أ.د فاضل السامرائى
لمسات بيانيه ( سؤال و جواب )
رداً على سؤال الأخ الفاضل / Usama اiftsüren
▬▬▬▬▬▬▬▬ ••••• ▬▬▬▬▬▬▬▬

♦ السؤال :◄ قوله تعالى فى سوره طه
• ( قَالَ فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَيَاةِ أَن تَقُولَ لا مِسَاسَ وَإِنَّ لَكَ مَوْعِدًا لَّنْ تُخْلَفَهُ وَانظُرْ إِلَى إِلَهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفًا لَّنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفًا )
• ما اللمسه البيانيه فى الآيه ؟

♦ الجواب :◄
• في سورة طه :◄
• ( قَالَ فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَيَاةِ أَن تَقُولَ لَا مِسَاسَ وَإِنَّ لَكَ مَوْعِدًا لَّنْ تُخْلَفَهُ وَانظُرْ إِلَى إِلَهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفًا لَّنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفًا ) •←• ( ظَلْتَ )
1 • السؤال الآن :◄ الفعل الوحيد الذي ورد بهذه الصيغة
وهي حذف أحد حرفي التشديد
مع أن المقام مقام مبالغة في العكوف وليس مقام تقليل
إذا اعتمدنا أن الزيادة في المبنى تدل على الزيادة في المعنى
فما العِلة من ذلك؟
• العرب و قريش و غيرها قد تخفف من الفعل المضعّف إذا صادفه تسكين. أصل الفعل •←• ( ظلِلْت ) مضعّف.
• فعندهم هذا
• وقسم من العرب عندهم لغة قالوا
هم بنو سُليم يحذفون دائماً ليس فقط في الفعل بل ما كان شبيهاً بالمضاعف إذا سُكّن آخره قلا يقولون أحسست وإنما أحست
ولا يقولون هممت وإنما همت، صددت – صدت.
هذه لغة من لغتهم فهذه لغة.
2 • يبقى السؤال :◄ لماذا استعمل هذه اللغة هنا مع العلم أنه لم يحذف في المضعف فلماذا استعملها هنا ؟
• استعملها في القرآن الكريم مرتين◄:
هنا وفي سورة الواقعة ( فظلتم تفكهون ).
• هنالك ظاهرة عامة في القرآن الكريم أن القرآن يحذف من الفعل
إذا كان زمنه أقل مثل ( تتوفاهم وتوفاهم ) الذي زمنه أقل
يحذف منه مراعاة بين قصر الفعل والزمن .
• هذه ظاهرة عامة في القرآن الكريم منتشرة متسعة
• ( استطاعوا .. اسطاعوا و تتنزل .. تنزل)
• تتنزل أكثر من تنزل •←• لأن تلك في ليلة واحدة ليلة القدر
• ( تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ )
• أما الثانية
• ( إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ ) •←• في كل لحظة فقال تتنزل.
• نعود للآيه التى معنا فى سوره طه :◄
• هنا •←• ( وَانظُرْ إِلَى إِلَهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفًا )
• يتكلم عن السامري الذي صنع العجل، كم ظلّ عاكفاً عليه ؟
• على مدة ذهاب موسى عليه السلام وعودته
• وليس كالذي يعبد الأصنام طول عمره لكن بمقدار ما ذهب موسى عليه السلام وعاد وقال له
• ( لَّنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفًا ).
• إذاً :◄
هذا البقاء قليل فحذف من الفعل لأن هذه العبادة لا تشبه عبادة الآخرين الذين يقضون أعمارهم في عبادة الأصنام لكن هذه مدة قصيرة بمقدار ما ناجى موسى عليه السلام ربه ثم عاد
• فحذف من الفعل إشارة إلى قصر الزمن .

