في الذكرى 64 لمجزرة قرية سعسع (قضاء صفد)
تدمير عشرات المنازل فوق رؤوس أصحابها من النساء والأطفال
خاص واجب

ملف مرفق 1572"سعسع "قرية مسالمة من قرى فلسطين تقع في حضن الجليل الهادئ على بعد 20 كم من مدينة " صفد "، كان عدد سكانها عام 1945م "1130" نسمة، احتلها الغزاة الصهاينة في 1948/2/16م بينما كان حكم الانتداب البريطاني قائماً في فلسطين.هذه القرية الوادعة لم تسلم من وحشية الكيان الصهيوني ففي ليلة الرابع عشر من فبراير )شباط) عام 1948م، هاجمت قوة من كتيبة " البالماح " الثالثة التابعة لــ الهاغاناه " قرية "سعسع وقامت بارتكاب مجزرتين فيها، الأولى وقعت في منصف شباط 1948 والثانية في أواخر تشرين الأول 1948، ودمرت في الأولى عشرين منزلاً فوق رؤوس أصحابها، بالرغم من أن أهل القرية كانوا قد رفعوا الأعلام البيضاء، وكانت حصيلة هذه المجزرة استشهاد حوالي 60 من أهالي القرية، معظمهم من النساء والأطفال أما المجزرة الثانية فقد ارتكبت في 30 تشرين الأول يوم احتلال القرية في سياق عملية حيرام.وفي تفاصيل المجزرة: فقد أغارت سرية من كتيبة "البلماح" الثالثة يوم 15 شباط على قرية سعسع تحت ذريعة أن القرية كانت تُستخدم قاعدة للمقاتلين الفلسطينيين من القرية والقرى المجاورة، حسب ما أورده كتاب تاريخ الهاغاناة، وكانت الأوامر المعطاة لقائد الكتيبة "موشيه كلمان" تنص على نسف عشرين بيتاً وإصابة أكبر عدد ممكن من المقاتلين وأهالي القرية، وقد اقتحم المغيرون القرية ليلا ووضعوا عبوات ناسفة في بعض المنازل وأشعلوا الصواعق، فكانت النتيجة أن دمرت عشرة منازل تدميراً كاملاً والباقية تدميراً جزئياً وأسفر ذلك عن مقتل العشرات من أبناء القرية.هذا وقد اعترفت العصابات الصهيونية بارتكاب هذه المجزرة وتم وذكرها في عدة مصادر لهم والتي منها ((تاريخ حرب الاستقلال الرواية الإسرائيلية لحرب)) 1948، وكتاب ((تاريخ الهاغاناه)).وقد أوردت صحيفة "نيويورك تايمز" في تفاصيل أخرى: "إن مجموعة كبيرة من الرجال المسلحين دخلت القرية وزرعت العبوات الناسفة حول المنازل من دون مقاومة، ويضيف التقرير أن الهجوم أسفر عن مقتل 11 قروياً منهم 5 أطفال إضافة إلى جرح ثلاثة آخرين، واعتبرت الصحيفة الغارة دليلا على أن القوات الصهيونية بادرت إلى الهجوم في الجليل الشمالي، واستناداً لمعلومات وكالة اسوشيد برس فإن المهاجمين أنفسهم أغاروا على قرية طيطبا المجاورة في الوقت نفسه.وفي السياق ذاته يذكر كتاب " تاريخ الهاغاناه" أن عملية احتلال قرية سعسع قام بها اللواء السابع "شيفع" حيث استولى عليها بيسر وإن الوحدة نفذت أعمال قتل جماعي في القرية اثر ذلك.ومن الصور التي وردت من المجزرة في قرية سعسع أن "موشيه كلمان" شاهد رجل يحفر بأظافره قبرا ويواري فيه جثة طفل قتل في حضن أمه، ويضع عليه التراب وغطاء من حجارة صغيرة.