منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 4 من 4
  1. #1
    عميد الأنساب في العراق
    تاريخ التسجيل
    Feb 2009
    المشاركات
    518

    إهمال بعض تراث البلاد العربية

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته-
    هناك أهمال غير متعمد في تراث بعظ البلدان العربية الكبيرة فما اريد اليوم ان أتجه الى احلا بلدان العرب من حيث الفلكلور والتاريخ الوضاح ((المــــــــــــغرب ألعربي )) والفنتازية أو الفنطازية -


    الفانطازيا فن تراثي مغربي

    مصطفى الصوفي من الرباط : ظلت الفروسية في المغرب من الفنون التراثية الجميلة ذات الدلالات العميقة، لما لهذا الفن الأصيل من أبعاد اجتماعية سياسية وثقافية حاول العديد من الفنانين توظيفها سواء في أعمالهم التشكيلية، بل وظفها الكثير من المخرجين في مسلسلات وأفلام سينمائية.


    ويحضرنا في هذا الباب معرض من ضمن الكثير من المعارض أقيم في المتحف الأثري بالرباط واختير له عنوان" خيل وفرسان" معرض فتح للنقاد والمهتمين شهية استنطاق التاريخ والموروث الفني والإبداعي المغربي، الذي تجلى في الكثير من الأشكال التعبيرية، التي تحتفي في العمق بالفرس المغربي في علاقته بالإنسان، والأرض، والحياة اليومية عبر التاريخ.
    وللإحاطة بثراء الميراث الفروسي وتنوعه وعمقه الزمني اقترح المعرض مسارا ينتظم حول أربعة مواضيع، هي الفرس في المغرب القديم، الفروسية، الفرس رمز للنفوذ والوجاهة، والفرس والإلهي...تلك المعروضات الناذرة والثمينة، يمكن للمتلقي أن يتعرف على تاريخ مجيد للحصان المغربي والعربي، في الكثير من الأمكنة والأزمنة، والتواريخ التي يحفضها الماضي جيدا، معروضات تفيض جماليتها ورونقها الأخاذ، ومنها تشتم روائح الأمس القريب/البعيد حيث الحصان صديق للإنسان في حله وارتحاله، في اللحظات الحزينة وأيام الفرح، في الحرب والسلم، وصديق وفيا في الحياة.


    فرجة طبيعة واحتفال

    من هنا ومن خلال هذا الموضوع سوف نحاول قدر الامكان قراءة تفاصيل تلك المعروضات موضوع الخيل والفرسان في كثير من البحوث، والكتابات،

    [IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/iraq/LOCALS%7E1/Temp/msoclip1/01/clip_image004.jpg[/IMG]