3 • سؤال :◄
ماالفرق بين النسف و التسيير في القرآن الكريم ؟
• النسف •←• قد يكون له معنيان
♣ إما الإقتلاع و الإزالة
♣ و إما التذرية في الهواء
كما جاء في قصة السامري فى سورة طه :◄
• ( قَالَ فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَيَاةِ أَن تَقُولَ لَا مِسَاسَ وَإِنَّ لَكَ مَوْعِداً لَّنْ تُخْلَفَهُ وَانظُرْ إِلَى إِلَهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفاً لَّنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفاً ).
• والنسف والتسييرللجبال هي •←• من مشاهد يوم القيامة كالدكّ والنصب وغيرها فهي تتابعات مشاهد يوم القيامة فتكون الجبال كالعهن المنفوش ثم يأتي النسف والتذرية فى النهاية.
4 • سؤال :◄
لماذا لم يدفنه فى التراب وكيف نفهم التحريق والنسف ؟
• أولاً :◄ نحرقه فى اللغه ◄: يعنى نبرده ونحرقه
إذاً : فيها معنيين :◄
1 ـ التحريق بالنار :◄ يُقال حرّقته بالنار يعنى ( هلك )
2 ـ حرقه :◄ يعنى حَكَ أنيابه ببعضها غيظاً حتى يُسمع لها صريف
يعنى :◄ برده بآله ( المبرد )
إذاً : فيها المعنيين ◄: الحرق بالنار + البرد بالمبرد
5 • السؤال الآن :◄ هل ( المقصود المعنيين ) ؟
حتى يُبين أولاً : عجز هذا الإله فى الدفاع عن نفسه
لايستطيع أن يفعل شئ لمّا يبرده ويحرقه
ثانياً :◄ لما ينسفه فى اليم فيؤول للعدم .. فيذوب مع الماء وينتهى أمره
• لاحظ :◄كيف لإله أن يؤول إلى العدم ؟
إذاً :◄ليس إله بالمره
ثالثاً :◄ لو بقى منه شئ سيكون مدعاه للعباده
يمكن يستخرجوه ويعبدوه ...
• يعنى :◄ لو دفنه فى التراب
لذلك قال ( لنُحرقنه ثم لننسفنه فى اليم )
( والمعروف أن بنى إسرائيل يؤمنون بالمحسوس)
• فبهذا رأوا الإله الذى إدعوه أمام أعينهم لا حول له
إذاً :◄ أراد أن يستأصل شأفته نهائياً
يبرده ( يُحرّقه ) ثم يزرّه فى اليم أمام أعينهم فيذوب مع الماء وينتهى أمره

♣ أما قوله :◄ فإن لك في الحياة أن تقول لا مساس
وإن لك موعدا لن تخلفه
• فهو إخبار بما عاقبه الله به في الدنيا والآخرة ،
فجعل حظه في حياته أن يقول :◄ لا مساس ،
• أي سلبه الله الأنس الذي في طبع الإنسان
فعوضه به هوسا ووسواسا وتوحشا ،
فأصبح متباعدا عن مخالطة الناس ، عائشا وحده ،
لا يترك أحدا يقترب منه ، فإذا لقيه إنسان قال له : لا مساس ،
يخشى أن يمسه ، أي لا تمسني ولا أمسك ، أو أراد لا اقتراب مني ،
فإن المس يطلق على الاقتراب ،
كقوله :◄ ولا تمسوها بسوء ، وهذا أنسب بصيغة المفاعلة ،
•يعنى:◄ أى مقاربة بيننا ، فكان يقول ذلك ،
وهذه حالة فظيعة أصبح بها سخرية .
• ومساس •←• بكسر الميم في قراءة جميع القراء ،
وهو مصدر ماسه بمعنى •←• مسه ،
و لا •←• نافية للجنس ،
و مساس •←• اسمها مبني على الفتح .
• وقوله :◄ وإن لك موعدا اللام في " لك "
• استعارة تهكمية ،
• كقوله تعالى •←• وإن أسأتم فلها أي فعليها .
وتوعده بعذاب الآخرة فجعله موعدا له ،
• أي موعد الحشر والعذاب ،
• فالموعد مصدر ، أي وعد لا يخلف وعد الله لا يخلف الله وعده .
• وهنا توعد بعذاب الآخرة .

• وقرأ الجمهور " لن تخلفه " •←• بفتح اللام مبنيا لمن لم يُسمى فاعله
أو كما هو متعارف عليه ( مبنى للمجهول )
للعلم بفاعله وهو الله تعالى ،
• أي لا يؤخره الله عنك ،
• فاستعير الإخلاف للتأخير لمناسبة الموعد .
• وقرأه ابن كثير ، وأبو عمرو ، ويعقوب بكسر اللام ،
مضارع أخلف ، وهمزته للوجدان .
يقال :◄ أخلف الوعد ، إذا وجده مخلفا ،
وإما على جعل السامري هو الذي بيده إخلاف الوعد وأنه لا يخلفه ،
وذلك على طريق التهكم تبعا للتهكم الذي أفاده لام الملك .

• والله تعالى أعلى وأعلم بمراده
• لله تعالى الفضل والمِنّه

• نقلاً ( Jamila Elalaily )


نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي