السلام عليكم ورحمة الله وبركاته-
هناك أهمال غير متعمد في تراث بعظ البلدان العربية الكبيرة فما اريد اليوم ان أتجه الى احلا بلدان العرب من حيث الفلكلور والتاريخ الوضاح ((المــــــــــــغرب ألعربي )) والفنتازية أو الفنطازية -
الفانطازيا فن تراثي مغربي
مصطفى الصوفي من الرباط : ظلت الفروسية في المغرب من الفنون التراثية الجميلة ذات الدلالات العميقة، لما لهذا الفن الأصيل من أبعاد اجتماعية سياسية وثقافية حاول العديد من الفنانين توظيفها سواء في أعمالهم التشكيلية، بل وظفها الكثير من المخرجين في مسلسلات وأفلام سينمائية.
ويحضرنا في هذا الباب معرض من ضمن الكثير من المعارض أقيم في المتحف الأثري بالرباط واختير له عنوان" خيل وفرسان" معرض فتح للنقاد والمهتمين شهية استنطاق التاريخ والموروث الفني والإبداعي المغربي، الذي تجلى في الكثير من الأشكال التعبيرية، التي تحتفي في العمق بالفرس المغربي في علاقته بالإنسان، والأرض، والحياة اليومية عبر التاريخ.
وللإحاطة بثراء الميراث الفروسي وتنوعه وعمقه الزمني اقترح المعرض مسارا ينتظم حول أربعة مواضيع، هي الفرس في المغرب القديم، الفروسية، الفرس رمز للنفوذ والوجاهة، والفرس والإلهي...تلك المعروضات الناذرة والثمينة، يمكن للمتلقي أن يتعرف على تاريخ مجيد للحصان المغربي والعربي، في الكثير من الأمكنة والأزمنة، والتواريخ التي يحفضها الماضي جيدا، معروضات تفيض جماليتها ورونقها الأخاذ، ومنها تشتم روائح الأمس القريب/البعيد حيث الحصان صديق للإنسان في حله وارتحاله، في اللحظات الحزينة وأيام الفرح، في الحرب والسلم، وصديق وفيا في الحياة.
فرجة طبيعة واحتفال
من هنا ومن خلال هذا الموضوع سوف نحاول قدر الامكان قراءة تفاصيل تلك المعروضات موضوع الخيل والفرسان في كثير من البحوث، والكتابات،
[IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/iraq/LOCALS%7E1/Temp/msoclip1/01/clip_image004.jpg[/IMG]
ن اجل أن نكشف للقارئ على أهمية الموضوع من الناحية الفنية والتراثية، والإبداعية، والاحتفالية أيضا، خاصة وأن المغرب كبلد من بلدان شمال إفريقيا القريب جدا من أوربا، كرم الفرس أحسن تكريم واهتم أيما اهتمام، ولتتفتق من خلال العلاقة الحميمية بين الحيوان والإنسان الكثير من الأشكال الاحتفالية، وأبرزها ما يسمى في المغرب ب" الفروسية" أو الفانطازيا" أو "التبوريدة" كنوع من الاحتفال الجماعي في أعياد ومناسبات، دينية ووطنية، احتفال له الكثير من الدلالات والرموز التاريخية القديمة جدا، تحدث عنها العديد من المؤرخين والباحثين في مجال التاريخث القديم والتراث الفني المغربي.
هكذا نستحضر أطياف الفروسية المغربية أو "الفانطازيا" أو ما يصطلح عليه عند عامة الناس، ب "التبويردة" هي فن مغربي أصيل، يعيد الذاكرة الشعبية إلى المتفرجين في أعياد ومناسبات عديدة، حب الحصان والفرجة والطبيعة والاحتفال.
إن ألوان الحصان المغربي في هذا الباب كثيرة، فهناك" الكمري "، ويقول العارفون بهذا الميدان، أن لون الثوب "أبيض" أي لون الجلد، و" الكمري " لا يستقر على لون واحد فمع تقدمه في السن، يتغير لونه إلى الأزرق "المغلوق "، ثم بعد ذلك تظهر عليه بقع بيضاء، ويقال لها " الريال " في إشارة إلى الريال القديم لبياضها وقيمتها وجماليتها. والخيل والجياد والأحصنة هي الأفراس، وأنثى الحصان تسمى "حجر"، وهن حجريات، وهناك "الأدهم" وهو ذو اللون الأسود، أما صاحب اللون البني فيطلقون عليه اسم " البركي "، والبني اللماع" هو " البركي المحروق ".
وفي المأثورات عن الخيول التي تسكن بيوت الناس وأصحابها، يقولون بأن الحصان يذكر صاحبه بالخير، ويدعو ويقول " اللهم سخرتني لابن آدم، وجعلت رزقي بيده، فاجعلني أحب إليه من أهله وماله، اللهم ارزقه وارزقني على يديه" وقال الله سبحانه وتعالى " وجعلنا في نواصيها الخير".
ومن هنا يمكن القول بأن جميع المغاربة الذين يكسبون الخيول المدربة على الفانطازيا هم من خيرة قوم القبيلة، وتجد أصحابها ذو شأن عظيم، وأصحاب خير ونخوة وقيمة في البلاد.