    ن اجل أن نكشف للقارئ على أهمية الموضوع من الناحية الفنية والتراثية، والإبداعية، والاحتفالية أيضا، خاصة وأن المغرب كبلد من بلدان شمال إفريقيا القريب جدا من أوربا، كرم الفرس أحسن تكريم واهتم أيما اهتمام، ولتتفتق من خلال العلاقة الحميمية بين الحيوان والإنسان الكثير من الأشكال الاحتفالية، وأبرزها ما يسمى في المغرب ب" الفروسية" أو الفانطازيا" أو "التبوريدة" كنوع من الاحتفال الجماعي في أعياد ومناسبات، دينية ووطنية، احتفال له الكثير من الدلالات والرموز التاريخية القديمة جدا، تحدث عنها العديد من المؤرخين والباحثين في مجال التاريخث القديم والتراث الفني المغربي.
    هكذا نستحضر أطياف الفروسية المغربية أو "الفانطازيا" أو ما يصطلح عليه عند عامة الناس، ب "التبويردة" هي فن مغربي أصيل، يعيد الذاكرة الشعبية إلى المتفرجين في أعياد ومناسبات عديدة، حب الحصان والفرجة والطبيعة والاحتفال.
    إن ألوان الحصان المغربي في هذا الباب كثيرة، فهناك" الكمري "، ويقول العارفون بهذا الميدان، أن لون الثوب "أبيض" أي لون الجلد، و" الكمري " لا يستقر على لون واحد فمع تقدمه في السن، يتغير لونه إلى الأزرق "المغلوق "، ثم بعد ذلك تظهر عليه بقع بيضاء، ويقال لها " الريال " في إشارة إلى الريال القديم لبياضها وقيمتها وجماليتها. والخيل والجياد والأحصنة هي الأفراس، وأنثى الحصان تسمى "حجر"، وهن حجريات، وهناك "الأدهم" وهو ذو اللون الأسود، أما صاحب اللون البني فيطلقون عليه اسم " البركي "، والبني اللماع" هو " البركي المحروق ".
    وفي المأثورات عن الخيول التي تسكن بيوت الناس وأصحابها، يقولون بأن الحصان يذكر صاحبه بالخير، ويدعو ويقول " اللهم سخرتني لابن آدم، وجعلت رزقي بيده، فاجعلني أحب إليه من أهله وماله، اللهم ارزقه وارزقني على يديه" وقال الله سبحانه وتعالى " وجعلنا في نواصيها الخير".
    ومن هنا يمكن القول بأن جميع المغاربة الذين يكسبون الخيول المدربة على الفانطازيا هم من خيرة قوم القبيلة، وتجد أصحابها ذو شأن عظيم، وأصحاب خير ونخوة وقيمة في البلاد.
    وأشكال الخيول متنوعة، فهناك، الصغير الخفيف وهو من أصل عربي له رأس مستديرة، وذكره الرومان والإغريق في كتاباتهم وصوروه في منحوتاتهم وأعمالهم الفنية، وهناك النوع الثقيل، وهو من أصل أوربي استعمله الإنسان في الحروب، ومع تقدمها في السن تهدى قربانا للمجازر.
    وارتبطت الفروسية والفانطازيا في الذاكرة الجماعية المغربية بعادة تقليدية أحبها الصغار والكبار، والكرنفال الاحتفالي كما أسلفنا، حيث الأغنية الشعبية حاضرة، والمواويل والزغاريد النسائية، كتعبير عن النصر، ودعما للأولاد والأزواج، والفرسان، ليحفظهم الله من العين ومن كل سوء..
    وتعددت احتفالات القبائل المغربية بهذا الفن في مناسبات خاصة، ارتبطت بالأساس بالأعراس بالدرجة، وعيد المولد النبوي الشريف، وإن كانت المواسم السنوية كموسم الولي الصالح سيدي بوعبيد الشرقي لمدينة أبي الجعد (حوالي 200 كلم شرق الرباط) وموسم (شراكة ضواحي مدينة الرباط) وموسم سيدي الغليمي بمدينة سطات (160 كلم غرب الرباط)ومواسم أخرى بمدينة الجديدة، مراكش، المحمدية، مكناس …إلخ. هذا دون نسيا أسبوع الفرس السنوي الذي ينظم بالعاصمة الرباط، ويكون للقفز على الحواجز لكن حضور الفانطازيا مؤشر على تناغم العصور، وحضور الأصالة والمعاصرة في اللقاء الرياضي والفني.
    وكان المهرجان السنوي للفلكلور والأغنية الشعبية بمدينة مراكش الدورة الأساسية في الاحتفاء بالفانطازيا، ضمن برنامج خصب يحتفي بالأساس بالأغنية التراثية والشعبية، حيث تلتقي الفرق من مختلف المدن للتعبير عن تقاليدها وعاداتها الفنية انطلاقا من تقديم عروض للفلكلور الشعبي تمتزج فيه الأغنية التراثية ببارود فرسان يشربون نخب زهوهم في خيام من الوبر.


