سماتنا الشخصية تحدّد علاقتنا بالضغط النفسي المصدر : ترجمة فداء حلاوة 20/12/2008
من منا لم يواجه حالات من الإجهاد النفسي في حياته اليومية؟.نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
يمكن أن يمر العديد من الناس من وقت لآخر بحالات من التوتر والإجهاد النفسي التي يمكن أن تتعدد أسبابها.
إلا أن المعرفة الدقيقة للتوتر والإجهاد النفسي والعوارض الواضحة التي ترافق هذه الحالة يمكن أن تساعدنا أكثر على مواجهتها بالشكل المناسب.
ولكن ما هي فعلاً أعراض الإجهاد النفسي "السترس" ومن هم الأشخاص الأكثر تعرضاً للإصابة به؟.
.

أعراض الإجهاد النفسي

من أبرز العوارض التي تظهر بشكل واضح على الأشخاص الذين يصابون بالتوتر والإجهاد النفسي هي التنفس بشكل سطحي وغير عميق.
كما يمكن أن تكون طريقة تنفس الشخص الذي يمر بحالة من التوتر سريعة وتزيد ضربات قلبه عن عدد ضربات القلب الطبيعية.
هذا ووفقاً لما أكد الخبراء، فإن الشخص المصاب بالإجهاد النفسي يتغير أسلوب تعامله مع التغييرات في البيئة من حوله.
وفي بعض الأحيان يمكن أن يرافق حالات الإجهاد النفسي الشديدة أمراض بدنية أو أوجاع نتيجة لشدة هذا الحالة.

من هم الأشخاص الأكثر تعرضاً؟

يعتبر جميع الناس من حولنا معرضين فعلاً للإصابة بالإجهاد النفسي والتوتر.
وقال الخبراء، إن كل شخص يختبر درجات مختلفة من الإجهاد النفسي وفقاً لطريقة الشخص في التفاعل والتعامل مع التغييرات التي تطرأ على البيئة من حوله.
وكلما تعددت مصادر الإجهاد النفسي في حياة الفرد وزادت خطورتها يزداد احتمال تعرض هذا الشخص لحالة الإجهاد النفسي.
ولا يمكننا القول، إن جميع الأشخاص يتعاملون مع الإجهاد النفسي "السترس" بالطريقة ذاتها .
وقال الخبراء، إن كل شخص منا ووفقاً لشخصيته وسماته بشكل عام يمكن أن يتفاعل مع حالات التوتر.
وهناك من يتفاعلون بطريقة سليمة ويواجهون هذه الحالات بشكل أفضل من غيرهم وذلك بسبب سماتهم الخاصة.
ولكن من هي الفئات وأنواع السمات الشخصية التي تتعامل مع الإجهاد النفسي بأفضل طريقة؟.

السمات الشخصية التي تتعامل بنجاح مع الإجهاد النفسي

لكي نتعرف على السمات الشخصية التي تتعامل إجمالاً بشكل إيجابي مع حالات التوتر والإجهاد النفسي يجب التعرف على الفئات العامة التي حددها الخبراء.
وقال الخبراء، إن الأشخاص يمكن أن يتم تقسيمهم إلى فئتين الفئة A والفئة B.
¶ الفئة A
يتميز الأشخاص الذين ينتمون إلى هذه الفئة بطموحهم العالي وحبهم لإبراز أنفسهم في مجالات عملهم.
هذا ويعتبر الشخص في هذه الفئة محباً للمنافسة ويسعى إليها دائماً ويفضل دائماً التنافس مع الآخرين على فكرة التعاون.
كما أنه شخص يحب الفردية والعمل الفردي الذي يرى أنه يمكن من خلاله أن يبرز ويتميز عن الآخرين من حوله.
¶ الفئة B
يعرف الأشخاص الذين ينتمون إلى هذه الفئة بحبهم للحياة والاستمتاع بوقتهم قدر المستطاع.
ولا تفضل هذه الفئة المنافسة كما ولا تتميز بحب الظهور والتباهي.
كما ويبدو الأشخاص في هذه الفئة للغير هادئين ومسترخين.

كيف تتعامل هذه الفئات مع التوتر؟

إن المحافظة على هدوئك أثناء حالات التوتر والصدمات، لا يمكن أن يكون دليلاً على أنك تتعامل مع الإجهاد النفسي بشكل إيجابي كما يمكن للفئة B أن تتصرف.
وعلى الرغم من ذلك، فإن الخبراء أكدوا أن المحافظة على الهدوء في المواقف المثيرة للغضب يمكن فعلاً أن تساعد المرء على المحافظة على صحته، بالإضافة إلى احتمال تمديد حياته.
وقال الخبراء، إن النوع الأول من الأشخاص كان يعتقد في الماضي أنهم يمكن أن يجلبوا لأنفسهم أمراض القلب والأزمات القلبية، إلا أن الدراسات الحديثة بدأت تنظر إلى هذه الفئة من منظور مختلف.
ويمكن للسمات الشخصية التي تتميز بها الفئة A كالطموح العالي وحب المنافسة أن تساعد هذه الفئة على التعامل مع الإجهاد النفسي بشكل ايجابي.
وأوضح الخبراء أن هذه السمات تحرض الأشخاص على التعامل مع الأحداث والظروف التي تسبب التوتر ومواجهتها ومحاولة التخلص منها.
في حين يمكن للأشخاص الذين ينتمون إلى الفئة B والذين يبدون هادئين في أوقات التوتر أن يكونوا في الواقع يخمدون عن غضب كبير داخلهم من دون إدراك.
ويمكن أن نرى الكثير من الأشخاص الذين يبدون هادئين تماماً في الحالات التي تثير الغضب إلا أنهم في الواقع قد لا يلحظون أن الغضب مسيطر في داخلهم ويؤثر سلباً على جسمهم من الناحية الفيزيولوجية.
وقال الخبراء، إن المسألة لا تكمن فقط في طريقة تعاملك مع التوتر والإجهاد النفسي أي إن كنت قادراً على ضبط النفس أم لا ولكن أيضاً بعدد المرات التي تعرضت فيها لمشاعر الغضب والتوتر والإجهاد النفسي.
ولذلك فإن الأشخاص الذين يتعرضون دائماً لحالات الغضب والتشنج فإنهم يتعاملون بشكل غير جيد تماماً مع الإجهاد النفسي.
كما أن تمسك الشخص ببعض المشاعر السلبية كالغضب على سبيل المثال أو مشاعر البارانويا أي مشاعر الاضطهاد بشكل متواصل وشديد، فإنه يكون بهذه الطريقة يعرض نفسه لأمراض بدنية سببها الإجهاد النفسي والتوتر والقلق.
ووفقاً لما أكد الخبراء، فإن المسألة الأهم هنا هي فيما إن كنت فعلاً قادراً على القيام بشيء ما لمواجهة المصادر التي تسبب هذه المشاعر السلبية أم لا.
وهناك ما أسماه الخبراء بالغضب "الصحي" الذي يدفعك لتغيير حياتك وتطورها وتبعد عنها مصادر القلق والتوتر كأن تغير عملك إن كان هو مصدر توترك الهائل والإجهاد النفسي الذي لم يعد بإمكانك مواجهته.
ويعتبر بعض الأشخاص الذين لا يكون بإمكانهم القيام بالتغييرات الإيجابية في حياتهم إما لكونهم لا يستطيعون تحديد مصادر الغضب والتوتر وإما لأنهم لا يستطيعون السيطرة على حياتهم، فإنهم على الأرجح يعانون من الأمراض الفيزيولوجية التي يسببها الإجهاد النفسي