محطة بحوث ألمانية جديدة في القطب المتجمد الجنوبي
Großansicht des Bildes mit der Bildunterschrift: القطب الجنوبي
قبل 12 عاما أنشئت محطة البحوث البحرية الألمانية "نيوماير2" Neumayer II في القطب المتجمد الجنوبي. المحطة، التي تعتبر إنجازا علميا تفتخر به ألمانيا، قارب عمرها الافتراضي على الانتهاء، غير أن البديل في طور البناء.
يخطط معهد الفريد-فيجنرز للبحوث البحرية، في مدينة بريمرهافن، لإنشاء محطة بحوث جديدة في القطب المتجمد الجنوبي وهي المحطة التي من المفترض أن تحل محل المحطة السابقة "نيوماير2" في عام 2008. وتعتبر هذه المحطة أهم إنجاز لمعهد الفريد-فيجنرز، الذي أنشئ قبل 25 سنة، وساهمت المحطة في جعل المعهد يتبوأ موقعا مهما على قائمة البحوث الدولية.
تقنية جديدة
Bildunterschrift: Großansicht des Bildes mit der Bildunterschrift: بعثة استكشافية في القطب الجنوبيوتقع محطة البحوث الألمانية الحالية في الجزء المحاذي للمحيط الأطلنطي من القطب المتجمد الجنوبي، حيث معدل سقوط الثلوج يصل إلى 80 سنتمتر سنويا، والتي لا تذوب مما يزيد من تراكمها وارتفاع حجمها سنة بعد أخرى. المحطة الألمانية أصبحت على عمق سبعة أمتار تحت الأرض ولم يعد يرى منها سوى جزء بسيط، لذلك فان المحطة الجديدة سوف يتم إنشاؤها على بعد عشرة كيلومترات من موقع المحطة الحالية. قرابة 26 مليون يورو سوف يخصصها معهد ويجنرز لبناء المحطة الجديدة، في حين ستصل كلفة تفكيك المحطة الحالية قرابة 2.5 مليون يورو. ومراعاة للمعايير البيئية ستُستخدم الأجزاء القديمة من المحطة في بناء خليفتها كلما أمكن، لتقليل حجم الخردة الناتجة عن عملية التفكيك.
المحطة الجديدة ستحمل اسم "نيوماير3" Neumayer III. ويبلغ طولها 82 متراً وعرضها 26 متراً، وتقام على طابقين مرتكزة على 20 عامودا معدنيا لتثبيتها بالأرض، يبلغ عمق كل منها 5 أمتار. وتعتمد المحطة الجديدة على تقنية مبتكرة تقيها من الغوص في الجليد المتراكم، فجميع أعمدة التثبيت مزودة بمكابح هيدروليكية، يمكن استخدامها لرفع أرجل التثبيت ونقلها إلى موضع مرتفع، وذلك على عكس المحطة القديمة التي كانت تغوص تدريجيا في الجليد، لذلك يقدر العلماء العمر الإفتراضي للمحطة الجديدة بـ 25 عاماً.
انزياح تدريجي
Bildunterschrift: Großansicht des Bildes mit der Bildunterschrift: جبل جليدي في القطب الجنوبيالطابق السفلي من المحطة الجديدة سيستخدم كمرآب لقوارب العلماء القادمين في رحلات استكشافية، بينما سيتوفر في الطابق العلوي معامل بحثية لتحليل المواد التي يحصل عليها الباحثون، إضافة إلى محطة رصد صغيرة لمعرفة الحالة الجوية المتوقعة، مزودة بأجهزة اتصال تتيح إرسال البيانات والمعلومات إلى المراكز العلمية. كما ستتواجد في الطابق العلوي أماكن مريحة لإقامة العلماء، بدلاً من القوارب الصغيرة التي كانوا يسكنوها قديماً.
ولا تقتصر الظروف الطبيعية القاسية التي تواجه المحطات الاستكشافية في القطب الجنوبي على الانهمار المنتظم للثلوج، ولن يواجهها أيضاً مصيرها المحتوم بالإنزياح البطيء. فنتيجةً لتمدد الصفيحة الجليدية الكبرى في القطب الجنوبي، تنزاح المحطات المقامة عليها تدريجياً حتى تصل إلى حافتها المشرفة على المحيط. فالصفيحة الجليدية التي تدعى ايكشتروم تتمدد بمقدار 200 متر في السنة، وتحمل معها المحطات المثبتة فوقها حتى تهوي مع الجليد المنهار وتسقط في قلب المحيط. المحطة الحالية المبنية عام 1981 تحركت حتى الآن 4.5 كيلومتراً، ويفصلها الآن عن هاوية المحيط عشرة كيلومترات فقط.
الالمانية