    الفرس في الزخارف و الحلي الجدارية

    موضوع الخيل والفرسان كرنفال احتفالي بالحيوان الأليف والإنسان، اكتشاف لعالم آخر، من عوالم الخيل والفرسان العربية في التاريخ المغربي، وفي [IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/iraq/LOCALS%7E1/Temp/msoclip1/01/clip_image006.jpg[/IMG]
    لحضارة شمال افريقية، حيث الفارس والفرس، والحصان وأطياف الصيد والحرب، وكل ما يتعلق بهذا الحيوان في علاقته بالإنسان أينما حل وارتحل.
    الفرس في العصر القديم هكذا نذكر مع الباحث حسن ليمام أن الفرس عاش مع الإنسان منذ الأزمنة السحيقة. وفي العصر القديم، سجل لنا العديد من المؤلفين الإغريق و اللاتين كثيرا من الأوصاف التي نتبين منها الصفات التي كانت مطلوبة آنئذ في الفرس ليكون نجيبا و جميلا. ويذكر من هؤلاء المؤلفين كسينوفون وفرجيليو وكولوميل وبلين. ويستفاد من هذه الأوصاف أن القدماء كانوا يوثرون الفرس صغير الرأس مستقيمه، بحيث تكون عنقه أمام عيني الفارس مباشرة، عريض الجبهة صغير الأذنين، عريض الخاصرة، بحيث توفر للفارس راحة لا يجدها على ظهر ناتئ، ضامر البطن، عريض اللبان لحيمه.
    ونجد أهم هذه الخاصيات، سيما دقة الرأس واستقامته وعرض الجبهة، في أروع الصور الفنية التي خلفها لنا العصر القديم عن الفرس. كان الفرس يستخدم قي القنص والحرب والأشغال اليومية، غير أنه كان يرصد عموما للقنص و الحرب، فيما استخدم الإنسان الثيران لجر المحراث، و البغال و الثيران و خصوصا الحمير للنقل و الأسفار. إلا أنه اعتمد أحيانا أيضا على الأفراس لجر عربات السفر. و تطلعنا المصادر التاريخية كذلك على ما خص به الإنسان الفرس من رعاية وحب. وتظهر العديد من النقوش البارزة و أشكال الفسيفساء والتماثيل الرخامية والبرونزية التي كانت تزين المعابد و المباني العامة و الخاصة في العالمين الإغريقي و الروماني المكانة الرفيعة التي تبوأها هذا الحيوان. حتى أنه قرن أحيانا بآلهة شهيرة مما أضفى عليه مزيدا من التقدير و الاحترام. و توجد في المغرب كثير من الشواهد الأثرية الدالة على العمق الزمني للفرس في بلادنا. فقد احتفت به بعض التماثيل البرونزية و بينت مقدار ما كنه له القدماء من محبة و إعجاب. واستعمل تارة كزينة داخلية للبيت، و طورا في الزخارف العليا للأسرة، وهو التقليد الذي بدأ حوالي القرنين الثالث و الثاني قبل الميلاد و استمر حتى القرن الثاني الميلادي. غير أن هذه المكانة التي حظي بها الفرس في مجال الزخارف و الحلي الجدارية آلت بعد ذلك إلى البغل الذي توجد بصدده شواهد أثرية وافرة. واستعمل الفرس أيضا كمجسم تزييني للجزء الأعلى من الأوعية المعلقة، كما نرى في نموذج تم العثور عليه في موقع وليلي. كما صور في الغالب مقرونا بشخصيات باخوسية كالإلهة آريانا والإله ديونيزوس، و أحيانا ببعض الآلهة المحلية كما هو الشأن في مذبح مكرس ل"أو ليسو".
