قهوة الصباح و سمر المساء
منقولة معدّلة: فيصل الملّوحي
السلام عليكم ورحمة ألله وبركاته
إلى أين نسير؟
نحن في زمانٍ طريقنا تحفّ به ذئاب مفترسة؟!
وقافلة البيت ينفرد كل منها في السير في جهة بعيدا عن الآخر!!
في زمن الشبكة العنقودية ( النت) ووسائل التخاطب.
إلى أين نسير؟
تيقظوا، فهم يدبّرون، ونحن لاهون،
لن يبقوا لنا شيئا اسمه الأسرة!!
إلى أين نسير؟
أما البيت فأضحى خاليا من المشاعر والأحاسيس و الصلة بالقُربى،
باردا كأنه في ( كوانين )
أما *جوجل* فمتخم بالمشاعر والحب يلتهب كأنه في ( عزّ دين ) الصيف!
بيتٌ لكل فرد فيه دولته المستقلة، منعزل عن لصيقه في البيت،
ملتحم بآخر لا يعرفه ولا يقربه،
التحام الأفعى بفريستها، بعيدا من البيت،
.
بيتٌ لا جلسات فيه، و لا حوار،
لا مناقشات، و لا مواساة.
تيقظوا!
إلى أين نسير؟
هكذا: إننا في بيوت العناكب الواهية.
الأب الذي كان تجتمع حوله أسرته،
تبدل وصار (راوتر).
و الأم التي كانت تضمّ البيت بحنانها ورحمتها،
تحولت وصارت ( واتس آب).
في البيوتٍ كلٌّ مشغول عن كل.
إلى أين نسير؟
الأبناء تحولوا من مسؤولين إلى متسولين في وسائل التخاطب.
يتسولون كلمة إعجاب من هنا،
ومديح زائف من هناك.
وتفاعل من ذاك و تلك وهذا وهذه.
زمن أصبحنا نستجدي فيه الحنان من غريب،
بعد ما بخلنا به على القريب و الحبيب.
إلى أين نسير؟
سيّدة البيت تعلق على كل منشورات الرجال الغرباء،
وتعجب بصورهم الشخصية.
ولو لمّح الرجل بكلمة لصار غيورا تافها
شكّاكا غريب الأطوار و الحركات!!
وهو يتسلّى بالحديث إلى واحدات،
و ما كان للأنثى بجانبه أن تتحرك فيها مشاعر الفطرة.
وزوج يلاطف هذه ويتعاطف مع تلك،
في الفس، وهن غريبات بعيدات.
وقرينته قربه، لكنها لم يُسمعها عطفه ولا لطفه.
نحن أمام نسخة طبق الأصل للهبوط
كما يصلك في ( الايميل ) غير المرغوب!!
لا تقل لي لا!!
إلى أين نسير؟
أمٌّ تراقب كل العالم في مواقع التخاطب.،
لا يمر منشور إلا وضعت بصمتها عليه،
لكنها لا تدري ما في بيتها،
وهل لها بصمة في سكينته ومودته وتربوياته؟
أب يُعنى بكل مشكلات العالم،
ويحلل كل أحداث الأسبوع وينظّر لها،
وهو لا يعلم ما يدور في بيته!!
ولا يستطيع تحليل الجفاف العاطفي الروحي في بيته.
إلى أين نسير؟
أم يحزنها ذلك الشاب الذي كتب يا أيّها الملأ،"إني حزين"
وهي لا تدري أن ابنتها غارقة بالحزن
و..و ..و ..والوحدة..و لست أدري!!
تتأثر بقصص واهمة يكتبها أناس أشباح خيال.
والدٌ يخطط لنصيحة شابة تمر بأزمة نفسية،
وهو لا يُعنى بابنته التي تعيش في أزمات من كل لون.
ابن معجب بكل شخصيات الفس.
ويراها قدوته،
ويجلّها ويبادلها الشكر لما ينشرونه،
ووالده الذي تعب لأجله لم يجد منه كلمة شكر ولا مدح.
ولم هكذا صار المسير؟؟
لأننا نبحث عن رسالتنا خارج البيت.
نريد أن نؤدي رسالتنا خارج أسواره
مع الآخرين مع البعيدين، و الغرباء
و من لم نر لهم وجها إلا الذي رسموه على الفس.
ما الحل والعلاج؟
أن نتيقن أن الرسالة الحقيقية ما يبدأ بالبيت.
رسالتنا تبدأ من بيوتنا، وفي بيوتنا مع أهلينا.
ولنعلم أننا عندما نعمل على أداء رسالتنا في البيت
قبل الشارع ستختفي أكثر مشكلاتنا.
بعض يقول :
رسالتكم مبدؤها في بيوتكم.
ليس مطلوباً منكم أن تصلحوا العالم كله،
لكن لو نظّف كل منّا بيته لأصبح المجتمع كله نظيفا.
....وصلى الله وسلم وبارك على رسول الإنسانيّة حبيبنا محمد....
طيب ألله أوقاتكم بكل خير.
و السلام عليكم ورحمة ألله وبركاته.