يقول الجاحظ :والعقل أطول رقدة من العين
والعقل - حفظك الله - أطول رقدة من العين وأحوج إلى الشحذ من السيف وأفقر إلى التعاهد وأسرع إلى التغير وأدواؤه أقتل وأطباؤه أقل.
فمن تداركه قبل التفاقم أدرك أكثر حاجته ومن رامه بعد التفاقم لم يدرك شيئاً من حاجته.
ومن أكبر أسباب العلم كثرة الخواطر ثم معرفة وجوه المطالب.
ثم في الخواطر الغث والسمين والفاسد والصحيح والمسرع إليك والبطيء عنك والدقيق الذي لا يكاد يفهم والجليل الذي لا يلقى الفهم.ثم هي على طبقاتها في التقديم والتأخير وعلى منازلها في التباين والتمييز.
وللمطالب طرق ولدرك الحقائق أبواب فمن أخطأها وانتظر كان أسوأ حالاً ممن لم يخطئها ولم ينتظر.
وعلى قدر صحة العقل يصح الخاطر وعلى قدر التفرغ يكون التنبه.