وأشكال الخيول متنوعة، فهناك، الصغير الخفيف وهو من أصل عربي له رأس مستديرة، وذكره الرومان والإغريق في كتاباتهم وصوروه في منحوتاتهم وأعمالهم الفنية، وهناك النوع الثقيل، وهو من أصل أوربي استعمله الإنسان في الحروب، ومع تقدمها في السن تهدى قربانا للمجازر.
وارتبطت الفروسية والفانطازيا في الذاكرة الجماعية المغربية بعادة تقليدية أحبها الصغار والكبار، والكرنفال الاحتفالي كما أسلفنا، حيث الأغنية الشعبية حاضرة، والمواويل والزغاريد النسائية، كتعبير عن النصر، ودعما للأولاد والأزواج، والفرسان، ليحفظهم الله من العين ومن كل سوء..
وتعددت احتفالات القبائل المغربية بهذا الفن في مناسبات خاصة، ارتبطت بالأساس بالأعراس بالدرجة، وعيد المولد النبوي الشريف، وإن كانت المواسم السنوية كموسم الولي الصالح سيدي بوعبيد الشرقي لمدينة أبي الجعد (حوالي 200 كلم شرق الرباط) وموسم (شراكة ضواحي مدينة الرباط) وموسم سيدي الغليمي بمدينة سطات (160 كلم غرب الرباط)ومواسم أخرى بمدينة الجديدة، مراكش، المحمدية، مكناس …إلخ. هذا دون نسيا أسبوع الفرس السنوي الذي ينظم بالعاصمة الرباط، ويكون للقفز على الحواجز لكن حضور الفانطازيا مؤشر على تناغم العصور، وحضور الأصالة والمعاصرة في اللقاء الرياضي والفني.
وكان المهرجان السنوي للفلكلور والأغنية الشعبية بمدينة مراكش الدورة الأساسية في الاحتفاء بالفانطازيا، ضمن برنامج خصب يحتفي بالأساس بالأغنية التراثية والشعبية، حيث تلتقي الفرق من مختلف المدن للتعبير عن تقاليدها وعاداتها الفنية انطلاقا من تقديم عروض للفلكلور الشعبي تمتزج فيه الأغنية التراثية ببارود فرسان يشربون نخب زهوهم في خيام من الوبر.
الفرس في الزخارف و الحلي الجدارية
موضوع الخيل والفرسان كرنفال احتفالي بالحيوان الأليف والإنسان، اكتشاف لعالم آخر، من عوالم الخيل والفرسان العربية في التاريخ المغربي، وفي [IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/iraq/LOCALS%7E1/Temp/msoclip1/01/clip_image006.jpg[/IMG]
لحضارة شمال افريقية، حيث الفارس والفرس، والحصان وأطياف الصيد والحرب، وكل ما يتعلق بهذا الحيوان في علاقته بالإنسان أينما حل وارتحل.
الفرس في العصر القديم هكذا نذكر مع الباحث حسن ليمام أن الفرس عاش مع الإنسان منذ الأزمنة السحيقة. وفي العصر القديم، سجل لنا العديد من المؤلفين الإغريق و اللاتين كثيرا من الأوصاف التي نتبين منها الصفات التي كانت مطلوبة آنئذ في الفرس ليكون نجيبا و جميلا. ويذكر من هؤلاء المؤلفين كسينوفون وفرجيليو وكولوميل وبلين. ويستفاد من هذه الأوصاف أن القدماء كانوا يوثرون الفرس صغير الرأس مستقيمه، بحيث تكون عنقه أمام عيني الفارس مباشرة، عريض الجبهة صغير الأذنين، عريض الخاصرة، بحيث توفر للفارس راحة لا يجدها على ظهر ناتئ، ضامر البطن، عريض اللبان لحيمه.
ونجد أهم هذه الخاصيات، سيما دقة الرأس واستقامته وعرض الجبهة، في أروع الصور الفنية التي خلفها لنا العصر القديم عن الفرس. كان الفرس يستخدم قي القنص والحرب والأشغال اليومية، غير أنه كان يرصد عموما للقنص و الحرب، فيما استخدم الإنسان الثيران لجر المحراث، و البغال و الثيران و خصوصا الحمير للنقل و الأسفار. إلا أنه اعتمد أحيانا أيضا على الأفراس لجر عربات السفر. و تطلعنا المصادر التاريخية كذلك على ما خص به الإنسان الفرس من رعاية وحب. وتظهر العديد من النقوش البارزة و أشكال الفسيفساء والتماثيل الرخامية والبرونزية التي كانت تزين المعابد و المباني العامة و الخاصة في العالمين الإغريقي و الروماني المكانة الرفيعة التي تبوأها هذا الحيوان. حتى أنه قرن أحيانا بآلهة شهيرة مما أضفى عليه مزيدا من التقدير و الاحترام. و توجد في المغرب كثير من الشواهد الأثرية الدالة على العمق الزمني للفرس في بلادنا. فقد احتفت به بعض التماثيل البرونزية و بينت مقدار ما كنه له القدماء من محبة و إعجاب. واستعمل تارة كزينة داخلية للبيت، و طورا في الزخارف العليا للأسرة، وهو التقليد الذي بدأ حوالي القرنين الثالث و الثاني قبل الميلاد و استمر حتى القرن الثاني الميلادي. غير أن هذه المكانة التي حظي بها الفرس في مجال الزخارف و الحلي الجدارية آلت بعد ذلك إلى البغل الذي توجد بصدده شواهد أثرية وافرة. واستعمل الفرس أيضا كمجسم تزييني للجزء الأعلى من الأوعية المعلقة، كما نرى في نموذج تم العثور عليه في موقع وليلي. كما صور في الغالب مقرونا بشخصيات باخوسية كالإلهة آريانا والإله ديونيزوس، و أحيانا ببعض الآلهة المحلية كما هو الشأن في مذبح مكرس ل"أو ليسو".
وتشهد برونزيات العربات و الدواب المقرونة على وجود الفرس في مختلف المواقع المغربية القديمة. ويبلغ عدد هذه القطع630، منها 74خاصة بالعربات، و45 بأدوات النير، و512 بعناصر طقم الفرس. ويعزى العدد المرتفع لهذه الأخيرة في جانب كبير منه إلى ما تواجد في موريتانيا الطنجية خلال القرنين الأول و الثاني الميلاديين من وحدات من سلاح الفرسان و مفرزات من الخيالة و حاملي الأعلام و الجنود الرومان في مواقع وليلي، طوكولوسيدا، عين شقور، باناسا، طنجة، وسلا، تحديدا لاحصرا. ولم تقتصر الشواهد الأثرية للمواقع المغربية على البرونزيات المجسمة للفرس، بل نجد هذا الحيوان مصورا أيضا في بعض البلاطات الفسيفسائية مقرونا في الغالب بحيوانات أخرى، كما هو الشأن في فسيفساء أورفيوس أو فسيفساء لكسوس التي يبدو فيها إيوليو إله الريح. و صور الفرس أيضا في هيئة حيوان بحري نصفه فرس و نصفه الآخر سمكة يقوده تريتون إله الموج. كما يظهر على سناد من نوع آخر هو عبارة عن قالب فخاري تم العثور عليه في وليلي خلال السنوات الأخيرة (رقم الجرد:149ـ97). وبدأت تتراكم شواهد أخرى عن وجود الفرس في المحفوظات الأثرية لمختلف المواقع، وذلك بفضل الاهتمام الذي بات الباحثون يولونه لجمع عظام الحيوانات القديمة ودراستها. المنحوتات الصخرية تكرم الفرس واكتشفت في هذا المضمار منحوتات في الصخر تطرق إليها الباحث مصطفى النامي، حيث يؤكد انه في شمال أفريقيا والصحراء تتبين عدد من الأشكال الخيلية. فمن محفورات منطقة مساك الليبية إلى رسوم" تاسيلي ناجر" في الجنوب الجزائري، و من المحفورات الصخرية لجنوب وهران إلى مثليتها في الجنوب المغربي، نجد أشكال الفرس حاضرة في كل هذه الأمكنة، ولو بأعداد أقل بكثير من أشكال الحيوانات الأخرى المحفورة عادة (الظباء، البقريات، الخ..).. وينضاف إلى العدد المحدود جدا للأشكال الخيلية المشكل العويص الناجم عن صعوبة التمييز بين أنواعها، فغالبا ما يكون من العسير إدراك الفروق بين الأنواع الثلاثة المعروفة وهي الحمار وحمار الزرد والفرس بحصر المعنى. ذلك أن الحفار اكتفى في معظم الحالات بإنجاز الشكل الظلي دون إضافة الخصائص المميزة (الخطوط، طول الأذنين، العرف، الخ). وفي المغرب، أمدتنا العديد من مواقع المنحوتات الصخرية ببعض الأشكال الخاصة بما يكمن اعتباره فرسا. وهذه الأشكال أكثر حضورا في منطقة زاكورة" الجنوب المغربي " غير أنه ينبغي التفريق بين مجموعتين من هذه الأشكال، سواء من حيث تقنية إنجازها، أو الأداء العام للصورة، أو من حيث ترتيبها الزمني على وجه الاحتمال. تتميز المجموعة الأولى، التي تضم أشكال الفرس مقرونة بكيفية متفرقة بالحيوانات الموجودة عادة في المواضيع التازينية، بتصوير الفرس في وضع واقعي غالبا ما يظهره في إحدى حركاته، واعتماد تقنية الصقل وحتى القطع. وفي معظم الحالات، يصور الفرس في هذا الأسلوب النحتي منفردا، صغير القد لا يتعدى 40 سنتمترا، ضئيل الكم. ونذكر من مواقع هذه المجموعة: أنون أوميرزملال، ايت وزيق، تامسهالت، برج الحراسة بمنطقة تازارين.
ستكون التكمله بحلقة ثانية أن شاء الله----------------أعداد عثمان ال غفار