منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: تشاؤمية فرويد

  1. #1

    تشاؤمية فرويد

    قد تكون التواريخ و الأماكن عبارة عن علامات جذابة كما قد تكون سوداء،فأين كان يتواجد العالم فرويد صيف 1929عندما كتب مؤلفة قلق في الحضارة؟انه كان على بعد خطوتين من برشسكادن Berchesgaden الملجأ المستقبلي لهتلير. ومتى ظهر هذا الكتاب؟ ظهر في شهرنوفمبرمن نفس السنة وذلك على بعد أسبوع من الخميس الأسود لبورصة وال ستريت. سنة بعد هذا التاريخ دخل النازيون إلى الراشستاخ و في سنة 1942 تم في برلين إحراق مجموعة من الكتب(غير نظيفة) من ضمنها بعض الكتب لفر ويد . سنة 1949 وبعد الاحتلال النازي للنمسا رحل فرويد مضطرا إلى لندن حيث قضى نحبه، سنة من بعدl سقطت باريس.
    إن تاريخ التحليل النفسي كما هو شأن مبدعه تاريخ مواز للتراجيديا العالمية، انه يكشف بجد عن المحاولات الكليانية للقرن العشرين،نتصرف اليوم وكأن التحليل النفسي يوجد فى حالة جيدة،لكننا نتجاهل المقاومات العنيفة التي كان موضوعا لها والتي يمكن مع ذلك أن تبعث من جديد من حين لاخر هناك شيء ما لايسري مابين النوع الانساني والتمثل الذي يشكله حول نفسه. يأتينا فرويد بخبر سيء جدا ولايجب أن نتعجب من الدعابة المرحة مهما كانت والتي تجد هذا النور المفاجئ أكثر صلابة،أكثر سلبية مخل بالحياء مثبط للهمة وبكلمة واحدة"عدمي" كل الناس يعترضون عليه: كالأديان مثلا التي رأت في فرويد عدوا لا يمكن كسر شوكته،لكن أيضا مادة بديلة لهذيان الجماهير المجيشة،عنصريون كانوا أو ثوريون.
    انحلال عام.
    للوهم مستقبل كبير كما يرشح هذا فرويد و كل وهم يحارب وهما آخر."لقد نجح الناس إلى حد بعيد اليوم في السيطرة على قوى الطبيعة و بالاستناد على هذه القوى يكون من السهل إبادة بعضهم البعض عن آخرهم أنهم يعرفون هذا الأمر و من هنا يأتي جزء كبير من حيرتهم الحالية،و مأساتهم و قلقهم.و الآن يجب أن ننتظر أن يبذل الايروس إحدى القوتين الخارقتين مجهودا لاثبات ذاته في المعركة ضد عدوه الأبدي .لكن من يستطيع التخمين بالنجاح و المخرج".
    هكذا كانت خلاصة الكتاب الآنف ذكره والجملة الأخيرة جد مؤثرة إنها بتاريخ1930 من الطبعة الثانية للكتاب وهي مثقلة بتحذير سبقي . تبدو لنا كلمة قلق ضعيفة اليوم أمام ما كانت عليه من قبل إن الخصم الأبدي لللايروس هو غريزة الموت مدنسة من قبل اكتشاف فرويد للجنسية الطفولية التي يجد صعوبة في إقناع أتباعه و تلامذته بها.تشتغل هذه الغريزة في صمت و تستهدف باستمرار تهديم الآخر و تهديم ذاتها في إطار مسعى لا يتوقف من الاعتداء و العقاب الذاتي،إنها مدعمة بالأنا النرجسي للرضيع.غريزة الموت هذه تحتفظ بأثر القتل الأصلي للأب من طرف الأبناء الذي يعتبر أساس كل مجتمع إنساني، و الذي وقع في شأنه إنكار كلي.إن الثقافة بناءا على ما سبق هي بدون شك ضرورة،إنها "معركة حيوية" ولا نستطيع إلا أن نهنئ أنفسنا.لكن الثقافة تولد في نفس الوقت في حالة رفضها للمعرفة التي تنبع منها قلقا و ذنبا أصمين ينفجران بين الفينة و الأخرى في العنف،فعليها و هي تطمح إلى المنفعة و إلي النظافة و إلى النظام أن تتصرف بكيفية تكبح بها الفردانية المفرطة و القمع الجنسي.