    وتشهد برونزيات العربات و الدواب المقرونة على وجود الفرس في مختلف المواقع المغربية القديمة. ويبلغ عدد هذه القطع630، منها 74خاصة بالعربات، و45 بأدوات النير، و512 بعناصر طقم الفرس. ويعزى العدد المرتفع لهذه الأخيرة في جانب كبير منه إلى ما تواجد في موريتانيا الطنجية خلال القرنين الأول و الثاني الميلاديين من وحدات من سلاح الفرسان و مفرزات من الخيالة و حاملي الأعلام و الجنود الرومان في مواقع وليلي، طوكولوسيدا، عين شقور، باناسا، طنجة، وسلا، تحديدا لاحصرا. ولم تقتصر الشواهد الأثرية للمواقع المغربية على البرونزيات المجسمة للفرس، بل نجد هذا الحيوان مصورا أيضا في بعض البلاطات الفسيفسائية مقرونا في الغالب بحيوانات أخرى، كما هو الشأن في فسيفساء أورفيوس أو فسيفساء لكسوس التي يبدو فيها إيوليو إله الريح. و صور الفرس أيضا في هيئة حيوان بحري نصفه فرس و نصفه الآخر سمكة يقوده تريتون إله الموج. كما يظهر على سناد من نوع آخر هو عبارة عن قالب فخاري تم العثور عليه في وليلي خلال السنوات الأخيرة (رقم الجرد:149ـ97). وبدأت تتراكم شواهد أخرى عن وجود الفرس في المحفوظات الأثرية لمختلف المواقع، وذلك بفضل الاهتمام الذي بات الباحثون يولونه لجمع عظام الحيوانات القديمة ودراستها. المنحوتات الصخرية تكرم الفرس واكتشفت في هذا المضمار منحوتات في الصخر تطرق إليها الباحث مصطفى النامي، حيث يؤكد انه في شمال أفريقيا والصحراء تتبين عدد من الأشكال الخيلية. فمن محفورات منطقة مساك الليبية إلى رسوم" تاسيلي ناجر" في الجنوب الجزائري، و من المحفورات الصخرية لجنوب وهران إلى مثليتها في الجنوب المغربي، نجد أشكال الفرس حاضرة في كل هذه الأمكنة، ولو بأعداد أقل بكثير من أشكال الحيوانات الأخرى المحفورة عادة (الظباء، البقريات، الخ..).. وينضاف إلى العدد المحدود جدا للأشكال الخيلية المشكل العويص الناجم عن صعوبة التمييز بين أنواعها، فغالبا ما يكون من العسير إدراك الفروق بين الأنواع الثلاثة المعروفة وهي الحمار وحمار الزرد والفرس بحصر المعنى. ذلك أن الحفار اكتفى في معظم الحالات بإنجاز الشكل الظلي دون إضافة الخصائص المميزة (الخطوط، طول الأذنين، العرف، الخ). وفي المغرب، أمدتنا العديد من مواقع المنحوتات الصخرية ببعض الأشكال الخاصة بما يكمن اعتباره فرسا. وهذه الأشكال أكثر حضورا في منطقة زاكورة" الجنوب المغربي " غير أنه ينبغي التفريق بين مجموعتين من هذه الأشكال، سواء من حيث تقنية إنجازها، أو الأداء العام للصورة، أو من حيث ترتيبها الزمني على وجه الاحتمال. تتميز المجموعة الأولى، التي تضم أشكال الفرس مقرونة بكيفية متفرقة بالحيوانات الموجودة عادة في المواضيع التازينية، بتصوير الفرس في وضع واقعي غالبا ما يظهره في إحدى حركاته، واعتماد تقنية الصقل وحتى القطع. وفي معظم الحالات، يصور الفرس في هذا الأسلوب النحتي منفردا، صغير القد لا يتعدى 40 سنتمترا، ضئيل الكم. ونذكر من مواقع هذه المجموعة: أنون أوميرزملال، ايت وزيق، تامسهالت، برج الحراسة بمنطقة تازارين.


