الكيد في القرآن
ذكر الدامغاني في الوجوه والنظائر أن الكيد في القرآنعلى سبعة أوجه:
الأول : الكيد العذاب قوله سبحانه في سورة الأعراف: " وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ (183)" يعني عذابي شديد ومثلها في سورة القلم: " وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ (45)"
الثاني : الكيد القتل قوله تعالى في سورة الطور: " أَمْ يُرِيدُونَ كَيْدًا فَالَّذِينَ كَفَرُوا هُمُ الْمَكِيدُونَ (42) " أرادوا قتل النبي صلى الله عليه وسلم فهم المكيدون أي المقتولون ببدر.الثالث : الكيد المكر قوله تعالى في سورة يوسف " قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ (33) " يعني مكرهن وفيها " فصرف عنه كيدهن " يعني مكرهن.الرابع : الكيد الحيلة قوله تعالى في المرسلات " فَإِنْ كَانَ لَكُمْ كَيْدٌ فَكِيدُونِ (39) " يعني حيلة فاحتالوا .الخامس: الكيد الصنع قوله تعالى في سورة طارق " إنهم يكيدون كيداً " أي يصنعون صنعاً أي صرفهم الناس عن محمد صلى الله عليه وسلم " وأكيد كيداً " يعني أريد قتلهم يوم بدر كقوله تعالى في سورة هود " فكيدوني جميعاً ثم لا تنظرون " وكقوله تعالى في سورة يوسف " إن كيدكن عظيم " أي صنعكن .السادس: الكيد الحرق بالنار قوله تعالى في سورة الصافات " فَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَسْفَلِينَ (98) " والأنبياء " وَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَخْسَرِينَ (70) " يعني الحرق بالنار .السابع: الكيد الخنق قوله تعالى في سورة الحج " ثُمَّ لْيَقْطَعْ فَلْيَنْظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ (15) " يعني هل خنقه ( يذهب ما يغيظه ) أنظر إصلاح الوجوه والنظائر في القرآن الكريم - الدامغانيوفي كتاب مفردات ألفاظ القرآن الكيد: ضرب من الاحتيال، وقد يكون مذموما وممدوحا، وإن كان يستعمل في المذموم أكثر، وكذلك الاستدراج والمكر، ويكون بعض ذلك محمودا، قال تعالى: "كذلك كدنا ليوسف" "يوسف/76" وقوله: "وأملي لهم إن كيدي متين" "الأعراف/183" قال بعضهم: أراد بالكيد العذاب والنقمة، والصحيح: أنه هو الإملاء والإمهال المؤدي إلى العقاب . قوله تعالى:"وأن الله لا يهدي كيد الخائنين" "يوسف/52" فخص الخائنين تنبيها أنه قد يهدي كيد من لم يقصد بكيده خيانة، ككيد يوسف بأخيه. وقوله: "لأكيدن أصنامكم" "الأنبياء/57" أي: لأريدن بها سوءا. وقال: "فأرادوا به كيدا فجعلناهم الأسفلين" "الصافات/98" وقوله: "فإن كان لكم فكيدون" "المرسلات/39"، وقال: "كيد ساحر" "طه/69"، "فأجمعوا كيدكم" "طه/64" .ووضع (كاد) لمقاربة الفعل، يقال: كاد يفعل: إذا لم يكن قد فعل، وإذا كان معه حرف نفي يكون لما قد وقع، ويكون قريبا من أن لا يكون ، نحو قوله تعالى: "لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا" "الإسراء/74" ، "وإن كادوا" "الإسراء /73"، "تكاد السموات" "مريم/90"، "يكاد البرق" "البقرة/20"، "يكادون يسطون" "الحج/72"، "إن كدت لتردين" "الصافات/56" ولا فرق بين أن يكون حرف النفي متقدما عليه أو متأخرا عنه. نحو: "وما كادوا يفعلون" "البقرة/71"، "لا يكادون يفقهون" "النساء/78". أنظر مفردات ألفاظ القرآن للراغب الأصفهاني .

وفي لسان العرب لابن منظور ( كيد ) قوله عز وجل "إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى (15)" معناه أُخفيها .تقول العرب ما كِدْت أَبْلُغُ إِليك وأَنت قد بلَغت ، ومن العرب من يدخل كاد ويكاد في اليقين .كادَ يفعل فإِنما يعني قارَبَ الفِعْل ، قال اللغويون كِدْتُ أَفْعَلُ معناه عند العرب قاربْتُ الفعل ولم أَفعل .وما كِدْتُ أَفعَلُ معناه فَعَلْتُ بعد إِبْطاء قال وشاهده قوله تعالى "قَالُوا الْآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُوا يَفْعَلُونَ (71) " معناه فعلوا بعد إِبطاء . فإِذا قلت ما كاد فلانٌ يقوم فمعناه قام بعد إِبطاء وكذلك كاد يقوم معناه قارب القيامَ ولم يقم .وقد يكون ما كِدْتُ أَفْعَلُ بمعنى ما فَعَلْتُ ولا قارَبْتُ إِذا أُكِّدَ الكلامُ بأَكادُ قال أَبو بكر في قولهم قد كاد فلان يَهْلِكُ معناه قد قاربَ الهلاكَ ولم يَهْلِكْ .والكَيْدُ التدبير بباطل أَو حَقّ .والكَيْدُ الحيض .والكَيْدُ الحرب ويقال غزا فلان فلم يلق كَيْداً .
منقول