ما هو الإسلام
هو ... دين
فما هو معنى الدين ؟؟؟
اعتاد البشر فهم معنى الدين فهما مغلوطا
فنقول عمن هو ملتزم بالصلاة وغيرها من الفروض ... متدينا
ولكن الدين كما جاء في كتاب الله في اكثر من موضع
{وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ }البينة5
أَفَغَيْرَ دِينِ اللّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ }
آل عمران83
}وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجاً }النصر2
الدين ... هو الإطار السلوكي للفرد أو الجماعة الذي يعرف به
ويحكمه ... دوافع الانسان وقيمه التي يؤمن بها ويتصرف تلقائيا تبعا لها
فالبوذي الملتزم بالبوذية ... متدين ... والكافر بكل إله ويتبع نمطا ثابتا لحياته .... متدين
لأن كل إنسان لديه ثوابت يحيا في إطارها .. وإن كنا نختلف معه أو نؤيده .. أو حتى نعاديه بسببها ..
ولذلك فالدين هو الإطار الذي يلتزم به الإنسان ويدين بواجباته أي يشعر أن عليه ديون واجبة الآداء نحو نفسه أو ربه أو جماعته
فدين الله ...
هو الاالتزام نحو الله بسلوكيات معينة ومحددة وقويمة ... كما أمرالله ورسله بها عبر تاريخ البشر ،
ولذلك فإن الإسلام .. وغيره أيضا هو دين .... ولكنه ليس دين الله ...
لماذا خلقنا الله
خلقنا الله تعالى من فئة العمار
فلله في كونه فئات وانواعا من الخلق كثير ...... ويخلق ما لا تعلمون
ففي خلق الله .. الحفظة ... الكتبة... والخزنة .... والرسل ... والجند .... والخدمة
وقبل أن يخلقنا الله تعالى قال سبانه وتعالى :
{وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ }
البقرة30
ثم قال أيضا :
{وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ }
النور55
فالاستخلاف على الأرض كان وما زال هو سبب خلق الله للإنسان ... وهيا مهمته التي خلقه الله من أجلها ... فالخليفة مهمته إعمار المكان الذي استخلف عليه بما يأمره ويعلمه من استخلفه
وهذا ما يقوله رب العزة في كتابه
هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُّجِيبٌ }هود61
فالبشر خلقه الله تعالى من فئة العمار ... وسبقه من نفس الفئة على الأرض .. الجن ... وهما ما يسميهما الله الثقلين (الجن والإنس) .
ومهمة هذه الفئة هي الإعمار للأرض بما أمره وعلمه ربه ولذلك :
فمهمة الإنسان التي خلقه الله من أجلها
هي إعمار الأرض بما أمره ربه وعلمه
ولكن البعض يقول أن الله تعالى قال :
{وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ }الذاريات56
نعم .. صدق الله العظيم .... وقد خلق الله تعالى كل خلقه بكل فئاتهم وانواعهم ليعبدوه وحده .. ولكن
لكل فئة ونوع ... مهمة عبادة تختلف عن غيرهم ... يؤدي من خلالها واجبات المهمة التي خلقه الله من أجلها .
ولكل نوع وفئة .... مراسم ومناسك ... فرضها الله عليهم تتوافق مع تفاصيل خلقهم ومهمتهم وظروف آداء المهمة
هذه المراسم والمناسك ... فرضها الله للحفاظ على استقامة آداء الخلق للمهمة التي خلق من أجلها
فالإنسان بفطرة خلقه ضعيف ... وهلوع .. وجزوع ... وظلوم ... وجهول
ولو تركه الله تعالى ليؤدي المهمة دون التزام واتصال وتذكرة ... لضل وأضل وفسد وأفسد
ولذلك شاء الله تعالى أن يفرض على الإنسان فروض ومناسك ومراسم طاعة وولاء واتصال
يؤديها الإنسان إعلانا واعترافا منه بولاءه وطاعته لخالقه ... وهيا تعينه وتذكره وتقربه ممن خلقه
فيتصل بربه في الصلاة ... ليتقرب من خالقه يحمد ويشكره ويدعوه ويستعينه ويستهديه ويستغفره
ويصوم عما أحل الله له ... ليؤدب نفسه ويذكرها بتقوى الله (لعلكم تتقون)
ويزكي ... ليذكر نفسه أن كل ما لديه ليس يملكه ولكنه مستخلف عليه
ويحج لبيت الله ... ليعلن نفسه خالصا لله ... ويطلب عفوه وقربه ورضاه
ولكن كل هذه المراسم والمناسك ليست ابدا هي المهمة التي خلقه الله من أجلها ...
ولكن هذه الفروض والمراسم والمناسك هي مستلزمات الحفاظ على استقامة آداء الإنسان للمهمة
ولكن البشر احترفوا منذ خلقهم الله ارتكاب أحد الخطيئتين
الأولى ...
أن يعمر الأرض لحسابه وبقوانينه منكرا وكافرا أو مشركا بحدود الله .
. ومثالهم عاد وثمود وفرعون وآخرهم أكثر من ثلثي العالم اليوم في الغرب والشرق
وعقابهم في الدنيا أن تهلك نفوسهم وهم كارهون أو منتحرون ... وللآخرة أشد عذابا وأبقى
الثانية ....
أن يدعي أن المهمة التي خلقه الله من أجلها هي المناسك والمراسم والفروض .
وينكر مهمة الإعمار ويدعون انهم ابناء الله وأحباؤه ... مثل اليهود ... أو أولياء الله وأحباؤه
مثل المسلمون اليوم ...
وهؤلاء زوروا وضلوا وأضلوا ... بل تألهوا على الله ...وظنوا أنهم أعلم من الله بدينه
والله يقول لهم
ُقلْ أَأَنتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللّهُ ......َ }البقرة140
{قُلْ أَتُعَلِّمُونَ اللَّهَ بِدِينِكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ } الحجرات16
وعقابهم أن يهونوا على الله وعلى البشر ويصبحوا علاة على الدنيا مستضعفين ويسلط الله عليهم في الدنيا من الكفرة والمشركين من يريهم نتاج ضلالهم ... ويوم القيامة يردون إلى أشد العذاب .
خاصة وأن أصحاب هذه الفئة فرغوا الغاية من خلق الإنسان من مضمونها وقصروها على آداء المناسك والمراسم والفروض
ولم يكتفوا بهذا ... بل فلسفوا ... وشددوا ... وتفرغوا لما لا يفيد من تعقيد أمور الفرائض والمناسك والمراسم بما ينفر البشر عن الدين ..
ولذلك ...
لا يصح أن يسمى من يؤدي مظاهر ومناسك أو مراسم لفكر معين أنه ملتزم به .. أو متدينا
ولكن من يؤدي الواجبات التي من أجلها اعتنق وآمن بهذا الفكر ... هو من يصح أن يكون متدينا .
فمن يؤدي المهمة التي خلقه الله من أجلها وهي إعمار الأرض ... أكثر تدينا ممن يقصر فيها
وبالتالي فمن يعمر الأرض أفضل .... فهو أكثر تدينا ممن يقصر في إعمارها بحجة المظاهر والمراسم والفروض .
والتي ما فرضت إلا للحفاظ على استقامة آداء الإنسان للمهمة
يبقى لنا ...
مما خلقنا الله ...
ما علاقة النفس .. بالجسد ... والروح
ما هو الموت ... ما هي حالات وحركات الحياة للنفس
لماذا نسعى في الدنيا
ما هي الأمانة ومعناها
هل الإنسان مخير أم مسير
ما هي النفس ... طبيعتها ... أمراضها ... علاجها
وإلى لقاء قريب ...
د. جمال عمر