    ستكون التكمله بحلقة ثانية أن شاء الله----------------أعداد عثمان ال غفار

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي" style="border-width:0px;border-style:none;border-color:black;"/>

  2. #2

    رد: إهمال بعض تراث البلاد العربية

    السلام عليكم
    اعتذر لتاخري بالمرور بموضوعك الدسم الهام واحجز مقعدا واثبت الموضوع واظن انه ربما جل تراثنا اهمل وسرق بكل أسف ومرارة وهي ان دلت على شيئ فهي تدل على عمق عالم الخيانة في حقباتنا التاريخية وعدم الوعي وتفهم معنى العطاء والتراث حقيقة.والدلائل كثيرة اسوق لك منها مثالا هنا للمرور:
    http://www.omferas.com/vb/showthread.php?29981-المخطوطات-من-أين-وإلى-أين-محمد-عيد-خربوطلي
    لك تحيتي واحترامي
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  3. #3
    عميد الأنساب في العراق
    تاريخ التسجيل
    Feb 2009
    المشاركات
    518

    رد: إهمال بعض تراث البلاد العربية

    وتشتهر المجموعة الثانية، اللاحقة زمنيا على الأولى، بموقعين هامين جدا هما "فم الشنة" و "جرف الخيل" بمنطقة زاكورة.و يضم هذان الموقعان، الملحقان من حيث الأسلوب والتسلسل الزمني بالمجموعة الليبية البربرية، مئات من الجياد يمتطيها فرسان مسلحون في الغالب بحراب، و رماح أو دروع مستديرة. وتنتظم هذه الأشكال عموما في مشاهد حربية أو مرتبطة بالقنص. وتم تنفيذ شكل الفرس هاهنا بتقنية التخطيط بالوتد بكيفية مبسطة جدا وبمظهر جانبي تام يكشف شكله الظلي، بما لا يدع مجالا للشك، نوع الحيوان. يوجد موقع فم الشنة على بعد ثمانية كيلومترات تقريبا من قرية تينزولين في الجانب الأيمن من الطريق الوطنية المؤدية إلى زاكورة" الجنوب المغربي". وأنجزت محفوراته على طبقات عمودية عموما من الضفة اليمنى للواد الذي يحمل نفس الاسم. وتتلاحق هذه الطبقات على مسافة تتعدى 800 متر، وتشمل مئات المحفورات المكونة في معظمها من فرسان، وجمال، وحيوانات متنوعة من ذوات الأربع، ورموز ونقوش بحروف ليبية بربرية. غير أن زنجار هذه المحفورات يمكننا من استجلاء ثلاث مجموعات متراكبة على الأقل: ـ زنجار قاتم مماثل للسناد تتلخص أشكاله في بعض البقريات المنجزة بكيفية مختصرة ولكن واقعية. ـ زنجار أقل قتامة تظهر فيه الجياد. ـ زنجار فاتح اللون نجد فيه كل المواضيع المميزة للحقبة الليبية البربرية، وبالأخص الجياد التي يمتطيها الفرسان. ويبعد موقع جرف الخيل ب 15كيلومترا عن الموقع الأول. وتغلب فيه أشكال الجياد الممتطاة، مع ظهور مواضيع أخرى كالحلي والمشابك والأساور وغيرها، وهو ما يسمح بأن نفترض بأن هذا الموقع حديث بالمقارنة مع فم الشنة. ونجد الفرس في كلا الموقعين مقرونا في الغالب بالجمل وأحيانا بنقوش ليبية بربرية. وهو ما يعني أن هذين الموقعين حديثان زمنيا بالمقارنة مع أشكال المجموعة الأولى من الطراز التازيني التي تبدو أكثر قدما. وتوجد بين هذين الطرفين مجموعة من المحفورات قرن فيها الفرس بالعربة، كما هو الشأن خصوصا في موقعي تاوز جنوب الرشيدية وورامداز بمنطقة أغرم" الجنوب المغربي". ومن هنا فقد ربط المؤرخون في الغالب بين إدخال الفرس إلى شمال إفريقيا وإدخال العربة... وهذا ما حذا بالعديد منهم إلى الاعتقاد بأن الفرس بلغ شمال أفريقيا مرورا بمصر قبيل منتصف الألفية الثانية قبل الميلاد. غير أن وجود أشكال خيلية في المنحوتات الصخرية من طراز تازينا، سواء في الجنوب المغربي أو جنوب وهران، يسمح بافتراض وجود نوع من الفرس الأصيل سبق ظهوره في شمال أفريقيا إدخال الفرس الآسيوي، وإذا افترضنا أن طراز تازينا أقدم في التسلسل الزمني من المرحلة الخيلية ومرحلة العربات، يمكننا التأكيد على أن تدجين الفرس الأهلي تم قبل إدخال العربية بزمن طويل. ودليلنا على ذلك محفورة فرس صغير بمنطقة