عَبَثٌ
... فلما حلَّ اليوم الموالي، جاءهم يسعى بطارئ جديد، وحذرهم كعادته من مغبة التقليل من شأن الذي أتاهم به هذه المرة على جناح السرعة، أو صرف عقولهم وقلوبهم عن النظر السديد في ما يعنيه ويدل عليه، ثم أشعرهم بأن الأمر بالغ الخطورة، بقدر ما أن الخطب القادم جلل، وختم الكلام الذي ذيل به بلاغه المبين مذكراً إياهم بالسوء الذي آل إليه حالهم في ظرف شبيه مضى، وبالوبال الذي ذاقوا طعمه في موقف مماثل قد سلف، عندما صموا آذانهم، وعموا بصرهم وبصيرتهم، ثم نبههم إلى أنه بريء مما يلاقون به تحذيره عابثين ...
رشقوه بنظراتهم عابسين، ولم يكلفوا أنفسهم تحري حقيقة وصدق ما خلص به إليهم، ولا تقصوا الصواب في ما نثره أمامهم، فاكتفوا بثلاث كلمات ردَّ بها عليه أحدهم قائلاً: هون عليك يا صاح، ثم عادوا وزجوا بأنفسهم في عقم ما كانوا يتجاذبونه ويتنافسون فيه من حديث ...
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
aghanime@hotmail.com