سأخون ديني على طريقة الماغوط..
سأخون ديني على طريقة الماغوط..
قال الماغوط قديما: سماع أغنية شادية من راديو الجيران، أو موال يدندن به عامل محدودب فوق دراجته ، يجعل قلمي يرقص كالهندي الأحمر .[1]
وقال:
نحن قوم نصدق مالا يصدق ونقتنع بما لا يقنِع، إن كان قالها الماغوط، فهل صدق؟ لكن ما قرأناه عنه كان أفكارا ولم يكن مقالا ولا مقاما، ورغم هذا عرفناها في المسرحيات...ولم يترك لنا ماغوطا آخر، فالفرادة لا تورث......بل هي أسيرة صاحبها الفذ...
إن الشعب الذي تابع تلك الأعمال الساحرة في وقتها، وأعاد الكرة جديد.. أصابه الإحباط .. وأصابته الخيبة...فقد أصبح كل شيء لامعنى له وشعارات طرحت في العمل الفني باتت تجرنا لنعيش في الوهم اللذيذ.......كالإدمان..
وكل من مثل في تلك المسرحيات وقدم، إما مات أو قام بأعمال معاكسة، أو أنه صار يبيع البطاطا على باب الجامع من قهره.
حاليا يستمع الشعب لنجوى كرم.. على الأقل الغرام متاح في كل مكان...وليس عليه ضريبة ولا مخالفات...بل متعة مخفية وراء كواليس النت...تشمها ولا تراها عيانا..
الأسوأ من هذا أنني أنفذ ما أقول.. و لا أجد نتيجة.. مؤكد أنا موضة قديمة...وتبخرت أيضا.. فالشعارات تجارة رابحة جدا منذ القديم ..لكننا دقة قديمة فعلا..
كما الإشاعة التي تجني منها ذهبا..
جمعت من الشهادات العتيقة بمتعة عظيمة .. كصديقتي التي تزوجت ومازالت في مقاعد الدراسة هي وزوجها.. و سيموتا قريبا ولم ينجبا...
حصلت على شهادة موسيقا وشهادة هندسة شبكات وشهادة تدريس ابتدائي وأوراق صارت صفراء من قدم الزمن ...وشهادة كبيرة ذم في الآخرين...ولكنني ذات يد حسيرة عن إيجاد مستمع واحد وقارئ جدي يصدق ما أقول.. لأنه هارب من الكآبة والحقيقة معا.. فيكفيه أنه جائع..
هذا هو الجنون بعينه....كلام عن كلام يختلف.. فكيف نكتب لكي نربح؟...أي ربح يشجعنا للمزيد من العمل..
قصيدتين شعر. .وتصفيق...ومن ثم نختلق كم قصة خلاف مع مشاهير... كالإشاعات السياسية المغرضة.. أو نغنج كالنساء.. فنشتهر من خلالهم وخلصت الحكاية...
ليصير عندنا رصيد محترم ورزقة حلوة.
الطريف في الأمر.. أنني وبعد مضي 10 سنوات على عنائي ومحاولاتي للحصول على إجازة في القرآن.. أتناسى الأمر مواساة لنفسي.. ومن ثم .أعود لأحاول من جديد.. فإما أن تتوفى الآنسة.. أو تسافر، أو أقيس الطريق مستمتعة بخيبتي في الحفظ.. بعد تأجيل الموعد مرات ومرات...
وتهمس إحداهن قائلة: الإجازة في الحفظ التي تبحثين عنها، لن تفيدك أبدا.. لأن معظم من يحصلن عليها يصبن بانفصام في الشخصية، ويصعب عيشهن في الواقع المثالي فيبيعن نفسهن لل..
فأحمد ياسين وخالد مشعل وموسى أبو مرزوق فايز أبو شمالة كانوا حفاظا ولم يكونوا مجازين.[2]
-لا تقوليها.. فأنا أعيش منفردة بعيدة عن وجع الراس.. بفقري وعقدي وكل أفكاري القديمة. لأتمتع ببقايا ما أملك من فكر لدرجة كلما دعوت لمن لا أحب بطول العمر مات!!!
في آخر مرة حاولت وأنا على يقين أنها سستتبخر.. كشعارات بلادي.. التي ينادى عليها فنركض إليها لنكسب شقفة منها.. فنرتفع عن مستوى الحفرة التي نعيش فيها.. فنقع في الأخرى
اتصل بي الشيخ قائلا عندما هممت بالحضور:
-أشعر أنني سأموت قريبا دعاءكم...واختفى...
و ما زلت أتساءل :لماذا لا يكتب الماغوط إلا على نغمات شادية؟؟.
نص على الطريقة الريمية الماغوطية
الخميس 20-8-2015
[1] نظر للصفحة 220 من كتابه : سأخون وطني.
[2] الإجازة في القرآن ان تحفظه كاملا مجودا ملقيا إياه على مسامع شيخ مفوض بذلك لأنه حافظ للق5رآن كذلك كاملا، وهناك قراءات سبع حسب اللهجات العربية.