فلترة النفسية .. وفق التطلعات المرغوبة لا وفق التصادم الحاصل ..(بحث رااائع)
--------------------------------------------------------------------------------
أ. سارة السويعد
فيما تواجه النفس البشرية أنواعاً شتى من التطلعات والرغبات، تتنوع الطرائق في تحقيقها وإنزالها على الواقع وهذا هو الحاصل والمشاهد دائماً.. وما نسجي هذا إلا طرحاً لطريقة جديدة أجدها ليست طريقة حالمة متعبة بل باستطاعة الكل أن يشرع بها ..
إن شدة معاناة النفس، وثقل التطلعات، وانهزامية التقدم، وسريان اليأس ....الآلام محرقة تجعل هاتيك النفس تتعلل بالمسايرة والاندفاعية في تقبُل الحاصل بوجود المفارقات والصور المؤلمة في واقع نحن بعض أفراده مع الأسف، وهذا كله يجعل التصفيق سهلاً لتلك الآلام، متناسين التصادم المهلك في نفوس ٍ راغبةٍ في الإنجاز والتطلعات.
ولا يزال نصيب وسائل الإعلام كنصيب الأسد من تلك المصادمات وتهافت بعض النفوس إلى دجلها .. يزيد الطين بلة .. أيضاً ..
وإن كان منهج الفلترة يُحقق عند الحذقِ فيه تطلعات مرغوبة تأنسُ النفوس عند الإتيان بها ..
فما المانع من الفلترة ..إذن؟!!!!!
قصور بعض الفتيات والنساء في تطلعاتهن أو انعدام التطلعات أصلاً يُحدث تناقُضاً عجيباً في طلبهن للأكمل مع زخم العواطف التي تقبع دواخلهن .
والاهتمام بتوافه الأمور ينُم دائماً عن شخصية غير جدية .. شخصية مُحزنة في واقع نحن نقبع فيه ، والعيش السبهلل عيشٌ تصادُمي يفتك برغبةٍ أكيدة بالتطلعات داخل الوجدان .
وكما أن الماء لا بد من فلترته وإزالة الشوائب منه ، وكذلك الفاكهة حين عصرها في الخلاط ، وجهاز الحاسوب تعاد فلترته أو فرمتته من فترة لآخرى رغبة بالتجديد..
فلماذا نُحجم بأنفسنا التي هي الأحق .. عن الفلترة ..؟!!
إن الجهد المبذول طلباً لتصحيح مفاهيم غطّاها الواقع المتصادم، وإيقاظا لمَ أُخمد من تفكيرٍ رائعٍ وأحياء لأطروحات معينة منفتحة وئِّدت لهو أنجع السبل في تقوية الفلترة وإيجادها في النفوس – والانفتاحية في الأطروحات والأفكار والمفاهيم لا تعني بالضرورة إخلال جانب الشريعة لا فكوامن الشريعة لازلنا نفتقد تطبيقها في حال واقع متصادم .
وليُنظر ..
للتساهل في الحجاب بحجة مسايرة الواقع .. للتساهل في الجلسات النسائية بحجة مسايرة الواقع ..
للتساهل المفرط في اللباس بحجة مسايرة الواقع ، للتساهل في كل مكان بحجة مسايرة الواقع ..
ولنُقرر..
" نحن من نصنع المستقبل ونحن من نرضى بالواقع .."
وبمجرد الإقعاء لا القيام لمفهوم الفلترة أيتها القارئة .. يتعين البؤس الذي سنعيشه وتحظي بالنصيب الوافر منه دولنا العربية في ظل مسايرة مؤلمة من شعوب تلك الدول مسئولين ومربين .. كتاباً وعاملين... وحتى الشباب ذكوراً وإناثا .
ولا أحد يجزم بصعوبة الاتجاه للفلترة لكن صاحب التشتت يعتقد مشقة تطبيقها على نفسه وهذا ما يُضني إلا أني أجد التفاؤل بالتطلعات والعمل الدؤوب على تحقيقها ليس صعب المنال تحت سماء الفلترة .
ورغم ما شاع فينا من انعدام التطلعات أُدرك أنه لا سبيل لإنشائها والظفر بها في هذا الواقع إلا بالعزم الأكيد بالفلترة .
كيف تضبطين فلترك ...
•حددي تطلعاتك .. رغباتك .. أمنياتك .. اكتبيها أمامك أبحري في أحرفها .. وأعلم يقيناً أن تطلعاتك قد تتقافز إلى السماء علواً وقد ينحدر بعضها إلى الأوحال سفولاً .. لكن الاستشارة في ذلك وسمو النفس في الارتقاء لهما معنىً في الفلترة .
•كوني طموحة في تطلعاتك ..وفي تحديدك لها .. ثم فرقي بين الطموحات المبتغاة قريباً والأخرى البعيدة ..
•اشرعي في سيرك إلى تلك التطلعات .. لا يدميك التصادم .. فالمستقبل أنتِ بتطلعاتك .
•أزيلي ما يربك حياتك وتطلعاتك. أو على الأقل تجاوزي أثرها بكل تفاؤل ..
•اجعلي رايات يخطها يراعك في كل يوم تشرق شمسه إيذاناً بتطلعٍ عالي .. ونفسٍ مفلترة .
•كوني بمثابة الحجر الذي حرك صفحة الماء الراكدة .. فالواقع ماء راكد .. وأنت ذلك الحجر.
•انتبهي من التبعية ومسايرة الواقع لأنهما يقتلان معاني التطلعات المرغوبة ..
•لا تكوني " كإبل مائة لا تكاد تجد فيها راحة " تعين صاحبها قوية شامخة نادرة في سواد مائة من الإبل .
•لتكن نفسك قوية وثابة .. لا تخضع للتراجع ولا التصادم .. نفس حاذقة في تنظيم أولوياتها .
•هناك أبعاد لمن خط لنفسه منهج الفلترة يتحين الفرض للتجديد... طلباً للتقدم لا التصادم .
•" اللهم إنا نعوذ بك من جلد الفاجر وعجز الثقة " المعادلة ليست صعبة .. وصياغة الفلترة ليست أعجوبة مفتراه في هذا الزمن .
الفلترة .. تعني التمحيص وإزالة كل مشين .. وليس أنفس من أن تكون تطلعاتك فريدة مفلترة ..
ختاماً .. .. رغم وعدي بنشر المبشرات إلا أني أحار في كل ضعيفة غير قادرة على الفلترة ..
ولا أعني سوء الواقع برمته لكن المفارقات والصور المؤلمة موجودة ..
منقول عن الاستاذه:
زاهية بنت البحر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته