أ.د فاضل السامرائى
لمسات بيانيه ( سؤال و جواب )
رداً على سؤال الأخ الفاضل / محمد ناصر
▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬
السؤال :◄ قوله تعالى فى سوره الحجر :◄
• ( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ )
ما دلاله إستعمال ( إنا ) و ( نحن ) فى الآيه ؟
الجواب :◄ قوله تعالى
• ( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ )
• لماذا جاء في الآية ثلاثة توكيدات
ونلاحظ فى سوره الإنسان :◄ قوله تعالى
• ( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ تَنزِيلا )
• بينما جاء في أول السورة توكيد واحد في قوله تعالى
• ( إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ
فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا )
لاحظ :◄
في الآية •←• ( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآَنَ تَنْزِيلًا )
• ذكر تعالى ثلاثة أمور :◄
1 ــ ذكر المنزِّل •←• ( الله تعالى )
2 ــ وذكر المُنزل •←• ( القرآن )
3 ــ وذكر المنزَّل عليه •←• ( الرسول )
ثم لاحظ :◄
• أكّد ثلاثة توكيدات
• ( إنّا ، نحن ، والضمير المتصل في نزّلنا (نا) )
السؤال الآن :◄ ما دلاله التوكيدات الثلاث هنا ( سوره الإنسان )
مع أنه فى أول السوره جاء توكيد واحد ؟
• ( إِنَّا خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَّبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا )
الآية فى أول السورة •←• أمر الخلق لم يُختلف فيه ذلك الإختلاف
• أي •←• كون الله تعالى هو الخالق فهذا أمر لم ينكره كفار قريش
• بدليل قوله تعالى
• ( وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ
لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ )
• (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ
لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلْ أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ
لكن مسألة •←• التنزيل هي التي اختلفوا فيها وأنكروها أشد الإنكار
• فالتوكيد إذاً :◄ يعتمد على شدة إنكار الشخص للأمر
• ولهذا يحتاج للتوكيد أكثر في حالة الإنكار الشديد
• لأن قريش لم يكونوا يُقرّون بأن الله تعالى نزّل القرآن
• وهذا يختلف تماماً عن قضية الخلق التي لم يكونوا ينكرونها أصلاً. والأمر الآخر أن التنزيل هو أهم من الخلق
• لأن الغاية من الخلق •←• العبادة ... صح ؟
• والغاية من التنزيل •←• هو تنزيل كتاب العبادة
• التي يردها الله تعالى ... صح ؟
• فالتنزيل •←• هو القصد الأول في الخلق فهو أولى بالتوكيد .
• والتوكيد •←• جاء كما يقتضيه السياق والمقام من جهة الأهمية
والإختلاف والتنازع فيه.
♣ سؤال :◄ فى سوره الإنسان
• ( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآَنَ تَنْزِيلًا ) في هذه الآية ذكر تعالى ( عليك )
وفي آية سورة الحجر
• ( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ )
• فما دلالة ( عليك ) في آية سورة الإنسان ؟
• لو نلاحظ ما جاء بعد هذه الآية فى سوره الإنسان
لوجدنا أن الكلام موجه
إلى الرسول - صلى الله عليه وسلم - بالأوامر و النواهي
• ( فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تُطِعْ مِنْهُمْ آَثِمًا أَوْ كَفُورًا
• ( وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ بُكْرَةً وَأَصِيلًا
• ( وَمِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ لَيْلًا طَوِيلًا
• نجد :◄ هناك أمور تتعلق بالرسول المخاطب
• لذا استخدم •←• ( عليك ) .
• أما في آية سورة الحجر •←• فلم يرد في الآيات التي سبقت أو تلت
ما يتعلق بالرسول - صلى الله عليه وسلم -
• لكن الكلام متعلق بالقرآن الكريم
• ( كَذَلِكَ نَسْلُكُهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ )
• وكل الكلام عن الذكر وليس عن الرسول.
♣ سؤال :◄ لماذا جاء ذكر كلمة ( القرآن ) في آية سورة الإنسان
وكلمة ( الذكر ) في آية سورة الحجر ؟
• إسم الكتاب المنزّل على الرسول - صلى الله عليه وسلم -
• هو ( القرآن ) ولم يرد في سورة الإنسان له ذكر إلا في هذا الموضع
• وهذه الآية ( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآَنَ تَنْزِيلًا )،
• أما في سورة الحجر فقد ورد ذكر القرآن و الذكر
• والآية في سورة الحجر
• ( وَقَالُوا يَا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ )
• ثم قال تعالى ( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ )
• فلمّا سماه كفار قريش •←• ذكراً
• ردّ عليهم الله تعالى بكلمة •←• ( الذكر )
• ولهذا فهي أنسب للآية التي قبلها من استعمال كلمة القرآن
• رغم أنها وردت في سورة الحجر كثيراً .
♣ إذاً :◄ ( إنا ) و ( نحن ) و ( والضمير المتصل في نزّلنا (نا) )
لما أنكروا التنزيل واختلفوا فيه وأنكروه أشد الإنكار
إحتاج هنا للتوكيد أكثر لأنها حالة من الإنكار الشديد
• والله تعالى أعلى وأعلم بمراده
♣ نقلاً ( Jamila Elalaily )