السلام عليكم
يعتبر موضوعنا مستلهما من وجهة نظر المهندسة شآم الخاني ولها الفضل والامتنان بعد الله:
كثيرة هي المرات التي نؤنب ذواتنا، بدعوى عدم تحقيق السقف المفروض لطموحنا، وننسى قدراتنا ومستوى تحملنا لعالم النجاح المتعب، او محدودية احتواءنا لمن حولنا، لذا نصل لمرحلة عدم الرضى عن ذواتنا مهما حققنا، وذلك لأننا لم نتفهم أنفسنا جيدا، ونتصالح معها تماما.بل طالبناها بما هي عاجزة عن تحقيقه.
وهذا يتجلى في ماننجزه في الحياة...فننظر لمن سبقونا نظرة غيرة، او ألم، أو تانيب.
علينا أولا التفريق مابين العمل الجماعي والعمل الفردي، وذلك لأن النجاح الذي تحققه الجماعة من الطبيعي أن يكون مدويا، أو واضحا أو عالي السقف، بينما العمل الفردي يبقى محافظا على قدرات الفرد، ومحدودا بمحدودية قدراته، لذا وعندما يستمر الفرد بعمله وحده، فهو يمنهج نفسه، ويروضها على هذه الطريقة، والتي تجعله غير متحمل للعمل الجماعي، غير مستوعب لتدخلات غيره في قراره، أو مشاركته غيره في العمل، لقد تعود على العمل وحيدا، وتحمل نتائج عمله وحده، ولعل العمل في الخفاء وفي الظلمة، وببطء المثابرة حتى الوصول، أكثر زخما ممن يعمل في الضوء معلنا عن عمله بوضوح،مستنفذا طاقاته للعلن، لذا فنر أن اجتماع نشط في العمل الجماعي لايستوعب أن يتعامل مع فرد تعود على العمل وحده، فهو يفضل إملاء شروطه على هذا المتفرد ، بل على طريقة عمله ايضا، وعلى الآخرين أمثاله، ليقولبهم بقالبه، هنا نقول:
إن الفرد هذا يمكننا الاستفادة منه، بتوكيله بعمل خاص به، ونقاشه حول عمله هذا بالذات وأدائه هذا فقط، ليستمر بعطائه ولايتوقف ليضل لخيبة أمل جلية، من خلال ملاحظته سبق غيره، فالسباق أنواع، إن الرضى عن الذات يعتبر نصف الطريق للنجاح، فمعرفة كل منا ميزات نفسه وإمكاناته، تجعله مقتنعا بما أنجز، موقنا بما يمكنه عمله، ومشكلا سقفا طموحيا مناسبا له مهما علا، وذلك لأن بعضهم، ينظرون للعمل الجماعي وكأنه فردي، ويعتبرون عملهم فاشلا مقار به، بينما شتان بينهما ، تباعدت المناهج والجهود والتفاصيل.وبقيت النتائج شاهدة على الجهد، فلانبخس أنفسنا حقها، فنظلمها ونتوقف عن العمل.
باختصارشديد:
إن توق الفرد كي يحقق نصف نجاحات المجموعة، تجعل منه متفردا في عمله، لذا فلنقنع بإمكاناتنا ولنكمل دربنا بيقين.
الخميس
31-10-2019