    في ظل هذه الشروط فان الحب و خلافا لما تذهب إليه السيول الجارفة للمتدينين أو المناضلين لا يمكن أن يكون إلا نادرا و أن الوصايا التالية: "أحب الآخر كما تحب نفسك" و"أحب أعداءك" هي مظاهر لرغبات وهمية.
    كل الناس يكذبون.
    يرى فرويد بأن التربية لا تتستر على المسألة الجنسية فقط بل "لا تعمل على تهيئ المراهق إلى الاعتداء الذي سيكون بالضرورة عرضة له" (…) الله وهم و الأمل الشيوعي لا يملك أية قوة و "نرجسية الاختلافات الصغيرة" تنشر بدون توقف عنصرية لاتكل.
    (إننا نرى يوميا تأثيراتها مثلا في كراهية الأجنبي و النزعة المضادة للسامية و هي تسجل لصالحها كل يوم نقاطا إضافية) أما بالنسبة للحضارة الأمريكية فإنها مؤسسة مع الأسف على "البؤس السيكولوجي للجماهير". ما نخلص إليه هو أن العدوانية داء بدون دواء،فالإنسان ذئب لأخيه الإنسان(كما تدل على هذا فضاعات" النزوح السكاني") أما الاشتراكيون فلا يعترفون بالطبيعة الإنسانية.الكل يكذب ماعدا ربما الشعراء "شلير-غوته-هين"
    فليبتهج
    ذلك الذي يتنفس النور الوردي من فوق
    لأن الرعب هنا في الأسفل
    و على الإنسان أن لا يتجاوز قدرة البشر
    و لا أبدا الرغبة في معرفة
    ما يتفضلون بحجبه بالليل و بالرعب
    ذكر فرويد هذه الأبيات للشاعر شيلر سنة1929و هي مقتطفة من موشح غنائي لسنة1797،الغواص.إننا ندرك أن الرعب قد حل و أن الحقيقة الحقة هي الوحيدة القادرة على حمايتنا منه،فلا شيء من الممكن فعله:الإنسانية عبارة عن عصاب،و هذا ليس لطيفا من لدن الفولتاري فرويد"إنني أنحني أمام عتابهم لكوني لم أوفق في أن أوفر لهم الراحة
    و هذا ما يطلبه في العمق الثوريون الأكثر وحشية الذين ليسوا أقل شغفا بها من الطيبين و المؤمنين الورعين".
    عنوان النص الأصليLe pessimisme de freud:
    Philippe Sollers :الكاتب
    Le monde/Le siecle 07-05-99:المصدر
    تعريب: قويدر عكري

  2. #2
    اشك ان فرويد مدمن كابه او انه فيه سوء ما
    التشاؤم صفه تتولد برايي الخاص من ظروف او مجمل امور منها الغذاء-الظروف الجتماعيه -تكوين المرء نفسه ..
    لذلم فكل واحد فينا يحتاج بصيص امل ليستمر وبرايه هنا سوف ينتحر الجميع...
    تقديري لك لنقل النص المهم

المواضيع المتشابهه

  1. مدخل إلى التحليل النفسي – سيغموند فرويد
    بواسطة wgxblack في المنتدى فرسان المكتبة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 07-15-2013, 11:39 PM
  2. مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 05-06-2013, 12:24 AM
  3. 150 عاماً على ولادة سيغموند فرويد
    بواسطة ملده شويكاني في المنتدى فرسان الطب النفسي .
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 08-18-2011, 12:27 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •