافي الألماني في باريس على يد يهودي بولندي، احتجاجاً على إجراءات ترحيل اليهود البولنديين من ألمانيا. واستغل غوبلز عملية الاغتيال والنازي يوليوس شترايشر والحزب النازي ونظموا حملة معادية لليهود وصلت ذروتها في ليلة الكريستال في 9 تشرين الثاني عام 1938 دون استشارة هملر وهايدريش وهتلر، ما أزعج الأجهزة الأمنية في برلين.
وغضب هملر وغورينغ وزير الطيران من غوبلز وزير الدعاية. وعهد هتلر بملف المسألة اليهودية إلى غورينغ الذي حمّل غويلز المسؤولية عن عمله الأرعن والإساءة إلى سمعة ألمانيا في الخارج.
أثرت أحداث تحطيم واجهات المحلات الصهيونية تطلب من الدول الأوروبية عدم السماح لليهود بدخول أراضيها.

اليهودية في المدن الألمانية في الليلة الكرستالية لكثرة الزجاج التي تحطم فيها على هجرة اليهود من ألمانيا.
ولكن هتلر حسم المشكلة في 24 كانون الثاني 1939 بالأمر الذي وجهه إلى هايدريش رئيس الجستابو وتضمن استئناف الهجرة اليهودية بشكل أكثر تنظيماً من الماضي وبالتعاون بين أجهزة الأمن السرية النازية مع عصابة الهاغاناه الصهيونية. واتفقا على توجيه الهجرة إلى فلسطين فقط.
واتصلت الحركة الصهيونية بمعظم الدول الأوروبية ومنها سويسرا، وطلبت منها عدم السماح لليهود بدخول أراضيها، كما طلبت من السلطات النازية وضع حرف j (أي يهودي) على جواز السفر حتى لا يُسمح لليهود بالدخول إلى البلدان الأوروبية وإنما السفر فقط إلى فلسطين.
وظهر نجاح الصهيونية في حادثة السفينة «سانت لويس» في أيار 1939 التي كانت مليئة بالمهاجرين اليهود، ورفضت الولايات المتحدة والبلدان الأوروبية السماح لها بالرسو فاتجهت السفينة ومن عليها إلى فلسطين.
وورد في محاكمة ايخمان في «إسرائيل» أنه قد أقام معسكرات لتدريب اليهود ومساعدتهم على الهجرة إلى فلسطين، كما ورد في محاكمته أيضاً قصة اللوريات (الشاحنات) المشهورة، وخلاصتها أن ايخمان قد عرض خلال الحرب على بعض الزعماء الصهاينة تسليمهم جميع اليهود في معسكرات الاعتقال النازية مقابل سيارات شاحنة وكميات من القهوة والشاي، ولكن زعماء الحركة الصهيونية رفضوا الصفقة التي كانت ترمي إنقاذ اليهود من معسكرات الاعتقال النازية.
وقد أكد جاييم لنداو أحد قادة عصابة الهاغاناه وعضو الكنيست في ندوة عقدت عام 1966 في تل أبيب وقال: «إن الوكالة اليهودية كانت تعلم بالإبادة الجماعية، والحقيقة أن قادة الوكالة لم يصمتوا فقط بل إنهم أسكتوا الآخرين الذين عملوا بذلك».
ندين ونشجب الإبادة الجماعية التي ارتكبتها النازية، وذهب ضحيتها 54 مليوناً من البشر، ولكن إسرائيل واليهودية العالمية والمنظمات الصهيونية بالغوا في أرقام الضحايا وشطبوا على جميع الضحايا غير اليهود، وأسأوا استخدامه وسخروه للضغط والابتزاز للحصول على التعويضات الألمانية وهدايا الأسلحة بما فيها الغواصات النووية التي لا مثيل لها في العلاقات الدولية، ولتبرير حروب إسرائيل العدوانية واغتصابها للأراضي والحقوق والمياه والثروات العربية، والسياسة الاستعمارية والعنصرية والإرهابية التي تطبقها إسرائيل في فلسطين والجولان السوري المحتل.
وتستخدم إسرائيل اليوم ضحايا النازية لاسكات الأصوات المنتقدة لها في العالم واتهام كل من لا يروق لها باللا سامية لتلميع وجهها العنصري والإرهابي والاستعماري القبيح والاستمرار في تعميق نكبة فلسطين وبالهولوكوست الإسرائيلي على الشعب العربي الفلسطيني لإقامة أكبر غيتو يهودي استعماري وعنصري وإرهابي معاد لشعوب المنطقة وكمركز للصهيونية العالمية للهيمنة على العالم.