في حربها الثقافية ... إسرائيل تصنع من العاهرة صِدْيقَة/علاء الريماوي
التاريخ: 2010-05-05 21:12:19
عمدت الحركة الصهيونية في حربها على العرب إلى استهداف منظومتهم الثقافية والفكرية منذ الصدر الأول للدعوة الإسلامية من خلال الدس في الأحاديث النبوية وزرع الفتنة التي بدأها عبد الله بن سبأ اليهودي الذي نجح في شق الأمة وإيقاد الفتنة في العراق والتي أسفرت عن فتنة الاقتتال العظيمة في صدر الإسلام ، هذا الجهد الذي وعته الحركة الصهيونية والتي جندت في خدمة هذا الهدف مجموعات كبيرة من المستشرقين الذين أخذوا على عاتقهم صياغة منظومة متكاملة من الثقافة ومؤسساتها للقيام بعملية مسح للأدمغة وتجنيد لشخصيات وازنة للسيطرة على الأمة .
هذا المخطط بدأ نجاحه واضحاً من خلال أتباع الماسونية الذين استطاعوا تجنيد القوى الفاعلة في العالم لحراسة إسرائيل ، هذا العنوان الكبير أردنا منه الوصول إلى إلى الهجمة الخفية التي تشنها أمريكا بأيد إسرائيلية على المنظومة الدينية في الدول العربية والتي كانت آخر معالمها ما كشفه أحد النواب المصريين من أن بروفسوره إسرائيلية تقف على رأس لجنة تتابع صياغة المناهج الإسلامية في مصر لتعكس توصياتها نتائج مرعبة نلخصها بتقليص المادة التاريخية والدينية في المرحلتين الإعدادية والثانوية بالأزهر الشريف إلى 70%، كما حذف 65% من حصص القرآن الكريم في المرحلة الابتدائية بالتعليم الأزهري، و35% من مناهج السيرة خاصة المتعلقة بالغزوات والفتوحات الإسلامية.
وحذف أيضا 45% من مناهج التفسير، وألغي 20 معهدا من معاهد المعلمين الأزهريين، بالإضافة إلى إغلاق أكثر من 170 معهدا أزهريا عام 1999، ورفع سن القبول في التعليم الأزهري وإلغاء كتاتيب حفظ القرآن.
هذه النتائج ومع التدقيق فيها تركز على مادتين هما التاريخ والدين ، ليعتبرا أنهما الركن الأساس في توليد الإرهاب والعنف في العالم .
هذا الحديث يذكرني في مقابلة أجريت مع أحد العملاء في سجن النقب الصحراوي والذي أدارته قيادات الفصائل أمام الأسرى في حديث عن الآلية التي تستطيع بها أجهزة الأمن الإسرائيلية السيطرة على الشباب العربي لتحوله إلى أداة هدم في مجتمعه ليتم التركيز في حديثه على نقاط خمس كانت على النحو التالي .
1. الصناعة التاريخية المزيفة : حيث تعمد أجهزة إسرائيل إلى إثبات عبر الآثار المزيفة الملكية لفلسطين وتقزيم تاريخ العرب إلى ما رقين على هذه الأرض ، مع سعي إسرائيلي للسلام قبلت فيه القيادة اليهودية قبل قيام دولتهم المسخ العديد من المشروعات الدولية لتقسيم فلسطين من خلال الحراك الدولي والذي عبر عنه جملة من القرارات أهمها ، قرار الأمم المتحدة رقم 181 الصادر عام 1947 والذي دعا إلى تقسيم أراضي الانتداب الفلسطينية بين دولة يهودية وأخرى عربية، مشروع لجنة بيل لعام 1937 والكتاب الأبيض البريطاني لعام 1939 وبرغم ذلك ظل العرب يحاولون هدم إسرائيل الديمقراطية في المنطقة العربية المتخلفة .
2. البعد الديني للصراع من خلال المس بمكانة المسجد الأقصى والطعن فيه بل تحويل المدينة إلى إرث توراتي عريق يقبل في محصلته الآخر تحت ما يسمى عاصمة إسرائيل مدينة موحدة ولا تميز بين مختلف أحيائها ولا سكانها الذين تحفظ أماكنهم المقدسة التي جاءت كتزييف مقصود للعقيدة الصحيحة وهي اليهودية ،مع طعن في الرسالات السماوية وخاصة الإسلام والذي يصور فيه نبي الأمة على نمط ما يرسمه بعض مرتزقة الغرب من رسوم كريكاتوريه .
3. سمو العقل اليهودي على غيره من العقول القاصرة والتي : من خلال عرض لقدرة إسرائيل وقوتها ومكانتها وإنجازها العلمي مع بيان فشل المحيط العربي من خلال حقائق وأرقام يتم تضخيمها وفبركة أنماط الحياة البائسة فيها مع تصوير للفساد المستفحل لدى حكام العرب لهز الثقة بالنفس وخضوع للضحية أمام العظمة الكاذبة .
4. تهديم القيم : عبر وسائل يتدرج فيها تبدأ بتسهيل الانفتاح ثم إثارة الغرائز وصولاً إلى الهتك المحرم للمحارم ، وتعزيز مبدأ مقايضة المال بالقيم حتى يسهل على الأخ قتل أخيه وهتك عرض أمه .
5. الرعب والخوف : حيث تحرص إسرائيل مع أتباعها ربطهم بها كأم حامية من كل الأخطار التي تصنعها لهم لتديم اللجوء إليها ، بهذه الآلية يدوم الولاء وتتعزز النفسية القابلة للتبعية المطلقة .
ما أسلفنا من نقاط نستطيع دمجها اليوم بوضوح مع مقدمة الحرب على الأمة والتي تسعى إسرائيل فيها صناعة ثقافة التبعية وسلخ الأمة عن تاريخها وإدامة الرعب عليها من أعداء وهميين تختلقهم لتديم لهم لجوء لقوة قادرة على الحماية من خلال علاقات تعتبر المفتاح للرضي والدعم الغربي المهم للحماية من كابوس كاذب .
هذه الثقافة التي تقوم عليها المؤسسات الداعمة والعاملة بنشاط في الوطن العربي الكبير والتي أنجز فيه الكثير في الدول العربية وخاصة في مناهج التعليم ، أرادت أن تملك عقولاً تؤمن بإسرائيل كقيمة مقدسة ولتعتقد العقول نفسها أن العاهرة البغي إسرائيل هي صديقة يتعبد في محرابها ، لتكون النتيجة أعراب في الطرقات بعقول يحكمها كوهن يحددون في عواصمهم مصير الأمة .