تازارين. أنجز فيها شكل هذا الحيوان وفق طراز تازينا، ويبدو بالعنان كعلامة دامغة على تدجينه. الحصان مطية رفيعة و إذا كانت النقوش الصخرية أكدت أن الفرس عاش في شمال إفريقيا إلى جانب الإنسان في علاقة حميمية مما جعل للفرس هالة روحانية ورمزية وجمالية جعلته يستقطب اهتمام الإنسان منذ العصور الموغلة في القدم. ويحيلنا الجواد العربي، بكل ما تحفل به هذه التسمية ـ كما تؤكد الباحثة حفصة الحسني ـ من صور الملاحم والأمجاد، على تاريخ طويل تبوأ فيه مكانة الحيوان الذي تهفو إليه الأحلام. كما أن الأدب العربي بشعره ونثره وأحاديثه النبوية وأمثاله أفرد للجواد حيزا هاما في مجموع التراث العربي ظل يحافظ عليه حتى الآن. ولم يفت الفنانين التشكيليين أن يرسموا حيوان "الأحلام" هذا، ولا الشعراء أن يتغنوا به، ولا المؤرخين أن يتخذوه موضوعا لاستقصاءاتهم، فيما فتن علماء الأنتروبولوجيا بالحب الذي خص به الإنسان الفرس منذ الأزمة الغابرة. وتشهد بعض النصوص السردية من القرن التاسع على المكانة الهامة التي احتلها الفرس في المجتمع العربي. حتى أن أبا عبيدة بن المثنى التيمي خصص ثمانية مؤلفات للحصان رصد فيها سلالاته ومواطنه الأصلية وصفاته... كما تحفل هذه النصوص بمقتطفات وافرة من الشعر العربي والأقوال المأثورة المتعلقة بهذا الحيوان الذي شغل حياة الإنسان وأحلامه. وعلاوة عن هذه المؤلفات، تجدر الإشارة إلى "كتاب الخيل" لابن الجزي الغرناطي، من القرن الرابع عشر الميلادي، المخصص بكامله للفرس بسلالاته وخصائصه وما ينبغي أن يتوفر فيه من سمات لكي يصنف جوادا عربيا كريما. هكذا ومن خلال المعروضات أنه كان مطلوبا في الفرس أن تكون خاصرته دقيقة كخاصرة الغزال، وخببه خفيفا كالذئب، وقوائمه عظيمة كساقي النعامة، وعدوه مضبوطا كعدو الثعلب، وفخذاه لحيمتين كفخدي الجمل، وعراقيبه لطيفة كعراقيب الأرنب، واندفاعه في السباق كاندفاع النسر. وورد ذكر هذه السمات السبع في أعمال العديد من الشعراء والمؤلفين العرب. غير أن منهم من أضافوا إليها أربعا أخرى لتصير للفرس النجيب إحدى عشرة سمة مصطفاة من مختلف الحيوانات. هكذا تحددت تدريجيا الصفات التي يتميز بها الجواد العربي، والتي ظلت هي نفسها تقريبا حتى وقتنا الحاضر. وتنتظم هذه الصفات في أربع فئات تتكون كل منها من ثلاثة معايير. ـ ثلاثة أعضاء طويلة: الأذنان والعنق والطرفان الأماميان ـ ثلاثة أعضاء قصيرة: الظهر والطرفان الخلفيان وعظم الذيل ـ ثلاثة أعضاء عريضة: الجبهة واللبان (الصدر) والكفل ـ ثلاثة أعضاء فاتحة اللون: العينان والحافر والإهاب كان الفرس ثمينا في حياة العرب إبان نشأة الإسلام، وعند ازدهار هذا الأخير وانتشاره الواسع، احتل هذا الحيوان طليعة كل قوة يعتد بها. كان الفرس عهدئذ رفيقا في السلم، وسلاحا في القتال، ووسيلة من وسائل العيش، ومدعاة لفخر الفارس. وكان العرب حريصون أشد ما يكون الحرص على نقاء سلالة الجواد العربي والحفاظ على خصائصه، وكانوا يرفعون المزايا الطبيعية للفرس بإضفاء بعد روحاني ومقدس على هذا الأخير. وقد قال النبي في حديث شهير: "الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة". كان الفرس مشمولا بالتكريم والرعاية وعند إحراز النصر في إحدى المعارك، كان الفارس المسلم يكافأ بثلاث حصص من الغنيمة منها اثنتان خاصتان بفرسه. وقد توخى النبي بمضاعفة حصة الغنيمة للفرسان ذوي الجياد الكريمة تفضيل هذه السلالة من الخيل، وهو ما أدى إلى الحفاظ عليها. كان الفرس يعامل كفرد من العائلة، فكان يعلف ويروض ويعالج جيدا، وكان من عادة العرب تبادل التهاني في ثلاث مناسبات: عند ازدياد مولود، وعند ظهور شاعر في القبيلة، وعند إنتاج مهر جديد. كان يمكن السخاء بالثروة العائلية كلها ما عدا الفرس، حتى أن حاتم الطائي الشهير بكرمه عز عليه أن يضحي بفرسه كما قال الرواة.

