رُغمَ عَنِّي !!
..
وَدَّعَتنِي , وَ قالَتِ : ( اليَومَ ؛ دَعنِي )=بَعدَ عُمرٍ قَضَيتُهُ بِالتَّمَنِّي
تَرَكَتنِي , وَ أَدمُعِي مِنْ لَهِيبٍ=فَوقَ خَدِّي , وَ مَحجِرِي لَيسَ مِنِّي
لَستُ أَدرِي ! أَذَلِكَ القَلبُ قَلبِي ؟=أَو لَعَلِّي مُضَلَّلٌ ؟ أَو كَأَنِّي ؟
هِيَ ضَعفِي ؛ وَ قُوَّتِي ؛ وَ يَقِينِي=وَ شُكُوكِي ؛ وَ ثَورَةٌ بِتَأَنِّ
هِيَ نَبضِي ؛ وَ مُهجَتِي ؛ وَ عُرُوقِي=وَ ضُلُوعِي ؛ وَ شَهقَتِي , وَ هْيَ أَنِّي
هِيَ بَعضِي , وَ لَكِنِ الرُّوحُ تَشكُو=بَعضَ ما خِلتُ أَنَّهُ بَعضُ شَأنِي
وَ لُحُونٌ تَبَرَّأَتْ مِنْ عَزِيفِي=وَ أَغانٍ تَنَكَّرَتْ لِلمُغَنِّي
أَنكَرَتنِي , وَ لَيسَ فِي الأَمرِ بِدعٌ=فالغَوانِي عَرائِقٌ فِي التَّجَنِّي
يَتَلَوَّنَّ , وَي كَأَنَّ نَبِيذًا=يَتَلَوَّى مُعاقِرًا كُلَّ دَنِّ ؟
أَهُوَ الغَدرُ سَمتُ كُلِّ جَمِيلٍ ؟=أَمْ هُوَ المَكرُ تَوأَمٌ لِلحُسنِ ؟
رُبَّ قَلبٍ حَبَوتُهُ بِحُنُوٍّ=وَ هْوَ باغٍ , وَ يَستَلِذُّ بِطَعنِي !
أَتَحَدَّاهُ أَنْ يُلاقِيَ مِثلِي=فِي وَفائِي ؛ وَ فِي سَلامِةِ ظَنِّي
ذاكَ قَلبٌ بِجَوفِها يَتَسَلَّى=بِدُمُوعِي , وَ لا يَرِقُّ لِجَفنِي
يَعشَقُ الشِّعرَ فِي فُتُونِ قَصِيدِي=ناسِيًا لِي ! وَ ذاكِرًا عُجبَ فَنِّي
حَيثُما رُحتُ ؛ لا رَفِيقَ بِدَربِي=غَيرُ طَيفٍ مُشَفَّفٍ مُتَثَنِّ
يَحتَوِينِي , فَلا أَرانِيَ إِلَّا=نَفثَ سِحرٍ يَبُثُّهُ ثَغرُ جِنِّ
كُلَّما قُلتُ : ( لَنْ أَعُودَ إِلَيهِ )=رَدَّنِي الشَّوقُ نَحوَهُ ؛ رُغمَ عَنِّي !
فَإِذا عُدتُ عادَنَي بِمَزِيدٍ=مِنْ جُحُودٍ , وَ طَبعُهُ فِي تَدَنِّ
أَتَلَقَّاهُ مُسرِعًا بِاشتِياقٍ=فَيُجافِي بِرَدِّهِ المُتَأَنِّي
كَمْ تَخَيَّلتُ أَنَّهُ بَعضُ ذِكرَى=فَإِذا الوَجدُ باعِثٌ كُلَّ حُزنِي
وَ لَكَمْ خِلتُ أَنَّهُ قَدْ تَلاشَى=فَإِذا بِي نَقَشتُهُ فَوقَ ذِهنِي
ماكِثٌ فِيَّ ؛ عابِثٌ بِشَغافِي=وَ لَعُوبٌ بِقَلبِيَ المُفتَنِّ