خشان خشان:
شطر المتقارب المحذوف = 3 2 3 2 3 2 3 ‏
بقولون إن الأخفش يجيز أن ينتهي الشطر مر ب 3 2 3 وأخرى ب 3 1 3 ‏
ولعل قولهم ينبئ برفض الخليل لذلك.‏

أنحاز لرأي الخليل فالقافية في 3 2 3 هي 2 1 2 والقافية في 3 1 3 هي 2 1 1 2 ولا أراهما يجتمعان إلا حيث ينتهي اصل ‏الشطر ب 3 2 2 3 كما في الرجز والرمل.‏



نادية بو غرارة:
أشكر لك يا أستاذ خشان حضورك المعلم الدافع دائما .

و الحقيقة أنني كنت أظن أن عدم جواز قبض مفعولن يسري فقط على

ضرب مثل وزن هذه القصيدة دون الصدر ، على أساس أن الزحاف يؤدي إلى

اختلال القافية ، و أنها في الصدر جائزة .

و قد نبهني أحد الأساتذة الافاضل و كنت - قبل قراءة ردك الكريم - أعددت تعديلا طفيفا للشطرين

في أصل القصيدة - أرجو أن يكون موفقا - كالتالي :

و ياليت تسعفني أحرفي =

عييت بأتراحها لم تزل =


و أتفق معك أن الأخفش إن أجاز هذا الزحاف فيعني ذلك ضمنيا أن الخليل لم يجزه ،

و الله تعالى أعلم .

و قد قمت ببحث في بعض القصائد و لم أجد مثالا مخالفا لما قاله العروضيون إلا بيتا

ليعقوب السبيعي قال فيه :

إذا كنت قربي فما همني = أعيش غدا أو أموت إذا

أموت إذا = 3 1 3 = فعولُ فعل

دمت أستاذا .
الأصل قصيدة للأستاذة نادية:

** أمْنيات ذبيحَة **



سَأُرْسِلُ منْ عَبْرتي للمَدى
لَعَلَّ الذَبيحَةَ أنْ تُفْتدى

و لَيْتَك يا حَرْفُ تُسْعِفُني
لِيَبْلُغَ ذاكَ البَعيد الصَّدى

أَتَسْمَعُ في الرُّوحِ تَنْهيدَةً ؟
تُمَزّقُ أحْشاءَ أخْتِ الندى

تُقيمُ بِصَدْرِيَ أوْجاعُها
وَسَهْمُ الأنِينِ بِها عَرْبدا

جَعَلْتُكَ في النَّفْس وجْدانَها
لتَحْيا بِصُحْبَتِها سَرمَدا

فَشَتَّتَ عَصْفُ النَّوى شَمْلَنا
و بِتْنا بِحُضْنِ الجوى سُهَّدا

فلا تَشْكُ منِّي أيا لائِمي
فُؤادُكَ للصّفْحِ قدْ مَهّدا

و لَنْ أشْتكي مِنْك يا هاجِري
فَعَفْوي ، إلَيْك هوَ المُبتَدا

خَبَا نورُ عَيْني و إِشْراقُها
ودَفْقُ الدُّموع لَها أرْمدا

وَلمّا قرأْتُ بها لَوْعَتي
عَلَيْها انْهِمارُ هُمومِي بَدا

حياةٌ ويَسْري بِنَا مَوْجُها
وَكَمْ هاجَ فينا وَ كَمْ شَرَّدا

إذا أضْحَكَتْ فَهْي تُخْفي البُكا
ولا يَلْبَثُ القَلْبُ أنْ يُجْلَدا

عَييتُ بأتْراحِها زَمَنا
و عانَيْتُ إذْ غَدْرُها اصَّعَّدا

فلا الطّيبُ يَلْقى بِها مَوْطِنا
و لا الفَضْلُ فيها يَرى سُؤدَدا

و جُهْدُ الكَريمِ بها مُنْكَرٌ
و يُخشى ضَياعُ التَّفاني سُدى

خُطوبٌ و إِظْلامُها حَالِكٌ
و صَبْرُُ المُعَنَّى وَشيكُ الرَّدى

تَرَكْتُ لِدُنْيايَ أوْحالَها
و لا أرْتَجي مِنْ فَناها سَدا

و لَيْسَتْ لَدَيَّ بِها حاجَةُ
سِوى ما سَيُنْجي عِظامي غَدا

فَيا ساكِنا كَوْكَبا منْ رضا
أَجِبْ منْيَةَ الروحِ كَيْ أَسْعَدا

وَخُدْني إليْكَ ، إلى نَجْمَةٍ
فهذي يَدي ، هَلْ تَمُدُّ اليَدا ؟


المصدر:
** أمْنيات ذبيحَة ** - ملتقى رابطة الواحة الثقافية