    أنواعه مختلفة

    لم يكن غريبا إذن أن يتلقى الفرس المكرم على هذا النحو هدايا لإسراجه، فقد ذكر ابن خلدون أن بعض هدايا السلطان المريني أبو الحسن إلى الملك الناصر المملوكي تمثلت في عشرة أغطية مقصبة بخيوط الذهب لإسراج الخيل، ثمانية منها محلاة بقطع ذهبية، وثلاثين جوادا، وثلاث زرابي من الحرير. وإذا كان الحب الذي كنه الإنسان للفرس نابعا من نمط حياته في الصحراء ومن ميله إلى الفروسية، فإن ظهور الإسلام رسخ هذه العاطفة بشكل مضاعف. وقد أوضح علي بن داود الغساني أن تقدير الفرس كان صادرا عن اعتبارات دينية وعن طبع فطر عليه البدو. وامتد الحب والعناية اللذان خص العرب بهما مطاياهم إلى إطلاق أسماء خاصة على الجياد، مما يشهد على ما تمتعوا به من ثراء رمزي. من هذه الأسماء: النعامة، والسابحة، والسقب، التي نمت عن تقديرهم لسرعة أفراسهم كما سموها الورد والخير... كان كل اسم يحيل إلى مظهر الفرس، أو إحدى مزاياه، أو إلى العائلة أو القبيلة التي ربته. كان العرب يفضلون، في المقام الأول، الخيل المعروفة ب الشكر ذات اللون البني المشرب بالحمرة، وكذا تلك المسماة "الكميت" المبقعة بالأسود، كما كان الفرس الفاحم السواد، المسمى "الأدهم" رفيع المنزلة لديهم. وبحكم مزايا الفرس وقدراته المتعددة، خاض به العرب منذ زمن بعيد سباقات طويلة المسافة. وقد تحدث فيليب باربيي دو بريودو، بهذا الصدد، عن سباق الأميال السبعة الذي كان يخاض بمجموعة من الأحصنة منقسمة الى فرق قوام كل واحدة منها عشرة. وكانت السبعة الأوائل تسمى "السابق". وكان هذا السباق ترفيهيا في الفترة السابقة للإسلام، وعند ظهور هذا الأخير اعتبره أفضل وسيلة لانتقاء أجود الخيول الصالحة لتكثير النسل. وفضلا عن ذلك درج الناس في مجموعة بلدان شمال أفريقيا على اغتنام المناسبات والاحتفالات وحتى المواسم لتقديم عروض بالفرس، والتذكير بالمآثر الحربية المرتبطة بتقليد الفرسان المقاتلين. هكذا تطورت ألعاب الفروسية المعروفة بالفنتازيا. ويؤكد فيليب بلوكان أن هذه اللفظة ليست قديمة جدا، بل هي لاتينية الأصل ومعناها التسلية، وقد أطلقت على ألعاب البارود التي كانت تتخلل بعض الاحتفالات والمواسم. ويشير عز الدين السدراتي وكتاب آخرون إلى أن "ألعاب الفروسية انتظمت بهذه الكيفية، وكانت هناك ألعاب فروسية بالقوس والرمح، وانطلاقا من أواخر القرن السابع عشر صارت تؤدى بالبارودة. وتعود أول ألعاب للفروسية يتوفر لدينا عنها وصف تفصيلي إلى سنة 1818، وقد جرت في مدينة الصويرة. ونقرأ وصفا لها في كتاب "حلية الفرسان وشعار الشجعان" لعلي بن الهذيل الأندلسي الذي يقدم لنا
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي" style="border-width:0px;border-style:none;border-color:black;"/>

  4. #4

    رد: إهمال بعض تراث البلاد العربية

    موضوع هام جدا وأضيف هذا الرابط فربما قدم شيئا هاما:
    http://www.omferas.com/vb/showthread.php?31683-مصادر-تومبوكتو-المخطوطة&p=132585#post132585

المواضيع المتشابهه

  1. صدق أو لاتصدق: شركات للفحص الجيني في البلاد العربية
    بواسطة رغد قصاب في المنتدى فرسان الطبي العام .
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 02-01-2019, 03:17 PM
  2. سوريا تشهد ولادة الطباعة قبل كل البلاد العربية
    بواسطة محمد عيد خربوطلي في المنتدى فرسان الأبحاث التاريخية
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 04-05-2018, 09:31 PM
  3. المجلد الثالث من كتاب البلاد العربية في الوثائق العثمانية
    بواسطة محمد عيد خربوطلي في المنتدى فرسان المكتبة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 06-28-2014, 06:36 AM
  4. المخطوطات العربية تراث
    بواسطة محمد عيد خربوطلي في المنتدى فرسان الأبحاث التاريخية
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 10-01-2012, 08:33 PM
  5. قضية سوق الدعارة في البلاد العربية
    بواسطة بنان دركل في المنتدى فرسان المواضيع الساخنة.
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 03-21-2007, 07:09 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •