نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعيمن النسخة الورقية للوطنعزيزى.. رئيس مصر القادم

أسامة السيد الأزهرىالأحد 27-04-2014 22:37

طباعة




السيد الرئيس، مهما كان شخصك الذى سوف تسفر عنه الانتخابات الرئاسية المقبلة، وأياً ما كان اسمك، وتاريخك، وصفاتك، ومهما كانت النسبة المئوية التى صوّتت لصالحك من جملة الناخبين من الشعب المصرى العظيم، ومهما كان برنامجك الانتخابى، وخططك الطموحة التى وعدت بها هذا الشعب، ومهما كان الطاقم والفريق الذى استقر عليه اختيارك، والذى تُطِلُّ به على الشعب المصرى، فيرى فيهم بوادر أمل، لتحقيق مستقبل، سوف أتجاوز وأتخطى ذلك كله، حيث إننى لا أتوجه إليك بنصح ولا مشورة على المستوى السياسى، ولا الاستراتيجى، ولا الاقتصادى، ولا التنموى، ولا على مستوى التخطيط والإدارة، لأنك غارق بلا شك فى عشرات من الخطط والتفاصيل والأطروحات فى كل تلك النواحى، ولأن حولك العشرات من الخبراء المختصين، فى كل تلك الجوانب. نعم، لن أتكلم إليك فى شىء من ذلك، ولكنى أريد أن أَخْلُصَ من كل ذلك إلى الحديث إليك فى جانب خفى غريب، يغيب عن كثير من الناس، ولا يشير عليك فيه أحدٌ من الخلق، ولا يشهده معك سواك، يا سيادة الرئيس: إذا خلوت فى جوف الليل إلى ربك، بقلب قد امتلأ بالفاقة والضراعة والانطراح بين يدى رب العالمين وقيوم السماوات والأرض، ومالك الملك، الذى يداول الأيام بين الناس، وينزع الملك ممن يشاء، ويمنحه لمن يشاء، فإذا خلوت إلى ربك، تتضرع إليه، وتبكى بين يديه، وترجوه، وتسأله التوفيق، فى خدمة شعب مصر العظيم، وتاريخها المجيد، وأرضها الطاهرة، وتدعوه بأسمائه الحسنى وصفاته العُلا، أن يُجرى على يديك الخير والرخاء لهذا البلد وأبنائه، وتتضرع إليه سبحانه أن يذلل لك الصعاب والأزمات، وأن ييّسر على يديك العوائق والمشقات المعقدة المتراكمة، التى لحقت بشخصية الإنسان المصرى، ونفسيته، ومنظومة قيمه، وتعليمه، وصحته، وإنتاجه، وأمنه، فحينئذ فإنى أنصحك وأوصيك أن تُلِحَّ عليه سبحانه من أعماقك وفى باطنك، بالدعاء والضراعة، أن ينظر جل جلاله بنظر الرضا والتوفيق والمعونة إلى كل جهودك وخططك وتدابيرك وفريقك المعاون، وأن يتجلى سبحانه على كل تلك الإجراءات والخطوات بالسداد والبصيرة والنور والمعونة، يا سيادة الرئيس، هو سبحانه الخلاق، الرزاق، الذى لا رادَّ لحُكْمِه، ولا مُعَقِّبَ لقضائه، ولا مُبَدِّلَ لمشيئته، وما يفتحه سبحانه للناس من رحمة فلا ممسك له، وما يمسك فلا مرسل له من بعده، خضعت لعظمته الرقاب، وتسببت بفضله الأسباب، الكون كله بأرضه وسمائه وكواكبه وأفلاكه وشموسه يجرى بتقديره وحكمته، ويخضع لعظمته ومشيئته، فيا سيادة الرئيس، اجعل من جملة خطوات برنامجك فى إدارة مصر، بعد أن تبذل غاية وسعك فى التخطيط والتقدير والدراسة والمراجعة، واستنفار الخبرات والعقول المصرية العبقرية، واجتذاب الكفاءات النظيفة المفعمة بحب هذا الوطن والتفانى فى خدمته، اجعل لنفسك بعد ذلك كله سويعة فى جوف الليل تخلو فيها إلى ربك، وأنت متيقن أنه لا ناصر لك سواه، وأنه لا معين لك على الصعاب سواه، وأنه إذا أقبل عليك بتوفيقه ومعونته فالكون كله مسخر لخدمتك، وتلين الأسباب معك، وينتظم لك كل شىء، ويجتمع لك شمل كل شىء، وتُرزق السعادة فى دنياك وآخرتك. إنما أردت يا سيادة الرئيس أن أخاطب قلبك، حيث لا أظن أن أحداً سبق وأشار عليك فى ذلك بشىء، ولقد بذلت لك هنا نصيحة صدق، تجد نتيجتها وأثرها إذا عملت بها إن شاء الله، وباب ربك مفتوح، لا حاجب عليه، يا سيادة الرئيس، عزك وجاهك وتوفيقك وسداد أمرك بيده، فاطلبه منه، يا سيادة الرئيس، قل لربك: يا رب!! مصر، البلد العظيم، الذى جعلته مستقراً لأنبيائك ورسلك، وجعلته بلد العلم والحكمة عبر الزمان، وجعلته بلد الخير والحضارة فى سائر العصور، فاحفظ يا رب مصر بحفظك الجميل، وأعنِّى على القيام بخدمتها وخدمة شعبها، ووسِّع أرزاقهم، وجمِّلْ أخلاقهم، وأنزل السكينة عليهم، واجمع من شملهم ما تفرق، واجعل عاقبة أمرهم رشداً، يا رب، من ذا الذى قصدك فخيبته؟! من ذا الذى طرق بابك فحرمته، أسألك سؤال مفتقر إلى توفيقك، قد وكل إليك أمره، وفوّض إليك شأنه، يا أعزَّ مأمول، ويا أكرم مسئول، يا من بيده خزائن السماوات والأرض، ولك الأمر والملك، قد ألقيت همومى على بابك، وسألتك من فضلك العظيم، ولا حول ولا قوة إلا بك.