لسنا في هذا المقام نقدم لقانون تجاري يخضع لقانون العرض والطلب ، فنحن أبعد عن هذا العالم التجاري الصرف.
إن قانون الحياة يخضع لهذا القانون من جهة اخرى تماما،وهو يختصر بثلاثة قواعد اجتماعية منطقية ، خاصة لو كانت بين طرفين:
رابح-رابح
خاسر-خاسر
رابح-خاسر
فالقاعدة الأولى تحقق العدالة غالبا ، لأن الطرفين يخرجان رابحين،وفي كل المجالات العملية منها والفكرية.
ونقول غالبا حين تكون القضية أصلا عادلة .
والقاعدة الثانية تخضع لقانون القضاء والقدر وعامل التوفيق، إلا لو كان لايملك تخطيطا صحيحا ولارؤيا صحيحة.
والقاعدة الثالثة هي التي سنتوقف عندها، حيث أن أحدهما ظالم والثاني مظلوم، أو أحدهما مغفل والثاني ماكر، أو أن هناك
مكرا مخطط له مسبقا يوقع بالطرف الثاني لدرك الخسارة الفادح.
ومن هنا تمتلئ خزائن المحتال على حساب المساكين الذي خنقتهم توقع حسن النوايا، سواء كان الامتلاء ماديا أو معنويا.
ونقول معنويا في حال سرقة الأفكار والأعمال الخ...
إن الخسارة للطرف المظلوم، قد تفقره ، وقد توقعه في مدارك العوز والألم الذي يعكر صوف متابعته للحياة الرابحة، فيقنع بطور الضحية دوما، لكن ابتلاع المال القذر لو حصل
مؤكد سيوف يشوه حياتك مستقبلا وكثير من لايصرح بالثمن الذي دفعه كبرياء وتغافلا...
او ربما لبعده عن الله فسوف لن يرى العقاب الذي يدفع ثمنه كل يوم..فالقانون الإلهي يقضي:
أن الربح في أمر يعني خسارة في امر آخر...ويختلف الامر بين خسارة منطقية وخساة لامنطقية بمعنى:
-عندما تعمل لهدف ما يهمك سوف تقضي الوقت الكبير لإنجازه وتحضيره وهذا بحد ذاته خسارة للعمر، ولكن مقابل الربح الذي ستجققه تجد أن الربح سيكون أكثر رجحانا وتقبلا...
إن حياة ملؤها عدم الثقة بالآخر وشبح توقع الثأر من كل من سببت لهم الخسارة، لهو الجحيم ذاته...
ولعله يحتقر نفسه ضمنا دون أن يفصح نفسه وهذا وحده محط تساؤل بليغ وعميق عن كنه تفكير الظالم ، بل هو زداد تبجحا للأسف يوما يعد يوما..
وعجبا فارغا.زلاطائل منه إلا مزيدا من المكابرة والتحدي الزائف...
ولعل عالم الثقافة بالذات يعج بالمشهورين المزيفين، الذين يعتبرون كل من حولهم مكتأ للارتفاع...خاصة الذين يسرقون جهد غيرهم فكرا وعملا...
ولعل لجمهور أذكى من محاولاتهم الفاشلة..فهو عندما يصفق بثقة ..يكون صوت التصفيق مختلفا عن التصفيق مجبرا او مغشوشا...
******
ولعل الملام في هذه القضية من يعرف أطراف المكر ولايفصح بطريقة أمينة، وهذا لايعفي الضحية من التثبت عندما يرتدي الثعلب ثوب الحمل
فينصب نفسه واعظما ومحذرا ليدخل وايخترق عالم الضحية عن طريق النصح والإرشاد الفارغ، لذا وبناء على مقولة: القانون لايحمي المغفلين، فإن المجتمع
لايحمي المخدوع إلا بمالايضر به حتما...
وعليه ألا يقع في الحفرة مرتين والحفر كثيرة على مرمى النظر، تذهب بمقدارات المجتهد البسيط...
*******
الخميس 21-5-2015